المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3887


حور العين
08-18-2017, 08:43 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

وصايا للحجاج (02)

سادساً :

قراءة سير الأبرار السابقين من خيار السلف الصالحين

ففيها ما يشحذ الهمم ويرقق القلب .

سابعاً : أن تعلم أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ،

والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )

متفق عليه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:

( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه )

. البخاري

قال الصنعاني :

الحج المبرور: هو الذي لا يخالطه شيء من الإثم ورجحه النووي ،

وقيل : المقبول، وقيل: الذي تظهر ثمرته على صاحبه بأن يكون حاله

بعده خيراً من حاله قبل.

سبل السلام ج/2 - ص457

ثامناً : مساعدة الآخرين

ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله ، و عظيم في نفوس الناس ،

إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات ، ومطبوعة على التعب والكدر ،

وقد تستحكم كربها على المؤمن ، حتى يحار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج .

وحينها ، ما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه ، ومد يد

العون له ، والسعي لإزالة كربته أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة

من أثر في قلب المحتاج .

ففي الحديث قوله عليه الصلاة و السلام :

( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )

رواه مسلم

تاسعا: حسن الظن بالله و انه واسع المغفرة

عن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم –

بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب ، فقال - صلى الله عليه وسلم :

( يا بلال ، أنصت لي الناس ، فقام بلال فقال: أنصتوا لرسول الله - صلى

الله عليه وسلم - ، فأنصت الناس فقال : معشر الناس ، أتاني جبريل عليه

السلام آنفًا فأقرأني من ربي السلام وقال: إن الله - عز وجل – غفر

لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات ، فقام عمر بن الخطاب

- رضي الله عنه - فقال : يا رسول الله ، لنا خاصة ، قال: هذا لكم ولمن

أتى من بعدكم إلى يوم القيامة ، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه –

كثر خير الله وطاب )

. صحيح الترغيب و الترهيب للألباني .

يقول عبدالله بن المبارك جئت إلى سفيان الثوري - رحم الله الجميع –

عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه في عرفة ، وعيناه تُهمِلان من الدموع

، فقال ابن المبارك لسفيان الثوري: من أسوأ هذا الجمع حالًا، فقال :

الذي يظن أن الله لا يغفر له .

عاشراً : الحذر من الذنوب

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:

( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق ، رجح كيوم ولدته أمه )

. البخاري

فالواجب على الحاج الحرص على تحقيق أسباب المغفرة بالاستقامة

على الطاعة ، وحفظ الحج وصونه عما ينقص أجره من الرفث والفسوق

والجدال ، والحذر كل الحذر مما يتساهل فيه الناس .

الحادي عشر : وصية للمرأة المسلمة

هنيئاً لك أيتها الغالية على تلبية النداء و السير إلى طاعة ربك و مولاك

وقد تركت خلفك الأهل و الأولاد و الأصحاب و متاع الدنيا الزائلة كل ذلك

طمعاً فيما عند ربك الرحمان التواب , فأبشري يا من تريدين مغفرة

الذنوب و العصيان و رضى الرحيم الرحمان أبشري

فقد قال عليه الصلاة و السلام

( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )

ومع ذلك فإنني أوصيك بالابتعاد عن الزينة والروائح الطيبة , و الالتزام

بالحجاب الشرعي و عدم مزاحمة الرجال حتى يكون حجك مبرورا

و ذنبك مغفورا .

فأنتِ جوهرةٌ ثمينة ودرّة مكنونة ، وذات خلق مصونة .

الثاني عشر : إتباع التعليمات وعدم مخالفتها

فإن الدولة وفقها الله تعالى قد جعلت قواعد و شروطاً من أجل ترتيب

الحج ، فالذي ينبغي للحاج إتباعها وعدم مخالفتها لما في ذلك

من المصلحة العامة .

وكم رأينا و شاهدنا تبعات المخالفين للنظام ، فحدث على إثرها الفواجع

و المآسي ما يتفطر لها قلب كل مؤمن تقي يخاف الله تعالى .

الثالث عشر : تعلم أحكام الحج

وهذا أمر مهم يغفل عنه البعض من الناس عند أداء المناسك مما يجعلهم

يقعون في المحظورات و المخالفات , ويمكن للإنسان أن يتعلم أحكام الحج

عبر قراءة كتب المناسك أو السماع للدروس أو سؤال أهل العلم

الموثقين بعلمهم .

الرابع عشر : تفقد حاجات أهلك عند السفر

فعليك أيها الحاج إذا عزمت على الحج أن تتفقد حاجات أهلك

و ما يحتاجون إليه من النفقة و غيرها قبل السفر ومن يقوم على شؤونهم

و يرعاهم و يقضي لهم حاجاتهم فكفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول .

الخامس عشر : تذكر الآخرة

تذكر يا عبدالله عندما تفارق أهلك و أحبابك في حال سفرك للحج ,

تلك الساعة التي تفارقهم فيها إلى الدار الآخرة و تذكر بياض إحرامك

ببياض كفنك و تذكر أنه ليس لك من هذه الدنيا إلا ما قدمته

من الأعمال الصالحة .

يذكر عن بعض الصالحين حين ركب دابَّته في سفر الحجِّ أخذه البكاء

فقيل: لعلَّه ذكر عياله ومفارقته إياهم ، فسمعهم فقال: والله ما هو ذاك ،

وما هو إلاَّ لأنِّي ذكرت بها الرحلة إلى الآخرة، وعلا صوته بالنحيب

والبكاء ، وهيَّج من حوله بالبكاء .

اللهم وفقنا للعمل الصالح الذي يقربنا إليك

و يقودنا إلى مرضاتك و جنانك يا رب العالمين ,,

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين