المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (11)


حور العين
08-28-2017, 10:58 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

لأنـك اللـه (11)

-• رحلة إلى السماء السابعة •-

- أ. *علي بن جابر الفيفي*-

الدرس الحادي عشر



• *الشكور* •

- مع كرم الله تتغير المسائل الحسابية!!



- لأنه كرم لا يخضع للمعاملات الحسابية،

بل للفضل الإلهي!!



-- *الشكور*

- من المؤكد أنه قد سبق وأسديت لأحدهم معروفا ثم تنكر لك؟ نسيت

مباشرة! لم ينعكس ذلك المعروف على صفحات وجهه!

بقي مقطبا كما كان!



•• تجربة مؤلمة ولاشك..

- الحياة مليئة بهؤلاء الذين لا يعرفون كلمة: شكرا..



- ولا يتقنون النطق بعبارة: أحسن الله إليك،

وتعتبر الابتسامة لديهم من علم الغيب!



- دعهم، فعمرك أقصر من أن تضيعه في لومهم، أو التفكر في مملكة

النكران التي قرروا العيش فيها! وانصرف إلى "الشكور" سبحانه،

لتُحيي أزاهير قلبك التي حطمها هؤلاء..



- عش مع الشكور، تأمل ظلال هذا الاسم العظيم، امسح تجعدات

الحياة المتعبة بمعاني هذا الاسم الجليل..

-- *إذا أعطاك أدهشك* ..



- سبحانه يشكر عبده على ما قدم من عمل صالح.. وكلمة "عمل صالح"

لا حدود لها، تكاد لعظمتها واتساعها تملأ ما بين السماوات والأرض!



- فهو سبحانه يأمرك بهذا العمل الصالح الذي فيه صلاح دنياك وآخرتك

فإذا عملته، سيكون سبحانه هو المستحق لشكرك لدلالتك عليه،

وتيسيره لك، وإصلاح حالك به، أليس كذلك؟



•• ولكنه بكرمه هو من يشكرك عليه!

- فهل في الكرم مثل هذا؟ وهل في الجود قريب من هذا؟



- كيف يشكرك؟

هذا سؤال تفنى الأعمار دون الإجابة عنه..

- فكما أن ذاته سبحانه لا تدركها الأبصار، فإن أسماؤه وصفاته

لا تدرك كيفيتها ومنتهى عملها العقول.



- ومع ذلك فإن من باب التفكر والتدبر أن نسيح

مع هذا الاسم العظيم نستجلي ظلاله في حياتنا..



•• فمن شكره سبحانه:

- يغفر الذنوب ويستر العيوب..



- يوفي الحسنات ويعظم الأجور..



- يعطي الصحة والعافية، والأبناء، والمال، والحياة الهانئة..



- يرزقك الذِكر الحسن والسمعة الطيبة..



- يستجيب دعواتك، ويشعرك بقربه، ويؤنسك به..



- يشفيك من أسقام مات غيرك بمثلها ..



- ويرفع عنك بلايا تضعضعت نفوس غيرك بأقل منها ..



- يهديك إلى الحق، وقد ضل الكثير عنه..



ويثبتك على الهداية، وقد زاغت عنها أفئدة من هم أذكى منك

وأعلم منك وأقدم في الإسلام منك!



-- *مسالة حسابية*

-اقرأ وتخيل:



{ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ

أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ }



•• هل انتهيت؟



لا:



{ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ }



سبحانك!

- حبة في العمل تتحول بفضله وبكرمه وبشكره لك

إلى سبعمائة حبة في الأجر والثواب.



- كيف: واحد يساوي سبعمائة!

- تعمل صالحا يستحق أجرا مثله، فيأجرك الله مثله

سبعمائة مرة، ويضاعف لمن يشاء!



مع كرم الله تتغير المسائل الحسابية!! لأنه كرم لا يخضع للمعادلات

الحسابية، بل للفضل الإلهي!!



- سبحانه! إذا أعطاك أدهشك، وإذا أكرمك أذهلك..

ومن ذا الذي لم يعطه العظيم ويكرمه الكريم؟



•• نحن في كل لحظة من حياتنا بل في كل جزء من اللحظة

نستقبل مالا يمكن إحصاؤه من العطايا والهبات!



-- *واذكر في الكتاب*

- هؤلاء أنبياؤه عملوا الصالحات وجاهدوا لتبليغ كلماته، فشكرهم بأن

أعلى ذكرهم وجعلهم قدوات يُقتدى بهم وخلد قصصهم وعبرهم في أعظم

كتبه، وحمى أعراضهم فلم يبح لأحد أن يستنقص من قدرهم. أو أن يسيء

الظن بهم، وغير ذلك من شكره لهم عز وجل.



•• ولذكرهم في كتابه مزية أستشعرها دائما!

عبد من العبيد، خلقه الله بقدرته، لم يكن شيئا مذكورا، ثم يقول عنه:



{ واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا }



{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا }



{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ }



{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ }



{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا }



توقف قليلا، أكمل الآن:



{ نِعْمَ الْعَبْدُ }



الملك العظيم يقول عن عبد من عبيده: نعم العبد!!



- ياالله، ما أعظم كرمه إذا أراد أن يكرم!



- وإذا نظرت إلى شكره سبحانه لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام

وكيف أنه قسم له رحمته



{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ }



-واختصه برسالته



{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }



- وكان معه في جميع أدوار حياته



{ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }



-وجمله بأجمل الأخلاق



{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }



- بل انظر كيف أنه قرن اسمه باسمه في الآذان وفي الشهادة، قال حسان:

•• وضم الإله اسم النبي إلى اسمه

إذا قال في الخمس المؤذن أشهدُ

• فالزم يديك بحبل الله معتصما

فإنه الركن إن خانتك أركانُ

•• وشق له من اسمه ليجله

فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ

- وهؤلاء الصحابة الذين بذل أرواحهم وأعمارهم وأموالهم نصرة للدين

شكرهم بأن جعل الكلام فيهم من علامات النفاق، ورضي عنهم، وضاعف

أجر أعمالهم وعدلهم جميعا بلا استثناء، وجعلهم خير القرون،

- وقال فيهم:

{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ }



-🖱- وقال:

{ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى }



- والأحاديث في فضل عمومهم وأعيانهم أشهر وأظهر من أن تذكر،

وكل هذا شيء من شكر الله لما قاموا به من تصديق وجهاد وبذل.

-- *مثقال الذرة*

فكما يشكر الكريم من عمل معروفا، فكذلك سبحانه وله المثل الأعلى يشكر

شكرا يليق بكرمه وبعزته وعظمته، شكرا لا كالشكر،

➿ فهو شكور

لأن الشكر الواحد منه أعظم من كل شكر،

➿ وهو شكور

لأن العمل الواحد منك يشكره المرة تلو الأخرى،

➿ وهو الشكور

لأنه يشكر العمل الكبير والعمل الصغير بشرط أن يكون خالصا صوابا،

- فهو لا يشكر الأعمال العظيمة فقط بل حتى مثقال الذرة منك

يشكره وينميه

{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }


- فقد أدخل امرأة الجنة بشق تمرة، وبغيا بأن سقت كلبا، وثالثا كل حياته

ذنوب فأمر أبناءه أن يحرقوه ويذروه بعد موته خوفا من أن يعذبه الله،

فأدخله الجنة بأن خاف منه، ورابعا ليس له إلا حسنة واحدة لأنه تصدق

بها على صاحبه، وخامسا قتل مائة نفس! لأنه هاجر إليه..

- ومن شكره سبحانه أن يعجل بثواب المتصدق، فيرزقه البركة

ويغدق عليه من نعمه،

- يخبرني أحد سكان المنطقة الشرقية قبل عشر سنوات عندما كنا واقفين

عند متجر شهير عن قصة ذاك المتجر، يقول: كان صاحبه موظفا عاديا

يجمع من مرتباته، وتجمع زوجته من مرتباتها كي يبنوا بيت العمر كما

يقال، ولما شارف المبلغ أن يُجمع صلى الزوج في مسجد وسمع كلمة من

أحد الدعاء حث فيها على بناء المساجد وأنه "من بنى لله مسجدا ولو

كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة" وقعت تلك الكلمة من الرجل

موقعها، فانصرف من ليلة إلى زوجته وأخبرها بنيته أن يجعل كامل المبلغ

في مسجد يبنيه، فإذا بزوجته تدفع له مالها عن طيب خاطر وتطلب أن

تشاركه في مشروع المسجد!

- لك أن تتخيل كيف تغير خطتك التي بذلك لأجلها عرق سنين في ليلة!

ويكون ذلك التغيير لله عز وجل ونابعا من قلب حي يريد الله

والدار الآخرة!

- يقول صاحبي: بعد بناء المسجد أخذوا في الجمع من جديد ولعل فكرة

التجارة قد طرأت على عقل الزوج فافتتح متجرا صغيرا، فإذا بالزبائن

يأتون من كل مكان وإذا بالأموال تمطر عليه فوسع الرجل متجره ثم بعد

مدة فتح له فرعا ثم الثاني والثالث، يقول صاحبي: والآن له في المنطقة

الشرقية فقط ثلاثة عشر فرعا، وهذا الكلام قبل عشر سنوات،

سبحان الشكور، سبحان من لا يخسر أبدا من يتاجر معه.

- لقيت رجلا قال لي إن اسمه فلان بن فلان الرحيلي، فقلت له ممازحا:

هل أنت صاحب محطات الرحيلي الشهيرة في مدينة جدة؟

- فقال لي: لا، ولكنه قريبي!

- ثم قال سأخبرك بقصة الرحيلي هذا، كان في بداية حياته كثير الصدقة

على الفقراء، وكان يعول الأيتام، وكان محسنا على بعض أهله إحسانا

زائدا، ثم فتح الله عليه فكانت له هذه المحطة وغيرها من الأعمال

التجارية الناجحة، هذا ما يعمله الشكور الحميد سبحانه.

🔷 يتبع 🔷

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير،