المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 77 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حديث عن المصطفى )


vip_vip
07-20-2011, 12:16 AM
(http://www12.0zz0.com/2010/09/30/07/804800837.gif)
77 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حديث عن المصطفى )
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
ألقاها الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f66228%5fAOYNw0MAAU0LTfp6vQqO6k1Ce TE&pid=1.3&fid=adnan&inline=1
أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================
77 - خطبتى الجمعة بعنوان ( حديث عن المصطفى )
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f66228%5fAOYNw0MAAU0LTfp6vQqO6k1Ce TE&pid=1.4&fid=adnan&inline=1
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f66228%5fAOYNw0MAAU0LTfp6vQqO6k1Ce TE&pid=1.5&fid=adnan&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f66228%5fAOYNw0MAAU0LTfp6vQqO6k1Ce TE&pid=1.6&fid=adnan&inline=1
الحمد لله مستحق الحمد بلا انقطاع ، و مستوجب الشكر بأقصى ما يستطاع ،
الوهاب المنان ، الرحيم الرحمن ، المدعو بكل لسان ، المرجو للعفو و الإحسان ،
أحمده سبحانه و تعالى و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ، فلا خير إلا و هو مصدره ،
و لا فضل إلا منه أوله و آخره .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
جميل العوائد ، و جزيل الفوائد ، هو أكرم مسؤول و أعظم مأمول ،
سبحانه علام الغيوب و مفرّج الكروب ، و مجيب دعوة المضطر المكروب ،
و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله ،
و حبيبه و خليله ، الوافي في عهده ، و الصادق في وعده ، ذو الأخلاق الطاهرة ،
المؤيّد بالمعجزات الظاهرة ، و البراهين الباهرة .
صلى الله و سلم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه و تابعيه ،
صلاة تشرق إشراق البدور ، و تتردد مع أنفاس الصدور ،
و سلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
أمّـــا بـــعـــد :

فإنَّ خيرَ ما تُفتَتح به الوصايا و تُختَتَم ، و يُستجلَب به الخير و يُستَتَمّ ،
الحثُّ على تقوى الإلهِ و خشيته في السرِّ و العلن ؛ فمن جعل التقوَى مرمَى بصرِه أفلح و نجَا ،
و فازَ بما أمَّل و رجا ، و صدَر عن بهجةٍ و انشراح روح ،
و نفسٍ راضية مرضية في رياضِ السّعادة تغدو و تَروح .

أيّها المؤمنون ، لسنا في نجوًى عن القول : إنّ أمّتَنا الإسلاميّة العتيدة
إنما شدَّت ركابها شطرَ المجد و العلياء و تسنَّمت قِمَم السؤدَدِ و الإباء
و ساقت الإنسانيّةَ إلى مرابِع الحضارة و المدنيّة ، و أفياءِ الأمن و الرّخاء و العدل ،
ساعةَ استعصَمَت بالوحيَين الشريفين ، و استمسَكت بالهديَين النيِّرين ،
و كانت مِلءَ سمعها و بصرها ، و مُفعَم روحِها و مُستَولَى مشاعرها ،
سنّةُ نبيّها الغرّاء و سيرتُه و شمائِله صلى الله عليه و سلم .
و يومَ أن انحرف بها المسار عن ذلك الهديِ المتلألئ ،
دخلت الأمّةُ في َبابِ التبعيّة و الذيليّة و الوهَن ، و صارت مع التنافُر و التناثر في قَرَنٍ ،
و الْتأمَتْ مع الأسَى و الهوان ، و أصبح الاستمساك بالكتاب و السنة عندها قائم
على دعاوًى منَ الحبِّ زائفة ، يكاد عند التمحيص و التدقيق ، لا يبارِح الألسنة و الشِّفاه ،
و ذلك من مكامنِ دائها ، فَدَاءُ الأمّة فيها ، و لو أنها اعتصَمَت بالكتاب و السنّة
ما استفحَل داؤها و لتحقَّق دواؤها .

إخوةَ الإيمان ، و لئن ازدَانَت الدنيا و ضَّاءةً خضراء منذ ما يربُو على
أربعةَ عشر قرنًا من الزّمان ببعثة سيِّد الأنبياء صلى الله عليه و سلم ،
و عطَّرت سيرته العبقةُ الأقطارَ بما تضمَّنته من حقائق المهابةِ و الجمال و الخشية ،
و مسدَّدِ الحِكمةِ في الأقوالِ و الفِعال ، فإنَّ تلكم السيرةَ المشرقة الجبين ، المتلألِئة المُحَيَّا ،
لا تزال تقف منادية و مناشدة : إليَّ إليَّ ، نهلاً و فهمًا ، و اقتِباسًا و إعتصاماً .

معاشر المحبين ، إنَّ الحديثَ عن الحبيب المصطَفى ، و الرسول المجتبى ،
و الخاتم المقتَفَى صلواتُ الله عليه و آلِه و سلّم لهو حديثٌ عَذبُ المذاق ،
مُجرٍ لدموع المآق ، بَلسَم لجفوة القلوب و لقَسوَتها تِرياق ، كيف لا و هو رسول الملِك العلام ،
و حامِل ألوية العدلِ و السّلام ، و مُخرج البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الانحطاطِ
و الوثنية و الظلام إلى أنوار التوحيدِ و الإيمان و الوئام ؟!
صلوات الله و سلامه عليه ما لاحت الأنوار ، و حنَّت إليه قلوب الأبرار ، نبيُّ المعجِزات ،
و آخذُنا عن النار بالحُجُزات ، أمَنّ النّاس على كلِّ مسلم و مسلمة ،
و أحقُّهم نَقلاً و عقلاً بالمحَبّة الصادقة و الطاعة التامة ، صاحِبُ المقامِ المحمود
و اللِّواء المعقود و الحَوض المورود .
صلوات ربي و سلامه عليه ، لا يتمّ دينُ المرءِ إلاّ بإجلاله و الانقيادِ له و حبِّه ،
و من استكبر و استنكف هدم دينَه و اتُّهِم في لُبِّه ،
يقول عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه الشيخان :
( لا يؤمِن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه
و ولده و والدِه و الناس أجمعين ) .
تِلكم هي المحبّةُ الصادقة التي أفضَت إلى أصلِ الطّاعة و التسليم الذي دلَّ عليه
قول الحقّ تبارك و تعالى :
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
[ النساء:65 ] .
أحبَّه مولاه و اجتبَاه ، و ميَّزه على سائر الخليقة و اصطفاه .
فكم حَبَاه ربُّه و فضّله و خصّه سبحانه و خوَّله ،
بأبي هو و أمي عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام .
أظهرُ الخليقَة بِشرًا و أُنسًا ، و أطيبُهم نَفَسًا و نفْسًا ، و أجملُهم وصفًا ، و أظهرهم لُطفًا ،
لا يطوي عَن بَشَرٍ بِشْرَهُ ، و حاشاه أن يشافِهَ أحدًا بما يكره ، و البِشْرُ عنوان البشير ،
صلّى الله عليه ما همَى رُكام و ما هَتن غَمام ، كان ذا رأفةٍ عامّة و شفَقَة سابغة ،
أجملُ الناسِ ودًّا ، و أحسنُهم وفاءً و عهدًا ، تواضَعَ للناس و همُ الأتباع ،
و خفض جناحه لهم و هو المتبوع المطَاع ، كان شديدَ الخوف و العبادة ،
وافرَ الطاعة و القنوت ، يبذُل الرّغائب ، و يعين على الصروفِ و النوائب ،
ما سئِل عن شيء فقال : لا ، و ما أعرض عن مسلم و لا جفا .
فيا للهِ ، من ذا يستطيع أن يأتي بحديث منه ، يطفيء لوعة المحبين ، و يشفي غليل السامعين ،
بل من ذا يستطيع أن يتفرَّد بوصفِ نبيٍّ نُزِّه عن النقائص و المثالب
و كُرِّم ببديع الشمائل و الخصائص ؟! نبيٌّ تقيّ ، و رسول نقيٌّ ،
زكَّى الباري لسانه فقال سبحانه :
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى }
[النجم:3] ،
و زكَّى بصره فقال سبحانه :
{ مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى }
[النجم:17] ،
وزكَّى الكريم صدره فقال سبحانه :
{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }
[الشرح:1] ،
وزكَّى العليم فؤادَه فقال سبحانه :
{ مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى }
[النجم:11] ، [النجم:5] ،
و زكّاه كلَّه فجاءت الشهادة الكبرى التي شرُف بها الوجود و انزَوَت لها كلُّ الحدود ،
إذ يقول البَرّ الودود العلى الموجود سبحانه :
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[القلم:4] .
خُلُق عظيمٌ اشتُقَّ من عظمة هذه الرسالةِ العالمية الإنسانية ،
خُلُق ملؤه الرحمة و العدل ، و الفضيلة و القوّة ، و العزة و الرفق و الحكمة ،
و كان شعاره و دثاره صلى عليه و ربى و سلم و على صحبه و آله :
( إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق )

vip_vip
07-20-2011, 12:20 AM
إخوةَ الإيمان ، و لسيرةِ النبيِّ المختار صلى الله عليه و سلم مكانتها


و مقامها فيِ النفوس التي أحبَّته و أجلّته ، و الأفئدةِ المولعة بشمائله و خصالِه ،


و إرضاءً لذلك الحبّ الطهور ،


هذه ومضاتٌ و إلماحات من سيرتِه المشربة بالرحمة و الرأفة و الحنان .


فيومَ أن اشتدَّ أذى قومِه له ، فانطلَقَ و هو مهمومٌ على وجهه عليه الصلاة و السلام ،


فلم يستفِق إلاّ و هو بقرنِ الثعالب ،


فناداه ملك الجبال


و قال:


يا محمّد ، إن شِئتَ أن أطبقَ عليهم الأخشبين ،


فقال صلى الله عليه و سلم وهو الرؤوف الرحيم :


( بل أرجو أن يخرِجَ الله من أصلابهم من يعبدُه وحدَه لا يشرك به شيئًا )


أخرجه الشيخان .


فسبحان الله عبادَ الله ، انظروا كيفَ قابلوه بالتَّهَجّم و النكران ، فوهبهم العفوَ و الغفران ،


و صدق الله العظيم إذ يقول :


{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }


[الأنبياء:107] ،


و قال عليه الصلاة و السلام :


( إنَّما أنا رحمةٌ مهداة )


أخرَّجه البخاري .


و في فتحِ مكّةَ حين اشتدَّ الفزعُ بمشركي قريش و ظنّوا كلَّ الظنّ أنّ شأفتَهم مستأصلة ،


وقف منهم الرسولُ الشاكر الرحيم ، المانّ الحليم


و قال عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم :


( ما تظنّون أنِّي فاعل بكم ؟ )


قالوا : خيرًا ؛ أخٌ كريم و ابن أخٍ كريم ،


قال الحبيب المصطفى :


( اللّهمّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، اذهَبوا فأنتم الطلقاء ) .


الله أكبر ، يا له من نبيٍّ ما أعظَمَه ، و مِن رسولٍ ما أكرمه .


إنّه المثل الأعلى للإنسانيّة ؛ انتَصَر فرحِم و عفا ، و قدَر فصفَح و ما جفا .


و صفوةُ القول ياعباد الله هو قول الحق سبحانه :


{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }


[الأحزاب:21] ،


أسوةٌ في جميع ضروب الحياة و تصاريف الأمور و المعاملاتِ ،


{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }


[الأنعام:124] ،


{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُوَيَخْتَارُ }


[القصص:68] .


إنَّها النفس التي عانَقَت السماء ، و عاشَت على الثَّرى دانيةً من الناس ،


مِلؤُها الإحسان المدِيد و العقلُ السديد و الرأي الرّشيد ،


في أقصى آمالِ الحِرص و الإخلاص و الصّدق و الأمانة .



معاشرَ المسلمين ، ثلاثةٌ و عشرون عامًا مِن الدعوة و الصبر و التعليم و الجهاد


تقِف شامخةً على قمَّة الزمنِ و الحضارة و التأريخ ، لا تجِد فيها ساعةً أو خطوَة


توصَف بالضياع أو الإهدارِ .



أمّةَ الإسلام ، أحباب سيّدِ الأنام ، و مع كلِّ هذا الجلاء و البهاء في سيرةِ خير الورَى ،


لا يزالُ أرباب النّفاق و مَردَة الكُفرِ و مُسوخ العولمة و التغريب ينشرون أباطيلَهم


و حقدَهم عبرَ الحمَلات و الشبكات حِيالَ الجناب المحمدّيّ الأطهر و الهديِ المصطفويّ الأزهَر ،


فيا وَيحهم ،


يَرمون من أرسلَه الله رحمةً للعالمين بالقَسوة و الجفاء و الإرهابِ و الغِلظة و الشناءَة ،


في رسومٍ ساخِرة و دِعايات سافِرة و حملات ماكِرة ، فالله حسبنا و حسيبُهم .


و ما عُدَّتهم إلاّ الافتراء و الزور،


و قد علِموا يقينًا قاطعًا أنّ النبيَّ الأمّيَّ الهاشميّ القرشيّ صلوات ربي و سلامُه عليه


قد جاء للبشريّة بأسمى الحقائِق و أزكى الآداب ، و أرقى النُّظُم و أجلى الشرائع ،


و لكن


{ وَجَحَدُوا بِهَاوَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًاوَعُلُوًّا }


[النمل:14] .


الله أكبر ،


{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ }


[الكوثر:3] ،
ولله درُّ حسّانَ رضي الله تعالى عنه :
هجوتَ مباركًا برًّا حنيفًا أميـنَ الله شِيمتُه الوفاءُ
فإنَّ أبي و والدَه و عِرضي لعِرضِ محمّدٍ منكم وقاء
أمّةَ الإسلام في كلّ مكان ، و إذا كانَت المآسي تلفَح وجوهَنا في كلِّ شبرٍ و واد ،
فإنّه لِزامًا على الأمّة و قد رضِيَت بالركون إلى هذه الدنيا ، و ضعُف حبلُ صِلَتِها بهذِه السّيرةِ الهادِية ،
أن تَنثَنِي إلى السيرة النبوية في شمولٍ و عُمق و جِدٍّ و صِدق ،
و أن تكونَ أشدَّ تعلُّقًا بنبيِّها صلى الله عليه و سلم و سيرتِه عليه الصلاة و السلام تأسِّيًا و فهمًا
و سلوكًا و استبصارًا و اعتبارًا ؛ لتنتشلَ نفسَها من العجزِ و التمزّق ،
و الفِتن و الانحدار التي مُنِيت بها في هذهِ الآونةِ المتأخرة ،
و لْتعلِنها مدوّيَة خفّاقةً أنّ السيرة النبويّةَ و المناقب المحمّديّة على صاحبها أزكَى صلاة و سلامٍ ،
هي مناط العِزّ و النصر الذي سوف يعرُج بالأمة إلى مراتب السّؤدَد و التمكين ،
و هي التي تقضِي على جدلٍ كلِّ عنيد و خداع كلِّ ماكر و نفاق كلِّ دعِيّ ،
و هي الحجّة القاطعة لدحرِ المتهجمين على أصولِ الشريعة و أحكامها
مِن قليلِي البصيرة و سُفَهاء الأحلام .
السيرةُ النبويّة ـ يا رعاكم الله ـ هي الشمسُ الساطعة التي تربَّى عليها الأجيالُ
بمنهج الوسَطِ و الاعتدال بعدَ أن تلقَّفَتهم الغرائز و الشهوات في الإعلام و الفضائيّات ،
و طوَّقتهم الشّبهات في الشبكاتٍ و المنتدَيَات ، حتى جفَّت في قلوبهم ينابيعُ الحبِّ المورِقِ
لنبيِّهم صلى الله عليه و سلم و شمائِلِه و صَحبهِ إلاّ مَن رحم الله .

يا أمّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ،
و لن يتحقَّق الحبّ النبويّ المكين في أكملِ معانيه و أحكمِ مبانيه
إلاّ إذا كانت لُحمتُه الاتِّباعَ و الاقتداء ، و وسيلته العمل و الاهتداء .

ألا فاتقوا الله عباد الله ، و تحلًوا بشمائل نبيِّكم صلى الله عليه و سلم و أخلاقِه ،
و تزيَّنوا بمناقبِه و آدابِه ، و تمثَّلوا هديَه، و ترسَّموا سنّتَه ، و عَضّوا عليها بالنواجذ ،
تغنَموا و تنعَموا و تسودوا و تقودوا .

{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }
[يوسف:21] .
أعوذ بالله العلى العظيم من الشيطان الرجيم ،
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ }
[آل عمران:31، 32] .
بارك الله لي و لكم في الوَحيين ، و نفعني و إيّاكم بهدي سيِّد الثقلين ،
أقول قولي هذا ، و أستغفر الله العظيم الجليل لي و لكم و لسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ ،
فاستغفروه و توبوا إليه ؛ سبحانه إنه كان توّابًا رحيما

vip_vip
07-20-2011, 12:21 AM
الحمد لله جعَلنا من خيرِ أمّة أخرِجت للناس ،


سبحانه و بحمدِه خصَّنا بشريعةٍ لا يعيبها عِوَج و لا التباس ،


و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له


هو المجير من فِتَن الدّنيا و الأرجاس ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله


أفضل من قادَ و ساس ، و خيرُ من سقانا بسيرتِه السنيّة أروى كاس ،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آلِه و صحبه الصّفوةِ من كل الملا و الناس ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين .



أمّـــا بـــعـــد :



فاتقوا الله عباد الله ، و اعلَموا أنَّ من مقتضَى محبّة رسول الله صلى الله عليه و سلم


محبّةَ آله الأطهار و صَحبه الأخيار المهاجرين منهم و الأنصار ،


و وُدَّ أهل بيته الطيّبين الطاهرين و زَوجاته الطاهرات أمّهات المؤمنين و صحابَتِه الغرِّ الميامين ،


فلَيس في الأمّة كالصحابة في الفضلِ و المعروف ؛ أبرُّ الناس إيمانًا ، و أهدَاهم قلوبًا ،


و أجفَاهم للهِ جنوبًا ، انتَهَوا في محبَّتِهم لخير البريّة إلى تفديَتِه بالآباء و الأمّهات ،


و إلى أعالي الدّرجات و سامي الغايات التي تمتنِع إلاّ على النفوسِ المشرقة باليقين .


فمن أحبَّهم و أثنى عليهم برِئ من النّفاق


و كان له من منازل الإيمان على قدرِ محبّتِه لهم و الاقتداء بهم ،


يقول الله تعالى و هو خير قائل سبحانه :


{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }


[الفتح:18] .


و في صحيحِ الخبَر عن سيِّد البشَر في بيان حقِّهم و عظيمِ قدرِهم :


( لا يحبُّهم إلا مؤمِن ، و لا يبغِضهم إلاّ منافق ،


و من أحبَّهم أحبَّه الله ، و من أبغضَهم أبغضه الله ) .



نعم والله نحبهم و نحبهم و نحبهم رضي الله عنهم و أرضاهم ،


فهم ـ و ايمُ الله ـ لا يذكَرُون إلاّ بالجميل ،


و مَن ذكرهم بغير الجميل فهو على غير سّبيل المؤمنين .


و ختامًا ، فلتعلَموا ـ يا رعاكم الله ـ


أنّ من أحبَّ شيئًا أجراه دومًا على لسانه و مكَّنه من سويداء جنانه .



ألا فأكثِروا ـ رحمكم الله ـ من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله


كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ،


فقال تعالى قولاً كريمًا :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[الأحزاب:56] ،


و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .


اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،


و أكمله و أسناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً،


و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،


يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،


و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك . اللهم اجعل حبَّك


و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا ،


و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين ...


ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت