المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (12)


حور العين
08-29-2017, 06:02 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

لأنـك اللـه (11)

رحلة إلى السماء السابعة

أ. *علي بن جابر الفيفي*

الدرس الثاني عشر

.• *تابع الشكور* •.



-- *أنفق .. أُنفق عليك*

-- يقول عليه الصلاة والسلام:



( ما نقص مال من صدقة )



- يجب علينا أن نؤمن بهذا الكلام إيمانا عميقا،



- فإذا وضعت ريالا في كف فقير فثق أن الله سيضع لك من فضله ما

يوازي بل ويفوق ذلك الريال صحة ورضا وعطاء وفضلا.



- طالب جامعي فقير سمع وهو يسير لصلاة الجمعة رجلا يهتف بقرب

صندوق التبرعات ويحث الناس قائلا: عبدي أنفق أُنفق عليك، فتش جيبه

فإذا بثروته كلها خمسة ريالات، فأخرجها وأودعها صندوق التبرعات،

كان في قلبه صوت اليقين يقول: لقد أنفقت يا ربي بفقري، فأنفق

علي بغناك! في المساء زار أخاه فأخبر هذا الأخ (دون أن يعلم بحاله)

أن جمعية مالية قد حلت في حسابه وهو لا يحتاجها كلها، وبعد ممانعة

استقطع منها ألفين وأعطاها صاحبنا.. لقد أنفق الله عليه!



- قرأت قديما في إحدى المجلات قصة كتبتها صاحبتها: أن سائلا طرق

بابهم في صباح يوم فأخرجت من محفظتها آخر مئة ريال

وأعطتها ذلك السائل..



- وكانت روحها تهمس: ياالله العشرة أضعاف، العشرة أضعاف..



- دخلت المطبخ وصنعت فطورا لها ولزوجها، استيقظ الزوج وجلس

على المائدة وبينما هو يتناول الإفطار إذ به يتذكر ويقول: هناك على تلك

الطاولة ظرف لك استلمته البارحة من البريد، قامت الزوجة لترى

ما في الظرف، فإذا به شيك بنكي أجرة مقالة كتبتها في إحدى الصحف

ومن العجيب أنها كانت: ألف ريال عدا ونقدا!!!



-- *وافعلوا الخير* ..

- وإني أعيذك أن تكون تعلّقاتك وإراداتك كلها دنيوية، فكثير

من الجزاء يدخره الله لك أحوج ما تكون إليه في الآخرة..



- ومن أوضح صور الشكر الرباني هو ما اقترن ببر الوالدين من تيسير

في العيش وتوفيق في جميع الشئون، حتى كأن النجاح في الحياة حصر

على أصحاب البر، يمكنك أن تستعرض من تعرفهم من الناجحين، ستجد

بر الوالدين جامعا مشتركا بينهم، ولابد!



-- يقول سبحانه:



{ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ }



- ومهما كان هذا الخير صغيرا، فإن الشكور يشكره



{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }

🔚 لابد أن يرى جزاءه!

- ومع أن الذرة لا تكاد تُرى إلا أنك إن فعلت خيرا بقدرها فإنك ستراه يوم

القيامة ينتظرك، ليبهجك به سبحانه ويربط على قلبك في يوم

يجعل الولدان شيبا..



- عندما تحرص أن تطفئ نور سيارتك عند إشارة المرور حتى لا تزعج

من هم في الشارع لا مقابل، قد لا يعلمون بمقصدك، بل حتى لا ينتبهون

لفعلك، لكن احذر أن تظن أن الشكور لن يكافئك، كيف؟ لا يهم، من الممكن

أن مرضا كان سيخطف بصرك، أو حادثا كان سيتلف سيارتك، أو مشكلة

كنت ستقع فيها وقاك الله منها شكرا لك على صنيعك النبيل.



- حرصك على فتح الباب ليلا بلطف حتى لا تزعج النائمين..



- انتظارك وأنت ممسك بباب المسجد لكبير في السن حتى يدخل



- تفاديك أن تدهس قطة عابرة..



- ابتسامتك لطفل ..



- ترتيبك لغرفة في منزلكم ..



- دعاؤك لمسلم مات، بسبب أنك متيقن أن لا قريب له يدعو له..



- إغلاق صنبور ماء كان غير محكم الإغلاق ..



- رفعك غصنا ملقى على الطريق

•• كل هذا من الخير



{ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ }.



-- *اسكت*..

- ومن أجلّ وأحسن الخير أن تمسك المصحف لتلاوة وردك، ثم تقع عينك،

بل يقع قلبك على خير يحثك الله على فعله فتضمر في نفسك ألا ينقضي

يومك ذلك إلا وقد أتيت منه ما استطعت، إنك بذلك تفعل أعظم ما يمكنك

فعله، إنك تفعل الشيء الذي لم ينزل الله القرآن إلا لتفعله!



- أمّا إن سألت عن أعظم خير يمكنك فعله، فهو أن تسلم وجهك لله! أن

تحيا مسلما، وتعبد الله مسلما، وتعامل الناس مسلما، وتنظر وتتكلم

وتشعر مسلما، ثم تموت مسلما!



سئل الإمام أحمد:

من مات على الإسلام والسنة، مات على خير؟ فقال لسائله:

اسكت، بل مات على الخير كله!



-🖱- يقول سبحانه:



{ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ }



- أي خير تقدمه لنفسك، ستجد أن الشكور الحفيظ حفظه ونماه فتأتي

يوم القيامة تجده عنده موفورا قد عظُم وبات أكبر من يوم أن فعلته!



{ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا }



{ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ }



وفي الأثر الضعيف المتن الحسن المعنى:

"صنائع المعروف تقي مصارع السوء"



- وهذا من شكره، فلم يضيع صنيعك الحسن

بل سيجعله وقاء لك عن أن تموت ميتة سيئة!



•• لذلك فشعور أنه سبحانه الشكور وأن الخير كله منه يجعل

العبد على ثقة بربه محسنا الظن به سبحانه.



-- *إلى أين؟*

قيل لأعرابي: إنك لتموت! فقال: ثم إلى أين؟ قيل: إلى الله! فقال:

كيف أكره أن أقدم على الذي لم أر الخير إلا منه؟



- شعور عظيم ورجاء بالله كبير ذلك الذي يملأ فؤاد هذا الأعرابي،

يُقِره عليه القرآن الكريم حين يقول الحق سبحانه:



{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ }



- كل شيء؟ نعم كل شيء يحوطك من الصحة والمال والراحة

والتيسير والرضا هو منه



{ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا }



- تعبده ستين أو سبعين سنة، أكثرها دون التكليف أو نوم أو عمل

المباحات، ومع ذلك يكافئك عنها بجنة عرضها السماوات والأرض،

تسكنها الأبد كله!



•• فإن كان سبحانه يعطي لا على شيء، فكيف إذا كان هناك شيء؟ كيف

إذا فرقت بينك وبين بقية عباده الذين يرزقهم ويتحبب إليهم بالنعم بأن

عملت صالحا يرضاه، عند ذلك لا يجوز لك أن تعتقد أن لن يكرمك الكريم

ويشكرك الشكور ويحمدك الحميد سبحانه.



-- *انتشال*

- ثلاثة يلجئهم المطر إلى غار فيصبحون وقد أطبقت صخرة عظيمة بابه

فلا يستطيعون الخروج، فيبتهلون ويتوسلون إلى الله بصالح أعمالهم،

فيكون شكره لهم سبحانه بأن يجعل مكافأة العمل أو جزءا من مكافأة

العمل جزءا من تفريج ذلك الكرب وزحزحة تلك الصخرة العظيمة،

وما إن انتهى ثالثهم حتى انفرجت الصخرة وخرجوا يمشون في الشمس!



- يبذل عيسى عليه السلام عمره له سبحانه، منذ أن نطق كلمته الأولى

في المهد وهو عبد لله، فيتآمر ضده شرار بني إسرائيل ليقتلوه، فيكون

شكره له سبحانه من أغرب الشكر، رفعه إليه!



🔷 هكذا انتشله من بؤرة الهم والمكائد والقلق، وجعله في سماواته

يعيش مع ملائكته وخيار خلقه..



- إنك مع الله في ربح دائم..

- والله هو القادر على انتشالك مما أنت فيه، أعلم جيدا أن لديك من الهموم

والكروب ما لا يتناسب مع النجاة منها إلا لفظة (انتشال)، اعمل الخير،

لينتشلك الله به، كما كان تسبيح يونس سبب انتشاله من بطن الحوت.



- إنك تتاجر مع ذي الكرم المتناهي وذي الشكر المتناهي

وذي الفضل المتناهي.



- ليست هناك احتمالية خسارة في سوق الله من يسير أمرها، فكن معه

ثم ارقب أفضاله وشكره.. لن يتركك، ثق بذلك، لن تسجد لله سجدة

إلا ويشكرك عليها شكرا يليق به وبكرمه، فقط كن معه.



•• اللهم أوزعنا أن نشكر نعمك .. واجعلنا لك ذاكرين، ولنعمك شاكرين..

واهدنا لأعمال تجزل لنا عليها الشكر يا شكور يا حميد.

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير،