المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3824


حور العين
06-11-2017, 05:06 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

إياك والسقوط



للأسف منا من يسقط أسير شهوة بطنه فيأكل عند الإفطار لدرجة التخمة

التي تثقله عن صلاة التراويح، وحتى إن قام وصلى سرعان ما يحس

بالتعب لأن عقله وذهنه أصبح عند قدميه، فهو يراوح بينهما، لا تلذذًا

بالعبادة ولكن استثقالًا لها.



ومنا من يسقط أسير مشاغله وأعماله التي لا تنتهي، فما أن يفرغ من

صلاة العشاء، إلا وتهفو نفسه لفعل هذا وترك ذاك وترتيب تلك، حتى

يترك صلاة التراويح عن إيثار لدنياه تارة، وعن قناعة تارة أخرى أنها

صلاة مستحبة وليست بواجبة، أو أن أعمالنا وسعينا في طلب المعيشة

عبادة كالصلاة وسائر العبادات، غافلًا عن أن العلاقة بين العبادة والعمل

علاقة تناغمية وتناسقية وتكاملية لا تعارضية.



ومنا من يسقط أسير علاقاته الاجتماعية فيسهر في الخيام الرمضانية

والليالي الرمضانية مع رفقاء لا هم لهم إلا السمر والثرثرة، وربما الغيبة

والنميمة في أجواء مفعمة بـ (الرمضانية) من حلوى رمضانية، وأغاني

رمضانية، ومسلسلات رمضانية، وأفلام رمضانية، ومسابقات رمضانية،

وفوازير رمضانية، وجوائز رمضانية!



وكما يقول أحد المحللين: "هؤلاء يريدون من رمضان أن يكون موسم

ومناسبة أشبه بالكريسماس، وتحول إلى موسم للتبضع وحفلات اللهو

واختفى كل ما هو ديني وهيمن الدنيوي فهم علمونا مناسبة ميلاد عيسى،

ويريدون المضي من المسلمين على هذا النحو ذاته ليكون تراجع تدريجي

للعقدي والإيماني في هذا الشهر، وتصاعد مقابل لكل ما هو مسل وعبثي

ودنيوي من خلال الإعلام العربي"، قال تعالى:



{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ

أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}

[النساء: 27].



ومنا من يسقط أسير شهوته فيحتال لها بالسفر إلى خارج البلدة بدون

حاجة وضرورة، بل من أجل تحليل الفطر لنفسه بحجة أنه مسافر،

ومثل هذا السفر لا يجور ولا يحل له أن يفطر فيه، والله لا تخفى عليه

حيل المحتالين وغالب من يفعل من المتحللين من روابط التدين الصادق.



علامات استفهام:

رمضان بهذه الطريقة السافرة السالفة يطرح العديد من التساؤلات:



هل هذا هو رمضان الذي شرع الله تعالى صيامه سبيلًا للتقوى؟!



وهل هذا هو رمضان المحطة الإيمانية السنوية والمقوي للعزائم

والهمم ومعلم الصبر والبذل؟!



هل هذا هو رمضان الكابح للشهوات ومقوم سلوك الأفراد والجماعات؟!



هل هذا هو رمضان موحد مشاعر الأمة تجاه قضاياها؟!

هل هذا هو رمضان مذيب الطبقية والعنصرية؟!

روي عن الحسن البصري أنه مر بقوم يضحكون ويلهون فوقف عليهم

وقال: "إن الله تعالى قد جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه

بطاعته، فسبق أقواما ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا، فالعجب للضاحك

اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه الباطلون،

أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته".

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين