المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجوهرة حينما تضيعها الفتاه


vip_vip
06-30-2011, 11:25 AM
الجوهرة حينما تضيعها الفتاه


[/URL]



أم عبد الرحمن محمد يوسف

صرح العفة حصن عتيد، يتحصن فيه القلب من الشهوات والمغريات،
فإذا انهار الصـرح صالت الشهوات وجالت في عرين القلب،
وسلبت إرادته؛ فتستسلم الجوارح لنداءاتها وتنقاد بأغلالها،
فيتنقل الإنسان من هَم إلى هَم، ومن غم إلى غم،
تعلوه الكآبة وتكسوه الذلة، وينغمس رويدًا رويدًا في أوحال المعاصي والذنوب.
وعندما تهدم الفتاة صرح عفتها بيدها؛ فقد سلك درب الشيطان،
وكلما أوغلت في المسير فيه كانت عن الله أبعد وإلى شيطانها أقرب،
إلى أن يستولي الشيطان على نفسها،
فتصير من جنده الذين يبثون سمومه بين الخلق.
وإنها لآثار مدمرة وتبعات مهلكة تلك التي تحيق بمن ضيَّعت [U]عفتها، (http://www.ataaalkhayer.com/)
وأعطت مفتاح حصنها للشيطان يقتحمها في جزل إبـليسي شامت.
هل عرفتِ أيتها الفتاة على ماذا نتحدث؟
إنها العادة السـرية، (http://www.ataaalkhayer.com/)تلك المشكلة التي تواجه فتياتنا في هذه الأيام،
فبعد أن كان الشباب هم من يواجهون مشكلة الاستمناء،
دخل الفتيات في نفس المشكلة، وأصبح بعضهن يهدمن صرح عفتهن بأيديهن.
طرق الغواية:
تقول بعض الدراسات أن الفتيات يتعرفرن على هذه العادة بأحد الطرق التالية:
·إما بالممارسة .
·أو بتعلمها من خلال الرفقاء والأصدقاء.
·أو بقراءة كتب ومجلات تتحدث عنها بالتفصيل.
وبما أن هذه العادة لا تحتاج إلى كبير عناء لممارستها،
والدافع إليها قوي، وسلطانها مستحكم في ضعاف الإيمان؛
يترسخ في أذهان كثير من الفتيات أنها الحل للفرار من عدم وجود زواج،
وأنها حل لذلك عند الفتيات؛ فتبدأ في ممارستها،
ومن ثَم التعود عليها وإدمانها، فتضيع عفتها رويدًا رويدًا.

آثار العادة السرية:
1.(ألم واحتقار ونفاق:
من الآثار النفسية التي تخلفها هذه العادة السيئة،
الإحساس الدائم بالألم والحسـرة والاحتقار؛
حيث يؤكد أغلب ممارسيها على أنها وإن كانت عادة لها لذة وقتية،
إلا أنها تترك لدى ممارسها شعورًا بالندم والألم والحسرة فور الانتهاء منها.
فربما كانت الفتاة شديدة الخوف من الله،
وتقف في الصلاة تبكي من خشية الله،
وفي المقابل نراها بعد ارتكابها للمعصية تجلس تبكي وتبكي بشدة،
وترى من نفسها ذلك التناقض المزعج.
ولا تفهم الفتاة أين المشكلة ومصدرها؟،
فيدخل الشيطان متطوعًا بإعطاء التفسير
بالتصور الشيطاني الذي يبدو في ظاهره اعتراف الضمير،
وهو أن تلك الفتاة منافقة بوجهين، ثم بعد ترسيخ هذا المفهوم،
يزيدها من تلك التفسيرات المهلكة (http://www.ataaalkhayer.com/):
إنكِ باستمراركِ في الوقوع في تلك المعصية تدور في حلقة مفرغة،
من ارتكاب للذنب، فبكاء، فتوبة، فندم، فسكون، فشهوة،
فارتكاب للذنب، من المحال أن تكوني صالحًا؛
فلابد ألا تكوني منافقة ذات وجهين،
اتركِ محاولات التوبة الزائفة هذه، وسلِّمي بالأمر الواقع.
2.ضعف وإنهاك:
تسبب العادة السـرية إنهاكًا عامًّا للجسم ككل،
ولا سيما للأجهزة العصبية والعضلية،
وكذلك مشاكل وآلام الظهر والمفاصل والركبتين،
إضافة إلى الرعشة،
وذلك كله قد لا يكون ملحوظًا في سن الخامسة عشـرة وحتى العشـرينات مثلًا،
إلا أنه في المراحل التالية تبدأ القوى في الخور،
ويقل مستوى العطاء في كل المجالات تدريجيًّا.
3.ذهن قعيد:
ممارسة العادة السـرية (http://www.ataaalkhayer.com/) تفقد القدرة على التركيز الذهني،
وتتناقص لديها قدرات الحفظ والفهم والاستيعاب؛
حتى ينتج عن ذلك شتات يكتنف الذهن، وضعف في الذاكرة،
وضعف القدرة على مجاراة الآخرين وفهم الأمور فهمًا صحيحًا؛
فالتفكير المستمر في الشهوة،
مع إثارة خارجية بصور أو قصص أو أفلام، مع التَّخَفِّي؛
تجعلكِ تستشعر أنها جريمة، مع شعوركِ بالإثم بعدها،
ومحاولة إزالة آثار فعلتكِ، هل بعد ذلك كله يكون هناك من تركيز؟!
4.إذا لم تستحي فاصنعي ما شئتِ:
إن التمادي في ممارسة العادة السـرية (http://www.ataaalkhayer.com/)يؤدي وبشكل تدريجي إلى زوال معالم الحياء والعفة،
وانهدام حواجز الدين والأخلاق،
وإذا كان هذا الأمر يُعد واضحًا بالنسبة للذكور، فهو في الإناث أكثر وضوحًا.
فلا عجب أن نرى تلك الفتاة،
التي لم تكن لتتجرأ على النظر إلى العورات المحيطة بها،
من قريبات أو جيران أو حتى في الشارع العام،
وقد أصبحت تلاحق ويتتبع العورات من هنا وهناك،
ولا عجب أن التي كانت تستحي من رفع بصـرها أعلى من موضع قدميها،
قد أصبحت هي التي تحدق البصر إلى هذا وذاك في الأسواق وعند الإشارات.
ولا عجب أن ترى التي كانت خيالها بالأمس طاهرًا نظيفًا ومحصورًا في كل طاهر وبريء،
أصبحت تتنقل بفكرها وخيالها في كل مجال من مجالات الشهوة الحرام،
ومن ثَم ينشغل فكرها بها بشدة، ويصبح جل طموحها أن تتخلص منها أو يشبعها؛
مما يفقده ا طموحها الأخروي، وحتى الدنيوي التي كانت تحلم به)
[مستفاد من الانتصار على العادة السرية،
رامي خالد عبد الله الخضر، (4-9)،
وبلوغ بلا خجل، أكرم رضا، ص(210)].
إحصائيات مخيفة:
وإليكِ ـ عزيزتي زهرة ـ بعض الإحصاءات التي أجريت في بعض الدول الإسلامية،
عن انتشار الزنا والزنا المقنع، أو ما يسمونه بالزواج العرفي فيها:
·بينت الإحصاءات وجود (400 ألف) حالة زواج سري،
وأن أغلب الحالات بين الشباب والفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين (18ـ30) سنة،
وأن نسبة الزواج السـري بين طالبات الجامعة
تشكل 6% من مجموع الطالبات فى أحدى الدول العربية .
وفي دراسة قدمت للمركز القومي للبحوث الاجتماعية في دولة عربية،
جاء فيها أن هناك ما يقرب من (30 ألف (http://www.ataaalkhayer.com/))
حالة زواج عرفي بين أصحاب الشركات وسكرتيراتهم.
وللغرب النصيب الأوفر:
أما عن الغرب فحدثي ولا حرج،
وإليكِ بعض الأرقام والإحصاءات التي أخذت من بعض بلدانهم،
نسأل الله أن يعافينا:
·في تصـريح قالته مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان،
ونشـرته مجلة النور العدد 230 في جمادى الأولى 1425هـ،
جاء فيه: أن عدد الفتيات المراهقات اللاتي تنجبن يوميًّا يصل إلى أربعين ألفًا!
·بعد فتح المجال أمام المرأة السويدية في كل المجالات:
من قيادة الشاحنات على الطرق السـريعة إلى الإنضمام لوحدات القوات الخاصة في الجيوش،
فرارًا من تهمة التمييز ضد المرأة؛
فقد أفاد آخر إحصاء نشـرته مجلة الأسرة العدد 131 في صفر 1425هـ،
أن (60%) من المواليد الجدد في السويد أبناء زنى،
لا يرتبط آباؤهم وأمهاتهم بعلاقة زواج!
خاتمة الأشقياء:
إن التعلق بالشهوات واستيلاءها على القلب من أكبر أسباب سوء الخاتمة،
(فمن كان مشغولًا بالله وبذكره ومحبته في حال حياته؛
وَجَد ذلك أحوج ما هو إليه عند خروج روحه إلى الله،
ومن كان مشغولًا بغيره في حال حياته وصحته؛
فيعسـر عليه اشتغاله بالله وحضوره معه عند الموت،
ما لم تدركه عناية ربه، ولأجل هذا كان جديرًا
بالعاقل أن يلزم قلبه ولسانه ذكر الله حيثما كان؛
لأجل تلك اللحظة التي إن فاتت شقي شقاوة الأبد،
فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته)
[طريق الهجرتين، ابن القيم، ص(459)].
(وإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه،
قد تمكن منه الشيطان، واستعمله بما يريده من معاصي الله،
وقد أغفل قلبه عن ذكر الله، وعطَّل لسانه من ذكره وجوارحه عن طاعته؛
فكيف الظن به عند سقوط قواه واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع،
وجمع الشيطان له كل قوته وهمته وحشده عليه بجميع ما يقدر عليه، لينال منه فرصته؟!
فإن ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت،
وأضعف ما يكون هو في تلك الحالة؟! فمن ترى يسلم على ذلك؟!
فهناك
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا