المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (08)


حور العين
08-25-2017, 11:29 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

لأنـك اللـه (08)

-•رحلة إلى السماء السابعة

أ. *علي بن جابر الفيفي*

الدرس الثامن

*تابع الشافي* •

-- *عُدْ إليه*..

- لا يريد منك سوى العودة إليه، أن تتلمس الطريق المؤدي إليه..

- عد إليه بالرضا، عد إليه بالسجود، عد إليه بالتوبة، عد إليه بالاستغفار،

عد إليه بالصدقة، عد إليه بالاعتراف..

- اطرق بابه، ثم ارتقب الشفاء ..

- ليس هناك مستشفى في الدنيا تداويك إذا لم يشأ الله لها ذلك.

- ليس هناك طبيب في العالم يستطيع أن يشخص مرضك،

إلا إذا أراد الله ذلك.

- أحد الأثرياء مصاب بالفشل الكلوي يسافر به أبناؤه إلى مصر لزراعة

كلية.. فاتفق الأبناء مع أهل فتاة صغيرة في السن على مبلغ مئة ألف ريال

سعودي ثمنا لكليتها، وفي الصباح كان الجميع في المستشفى، فطلب

الرجل قُبيل العملية اللقاء بالفتاة التي قررت بيع كليتها له، دخلت إليه

في خفر وحياء، فسألها: ما الذي دعاك إلى أن تبيعي كليتك لشيخ

كبير مثلي؟

- فقالت: الحاجة! أسرتي فقيرة، وإخوتي في الجامعة،

يجب علي أن أفعل شيئا لأساعدهم!!

- كأنها صفعته! أيقظته من سبات، نسي مع احتقان الدم الفاسد في جسده،

تساءل في نفسه: أيعقل أن يستغني إنسان عن جزء من جسمه

، عن قدر من حياته لأجل أن يأكل، أن يعيش؟

- طلب على الفور أبناءه؛ فلما دخلوا عليه أمرهم أن يعودوا به

إلى السعودية فقد ألغى فكرة الزراعة!!

- وأخبرهم أن مبلغ المائة ألف صدقة منه للفتاة، لا يأخذوا منه ريالا!

- وبعد مقاومة من أبناءه، وغضب من بعضهم، رضخوا لرغبة أبيهم،

وبعد عودته إلى السعودية يذهب إلى المستشفى كالعادة للغسيل،

وفي فحص دوري يكتشف الأطباء وبذهول أن كليته عادت للعمل!

- قدرة ملك الملوك على الشفاء لا تحتاج إلى مبضع جراح،

إنه الملك الذي ينظر من علياء ملكه:

•• فيشفي مريضا، ويسعد مكروبا، ويعيد مسافرا، ويبرئ جريحا..

-- *موعد مسبق*

- يُمرضك لتعود إليه فإذا عدت رفع المرض إذ أنه لم يعد للمرض فائدة!

- يمرضك لتتواضع فإذا تواضعت وذللت رفع عنك المرض

لأنه لم يعد للمرض فائدة!

- يمرضك لتشعر بالآخرين فإذا شعرت بهم رفع عنك المرض

لأنه لم يعد للمرض فائدة!

- رضك ليختبر صبرك ورضاك فإذا صبرت ورضيت ورفع المرض

لأنه لم يعد للمرض فائدة!

- الشافي الذي لن تحتاج إذا أردت الدخول عليه إلى موعد مسبق، وبطاقة

تؤهلك للعلاج، وأن تأتي قبل الموعد بربع ساعة على الأقل هو الله!

- فقط قل: يا الله، فإذا بأعظم مستشفى إلهي تفتح أبوابها،

إنها مستشفى الرحمة والقدرة واللطف والشفاء..

- يقول صديقي إنه سمع تهشم عظام ذلك الطفل تحت إطارات سيارته،

أوقف السيارة، وحمل الطفل إلى المستشفى وقلبه يرتجف، جاء أبو الطفل

وجده، كأن صديقي فاقد الصواب، لم يدر بخلده أنه سيقتل

طفلا في حياته!!

كان صوت العظام المتكسر يتردد في أذنيه!

- أقبل إليه جد الطفل وهدّأ من روعه وأخبره

أن ما يكتبه الله سيكون، وسيرضون به..

- صلى بهم ذلك الجد صلاة العشاء في مسجد المستشفى وقرأ

"وبشر الصابرين"، بكى صديقي بحرقة!

- بعد الصلاة خرج الأطباء وأخبروا الأب والجد أن الأمل في حياة الطفل

ضئيل، فهو يعاني من تهشم فظيع في الجمجمة!!

- صُق صديقي، عاد خائر القوى إلى بيته، غاب عن العمل أسبوعا

كاملا، فقد كان في صدمة مذهلة.

- لم يكن هناك دواء لذلك الطفل البئيس أعظم من إيمان جده

ودعوات أمه ويقين أبيه وتعلق الجميع بالله..

- بعد أقل من أسبوع زرت بنفسي ذلك الطفل الجميل، فإذا به يضحك

ويلعب ويقوم ويتحدث معنا، صدق الله وأخطأ الأطباء، صدق جابر العظام

المنكسرة

{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا }

- من الذي يقدر على أن يلأم تلك العظام المتنافرة؟ ويعيد البسمة إلى ذلك

الثغر؟ وينفخ الروح من جديد في جسد انفتحت له أبواب المقبرة؟

•• الله وحده من يقدر على ذلك!

-- *ضع نقطة*

- هذا هو أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، الذي جاء ربه بقلب سليم،

سليم من أي ذرة شرك قد تعتري قلبا ضعيفا، يقولها عليه السلام ففهم

المؤمن الدرس ولا يلتجئ إلا للحي الذي لا يموت:

{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }

- هو وحده، لا أحد سواه يشفيني.
- ضع نقطة هنا، لن نحتاج إلى غيره إذا أراد شفاءك،

ولن يفيدك غيره إذا لم يرد!

- يرضّ الجدري جسد أيوب عليه السلام، تتشتت أسرته، تتبعثر أملاكه،

أكثر الناس تفاؤلا يفقد الأمل في شفائه، وهو صابر محتسب! تشتعل

الأسقام في جسده وهو منكس الرأس لمولاه، وبعد سنوات البلاء، يندّ

من شفتيه دعاء حيي، دعاء منكس رأسه بذلة، دعاء ممتلئ باليقين:

{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }

- فإذا بأبواب السماء تنفتح بالرحمة..

- وإذا بالأوامر العليا تنزل من فوق السماء السابعة

لأجل ذلك المهموم المكروب..

- تنتهي في ساعة سنوات العذاب، ليأتي عهد الشفاء!

•• لماذا تذهب إلى غيره؟

•• لماذا تلتجئ إلى سواه؟

•• لماذا تثق بكل هؤلاء الموتى الذين يتحركون حولك وتنسى

الحي الذي لا يموت؟

- من الذي خدعك وأقنعك أن الشفاء قد يأتي من طريق آخر؟

كيف ضحكت عليك الحياة بهذه السرعة، ونسيت الذي أخرجك من بطن

أمك دون طبيب، وخلق لك في صدرها رزقا حسنا، وعلمك وأنت أجهل

ما تكون كيف تزم شفتيك على صدرها لترضع؟ أنسيت الذي خلق الرحمة

في قلب تلك الإنسانة لتضمك؟ وتعتني بك؟

أبهذه السرعة نسيته؟

أهكذا ظننت أنه يمكنك الاستغناء عنه؟؟

- ها هو سبحانه بالمرض يذكرك بأيامك الأولى، بالمرض يقول لك:

عد إليّ، فكما خلقتك من عدم فأنا وحدي الذي أرفع عن جسدك السقم!

-- *الرضا*

- قد يكون الدواء أقرب إليك مما تظن!!

- فها هو أيوب عليه السلام يُؤمر أن يضرب برجله الأرض

{ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }

- لقد كان الدواء بالقرب منه، لم يكن ينقصه إلا مشيئة الله حتى تكتمل

أسباب الشفاء، فلما شاء الله، علم أيوب مكان الدواء فنجع الدواء

بإذنه سبحانه.

- أنت لا تحتاج أن تحجز إلى واشنطن أو باريس أو بكين، فدواؤك إن شاء

الله قريب، فقط احجز لقلبك رحلة إلى مدينة الرضا:

دواؤك فيك وما تشعر

وداؤك منك وما تبصر

إذا رضيت عن الله أرضاك الله..

- المرض من أقسى اختبارات الرضا، فإذا كانت إجاباتك في هذا الاختبار

راضية، كانت النتيجة مرضية بإذن الله.

- قد يسأل البعض: كيف أرضى بالمرض وفيه الألم المكروه فطرة؟

كيف أرضى بالشيء الذي أكرهه؟

يجيب الإمام ابن القيم عن هذا التساؤل قائلا:

"لا تنافي في ذلك، فإن يرضى به من جهة إفضائه إلى ما يجب، ويكرهه

من جهة تألمه به، كالدواء الكريه الذي يعلم أن فيه شفاء، فإنه يجتمع

فيه رضاه به، وكراهته له".

- قل من بين آهاتك ما أمر به نبيك أمته أن تقول:

( رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا )

- قلها بقلبك، بل روض قلبك على الرضوخ لمعناها، بل اغسله بها غسلا،

فالرضا عن الله فرع عن الرضا بالله.. وإذا رضيت به أرضاك!

- اجعل قلبك يتنفس الرضا، اجعله يتلذذ بالرضا، ثم تأمل جسدك،

وسترى أمارات الشفاء تدب في نواحيه بإذن الله..

- اجمع يديك واتل اسمه في دعائك ثم امسح على جسدك، يرجع سبحانه

بتلك النفثة أشياء كانت على وشك المغادرة!

- اجعل المرض بداية عهد جديد تتعرف فيه إلى ربك

من خلال اسم الشافي..

-- *أنهار الذنوب*

- لقد مرضت كثيرا في حياتك.. أليس كذلك؟ من شفاك؟ أليس الله؟ لماذا

تظن أن هذا المرض بالذات يعجزه؟ هذا الظن وهذا الإحساس يستحق

العقوبة منه، وقد يكون مرضك عقوبة لاعتقادك المريض، انفض المرض

عن قلبك أولا، ثم التجئ بالشافي إلى الشافي يشفيك.

- كل هؤلاء المرضى في المستشفيات ينتظرون الإذن لهم بالشفاء

من الشافي سبحانه..

- ليس هناك آهة إلا ويسمعها، ولا ألم إلا ويعلم موضعه،

ولا زفرة إلا ويرى نيرانها في الفؤاد.

- ثم إذا ما تم مراده، ونزفت عبر آهاتك أنهار الذنوب، أمر سبحانه العافية

أن تعود فإذا بك تمشي في أرض الله وقد اغتسلت من الذنوب!

• لأنه الرحيم يشفيك..

🔷• لأنه العليم يشفيك..



• لأنه الحليم يشفيك..



🔷• لأنه القدير يشفيك..



• لأنه الله يشفيك..

- معه ستمسح أرقام وأسماء الأطباء!

- معه ستنسى مواقع المستشفيات!

- معه ستلغي مواعد العيادة!

- ابن في غرفتك مستشفى جديدة اسمها السجادة..

- واعقد موعدا مع السجود..

- وسجل في قلبك اسما واحدا: الشافي!

•• اللهم يا شافي، اكتب شفاءك ورحمتك لكل روح ضعيفة،

ولكل جسد منهك، ولكل قلب متعب إنك سميع الدعاء.

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خي