المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (10)


حور العين
08-27-2017, 07:20 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

لأنـك اللـه (10)

- رحلة إلى السماء السابعة

أ. *علي بن جابر الفيفي*

الدرس العاشر

*تابع الوكيل*

- *الحياة جحيم بدونه*..

توكل عليه في سعادة حياتك، فالحياة جحيم بلا الله!!

يقولون: امدح زوجتك، حدثها عن التفاصيل حتى تخلب لبها،

ابتسم لها، عاملها بلطف بهذا كله ستسكب قلبها، وحبها!

- نعم كل هذا صحيح، ولكن قبل ذلك وبعده وأثناءه قل:

يارب أصلح لي زوجي..

استعن به، توكل عليه، ادعه قائلا: كل ابتساماتي لزوجتي لا فائدة منها

إن لم تشأ أنت ذلك.

تتضرع إليه قائلا: قلبُها بيدك لا بيدي فأودم بيننا وأصلحنا يا رب لبعضنا.

الله يريدك أن تعترف أنك ضعيف محدود القوة متواضع الإمكانيات، وأنه

وحده القوي العزيز العظيم، إذا فعلت ذلك فقد أنهيت ثلاثة أرباع التوكل،

إذا فعلت ذلك كل الأشياء من حولك تتحول، صدقني: تتحول!

دعك من حاجاتك وأحلامك وهمومك، دعنا نتخيل أنك إنسان

بلا حاجات وبلا أحلام وبلا هموم وبلا أمراض،

•• أنت تحتاج أن تتوكل عليه ليحبك؟ ألست تريده أن يحبك؟

{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }

- إن معنى أن يحب الله العبد معنى لا يمكن لمن لديه أدنى رهافة أن يمر

عليه دون أن يخفق له فؤاده حنينا ورغبة وشوقا، الله الذي لا إله إلا هو

يحبك، هذا سبب كاف جدا أن تسعى إلى التعلق بالوكيل سبحانه وأن تتوكل

عليه وأن تحب هذا الاسم الدال على هذه الصفة العظمى.

- *حسبي الله*

- يأتي بعض الناس ليثبطوك، لينقلوا لك شيئا من الواقع البشع، ليهزوا

يقينك الداخلي، ليلعبوا بأحاسيسك، ليأمروك أن تخشى أن تخاف أن

تتضعضع أن تغير موقفك أو تحرف وجهة مبادئك، في تلك اللحظة

اغسل قلبك بالإيمان وقل:

• حسبي الله ونعم الوكيل، - لحظتها ستنقلب بنعمة

من الله وفضل ولن يمسك سوء!

اقرأ بتدبر:

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ

فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ }

- أما إصابة السوء لك فلا شك أنها لن تصيبك، ولكن حتى المس الذي

كنت تظن أنك لن تنجو من بعضه، لن يمسك، لن يلمس جلدك قرح،

لن ينغز قلبك ندم بإذنه سبحانه!!

-🖱- اقرأ بقلب:

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

- إذا توكلت على الله فلا تعتقد أن المسألة تتعلق بأنك لم تجد غيره لتتوكل

عليه، لا أبدا، أنت تتوكل على أعظم ما يمكن أن يتوكل عليه مخلوق.

• البعض يقول: ليس لنا إلا الدعاء!

❕❕ عجيب!

وهل هناك قوة أعظم من الشيء الذي ليس معك غيره؟

- الدعاء هو من مظاهر التوكل، الدعاء هو تيقن قلبي قبل أن يكون كلمات

صوتية بأنه المستطيع سبحانه كل شيء، وهذا هو التوكل

في أوضح صوره!

- الذي يقول: فلان ليس له إلا الله، قل له: وكفى بالله وكيلا، ونعم بالله،

وماذا ينقصه إذا كان معه ملك الملوك ورب المشرق والمغرب؟

• خذوا كل دنياكم واتركوا

فؤادي حرا طليقا غريبا

• فالزم يديك بحبل الله معتصما

فإنه الركن إن خانتك أركانُ

• فإني أعظمكم ثروة

وإن خلتموني وحيدا سليبا

-- *سبب مقنع*

- أتدري لماذا يكفي أن تتوكل على الله؟

• هناك سبب مقنع جدا، هو كونه سبحانه يملك السماوات والأرض:

{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا }

- هذا الذي تخشاه أليس من سكان هذه الأرض؟ إذن هو لله،

والله سبحانه هو المتحكم فيه؟

- هذا المرض الذي هدك ولم تجد علاجه، أليس في الأرض؟

إذن هو ملك لله، وهو سبحانه القادر على أن يأمره أن يغادر جسدك!

- هذه الكروب والهموم والغموم والأتعاب والانشغالات أليست في الأرض؟

إذن توكل على من له هذه الأرض، ومن فيها، حتى يزيل بكلمة واحدة منه

كل كروبك وهمومك وأتعابك.

- ولأنه سبحانه خالق كل شيء فهو القادر على عمل أي شيء، لذلك

نتوكل عليه:

{ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

تأمل: حسبنا الله ونعم الوكيل..

أي ليس لنا إلا الله، ثم هو نعم الوكيل، فليس هناك وكيل أعظم منه

أو أجل منه أو أرجى منه


-- *احذر* ..

- احذر أن تتخذ وكيلا غيره، احذر أن تلتجئ إلى سواه، سوف يصيبك

الوهن، سوف تغزوك الوساوس، سوف يتعلق قلبك بشُعب الدنيا،

- قال سبحانه:

{ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي ‎وَكِيلًا }

- يحرم عليك أن تبحث عن غيره وهو الموجود، أن تتكل على غيره

وهو الحي، أن تلتجئ إلى غيره وهو المقيت.

- ولأنه سميع عليم تتوكل عليه، فسوف يسمع كل شيء يدور في الخفاء،

ويعلم كل أمر يحاك في الظلام، فكيف تتوكل على غيره، وغيره لا يمكنه

أن يسمع ذلك أو يعلم ذلك؟

{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

- هذا الظالم الذي يؤذيك، إنما هو مخلوق لهذا الرب الذي يحميك! ••

فتوكل عليه يرد سبحانه أذاه،

-- وقل بكل عزة:

{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا }

- إذا كان الشيطان وهو ذو الجنود والعساكر، والقوة التي أعطاه الله إياها

على الوسوسة والتخويف بل والتلبس وغير ذلك، لا يستطيع التوصل

إلى المتوكّل

{ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }


•• فكيف بمدير في العمل أو جار سوء أو أمير أو وزير؟

-- تذكر

{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }

- لن تحتاج أحدا أبدا إذا وثقت به وتوكلت عليه وجعلته

هو المعين لك في شئونك.

- هو حسبك وكافيك وراد السوء عنك.

- أنت إن لم تحطك رعاية الله من كل جانب هلكت!

- الحياة مزرعة مليئة بالأمراض والأتعاب والأشباح والخطط

والمؤامرات، وبدون رعاية الله ستبتلعك هذه الأفاعي!!

- لا أخوفك، هذه الحقيقة!

•• قل: ياالله توكلت عليك..

- هل قلتها بقلبك؟ الآن ابتسم، كل تلك الأفاعي انتهت!

- *أشياء تهددك*

- إذا خرجت من البيت ينتظرك في الخارج:

حادث أليم يقع لك، أو هبّة هواء تمرضك، أو حفرة تقع فيها، أو شخص

بذيء يشتمك، أو إنسان حقود يحسدك، أو موظف مقعد يتعبك،

أو بائع غشاش يخسرك،

ولكن قل عندما تخرج ما أوصاك به نبيك الكريم:

( بسم الله توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أُضل

أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل عليّ )

الآن اخرج مستنشقا التوفيق والتيسير بإذن الله، كل تلك المخاوف

لا وجود لها..

- وإذا نمت ألجئ ظهرك إليك وفوض أمرك إليه رغبة ورهبة إليه ..

في كل حين وفي كل لحظة تذكر، هناك رب أمرك أن تتوكل عليه، وأنت

تحتاجه، لا تفرط في هذه الفرصة، وهذه الهدية، وهذه الميزة أبدا.

•• اللهم اجعلنا متوكلين عليك، ملتجئين إليك، اغمرنا بالإيمان بك،

واجعل هذا الإيمان يغسلنا من التعلق بكل ما هو دونك يارب..

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير