المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (02)


حور العين
08-19-2017, 11:20 AM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

*لأنـك اللـه (02)

- رحلة إلى السماء السابعة

•- أ. *علي بن جابر الفيفي*

الدرس الثاني

🖱••.¸¸.• *الصَّمد* •.¸¸.••🖱

• لا يستطيع العالم كله أن يمسّك بسوء لم يرده الله..

ولا يستطيع العالم كله أن يدفع عنك سوءاً قدره الله..

- *الصمد*

- إذا كان الضعف قد بنى حولك سجناً ضيقا لا تستطيع الخروج منه!

- إذا حاصرتك الحاجات، وداهمتك الخطوب، والتفت من حولك الهموم،

وأخذت روحك في الهرب إلى المجهول! فأنت ساعتها بحاجة

إلى أن تصمد إليه..

- اسم الله "الصمد" سيمدّك بكل ما تحتاجه لتكون قويّا في هذه الحياة،

وتجابه واقعك بشموخ، وتتجاوز عقدك بعزيمة!


- ابدأ مع الصمد عهداً جديداً، ثم ثق أنّ الغد سيكون

أفضل من اليوم.. وبكثير!!

*في ظلال الصمدية* :

- الصمد اسم كما ترى بالغ الهيبة، قويّ الحروف،

شامخ المعنى، قليل الورود والذكر، ذو جلالة خاصّة.

- وكأن الصمود له سبحانه أهم تجليّات الإخلاص في العبادة، فمن أكثر

من استحضار معنى الإخلاص في عباداته، أكسب قلبه صفة الرضوخ إلى

مولاه والصمود له وعدم الالتجاء إلا إليه.


- وها نحن ندلف إلى عالم الصمدية لنستلهم شيئاً من معاني الصمد:

--•• *الصمد هو من تصمد إليه الخلائق* ، أي تلجأ إليه،

هذا من أجلّ معاني هذا الاسم، لذا فسوف نُطوّف بهذا المعنى..

--••الصمد هو المقصود في الرغائب، المستغاث به عند المصائب،

والمفزوع إليه وقت النوائب.


-🖱- جاء ذكره في سورة من أعظم سُوَر المصحف، ومن أقصرها،

وهي سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن الكريم:


{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ }


- يحتاج المخلوق إلى نصر فيقول: يا الله..

- يحتاج إلى إعانة فيقول: يا الله..

- يحتاج إلى حفظ فيقول: يا الله..


- يحتاج إلى هداية فيقول: يا الله..


- يحتاج إلى لطف فيقول: يا الله..


- *أمواج* :

- أحاطك بالاحتياجات لتحيط نفسك بأسمائه وصفاته،

وهذا معنى الصمديّة.


- في كل لحظات حياتك أنك بحاجة إليه، فإن لم ترجع إليه اختياراً

رجعت إليه اضطرارا.

- المزارع إذا تأخر وقت الحصاد، وقد تعاظمت حاجته للثمر،

وصار الماء شحيحاً، نظر إلى السماء وقال: يا الله!

- ركاب السفينة إذا تلاطمت بهم الأمواج، وزعزعت

فكرة الموت طمأنينة الحياة في نفوسهم قالوا: يا الله !

- إذا أعلن قائد الطائرة أن عجلاتها رفضت التحرّك ولذلك فسيأخذ

جولة على المطار إلى أن تُحل المشكلة، ينسى ركاب الطائرة كل

الشخصيات المهمة، ولا يتذكرون إلا الذي بيده ملكوت كل شيء

وهو يجير ولا يجار عليه.

- وعيناك على رسّام القلب، تنظر إلى تلك الخطوط المتعرّجة ومريضك

تخفت أنفاسه، وتتضاءل نبضاته، وتلك الخطوط تأخذ قليلاً قليلاً

في الهبوط، لحظتها تنسى اسم الممرضة، ويتبخّر من رأسك وجه

الطبيب وتقول في رجاء: يا الله كن معه !

- إن الإيمان أسهل فكرة في الوجود، لا تحتاج إلى كتب،

ولا إلى فلسفة، ولا إلى سبر وتقسيم، هي كلمة قلها بإخلاص،

ثم اتركها لتشتت أفكار الزيف..

-🖱- يختصر القرآن ذلك فيقول:

{ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }

- كلمة "الله" وحدها .. كفيلة بإسكات أكبر أكاذيب الحياة..

- في عمق كل إنسان، وداخل كل خلية، وحول كل شريان أشياء

تعرف الله جيداً، وتسجد له، وتسبّحه..

- إن الكافر وهو كافر إذا سمع القرآن يخضع ..

- ومن قصص السيرة الشهيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ

سورة النجم على مشركي مكّة في المسجد الحرام، وما إن انتهى حتى

سجدوا .. كلهم سجدوا.. حتى أولئك الذين طردوه وآذوه وخططوا

لاغتياله سجدوا !

- تلك الأشياء التي في خلاياهم وشرايينهم تفجّرت فيها طاقة إيمانيّة

رهيبة فجعلتهم يخرّون للأذقان سجداً..


*الكواكب*

- خلق في نفوس عباده حاجة إلى حبّه سبحانه !

- هناك نوع من الحب المقدّس في قلوب العباد لا يشبعه إلا الانحناء

له، والطواف ببيته، والوقوف بين يديه، والقيام من النوم لأجله،

وبذل المهج في سبيله.

- الحياة بكل تجلياتها همس يقول لك:

الذي تبحث عنه على عرشه يسمعك

{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }..

- امرأة يخلو بها فاجر في إحدى الخلوات فيراودها عن نفسها، ولكنّها

تأبى! فيقول حاثّا لها: لا يرانا إلا الكواكب، فترد بشموخ: فأين مكوكبها؟

أين الله ؟!

- إنّه قلب صامد إلى الله، يراقبه، متيقن أنه عليم خبير

سميع بصير محيط !

- وصمودك إليه بقلبك تماما كصمود المصلّي إلى الكعبة ليصلي إليها !

- هكذا يجب أن يكون القلب، يوزّع رغباته في كل الاتجاهات

لكن الاتجاه الأمامي يجب أن يكون لله فقط..

- ضع يمين قلبك ما شئت ويساره ما شئت، ولكن أمامه لا تضع إلا مرضاة الله،

إلا مراقبة الله، إلا حب الله.

- *وتنساه* ..

- إذا بحثت عن شيء فلم تجده فدعه، وانشغل بالله. هو الذي جعل ذلك

الشيء يضيع لتصمد إليه وتلتجئ، لتقول: اللهم ردّ عليّ ضالّتي، فيردّها !

يريدك أن تنشغل به عن حاجتك، ولكنّك تنشغل بها، وتنساه!!

ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام بالغ النفاسة في هذا المعنى،

فتأمّله بقلبك، ثم اجعله بالقرب من أوجاعك، وكربك، وحاجاتك، يقول:

"العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته، وتفريج كرباته،

فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة

، ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك المطلوب: من الرزق والنصر

والعافية مطلقا، ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله

عز وجل ومعرفته ومحبته، والتنعم بذكره ودعائه، ما يكون هو أحب إليه

وأعظم قدراً عنده من تلك الحاجة التي همته، وهذا من رحمة الله بعباده،

يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية".

- في طفولتي كنت أسمع دعاء لأحد القرّاء فيهزني:

" *اللهم أوقفنا مطايانا ببابك.. فلا تطردنا عن جنابك* "

هذا الإيقاف للمطايا بباب الكريم هو معنى الصمد.

يتبع بإذن الله

وصل اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذة الدروس كل خير،