المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (13)


حور العين
08-30-2017, 11:47 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

لأنـك اللـه (13)

-• رحلة إلى السماء السابعة •-

أ. *علي بن جابر الفيفي*

الدرس الثالث عشر

¸.• *الجبار* •.¸¸

- كلما انطفأ حلم خلق الله لك حُلما أجمل ..



- وكلما بهتت في قلبك ذكرى صنع الله لك ذكرى

أروع!



-- *الجبار*

- هل هشّمتك الظروف؟ وتواطأت ضدك الكروب؟ وتكالبت عليك الأزمات؟



هل غير الفقر ملامحك؟ وأجدبت الأمراض حقولك؟ وجعلك اليتم تبدو

ضئيلا؟ وأحاطت بك النظرات المهينة؟



- روحك المنكسرة، قلبك المهشم، أنفاسك الضعيفة تحتاج إلى من يجبر

التهشم والضعف والانكسار؟ لماذا لا تتعرف على اسم "الجبار" لتجبر

بمعانيه الرحيمة كسورك؟ وتضمد بظلاله جروحك؟ وتهدئ بنسائمه

عواصف روحك الهوجاء؟



-- *قلبك المهشم .. كيف تهشم؟*

•• من معاني اسم الجبار: الذي يجبر أجساد وقلوب عباده.



فالعيش في كنف الإله يمدنا بمراهم الصحة، وضمادات السعادة،

ومسكنات الأوجاع، ومضادات الهموم.



- فهو سبحانه علم أن كسورا ستعتري عباده في أبدانهم.

وقلوبهم وحياتهم، كسورًا تترك ندوبها على جباههم، وآثارها على

أرواحهم لذلك تولى جبرها برحمته، وسمى نفسه بالجبار، ليعلم عباده

أنه هو القادر على جبرها فيلتجئون إليه.



انكسارات الحياة عديدة:

حادث تتكسر فيه العظام، إهانة تتحطم منها النفس، فقر تنحني معه

الروح، مرض تنهار عنده القوى، عقدة تحاصر الطموح، رُهاب يخنق

عفويتك، كره تتمرد معه أحاسيسك، ظروف تجعلك تنكس رأسك !



- وبقدر هذه الانكسارات تفتح أبواب السماء بضمادات الرحمة

ومجبرات الودّ!



كم من يتيم تكسر نفسه نظرة صاحبه المتغطرس،

ولولا الجبار لتحطمت نفسه للأبد.



- وكم من ضعيف صفعته الحياة بيد أحد الأقوياء،

لولا الجبار لظل منحني الرأس طول الحياة.



وكم من فقير أذلته كلمة قالها له أحد الأثرياء، لولا الجبار لبقيت

تلك الكلمة وصمة يعير بها طيلة عمره.



- يجبر الكسير، ويساعد الضعيف، ويرفع من شأن الصغير،

ويقدم المتأخر، تضمد رحماته جراح النفوس.



نحن نعرف أشخاصًا عانوا من شدة آبائهم ومع ذلك خرجوا غاية الرحمة!

- عانوا من سخرية أقرانهم، ومع ذلك صاروا متميزين ناجحين!

عانوا من الأنيميا، والسل، وحساسية الصدر،

وكبروا فصاروا أصحاء أقوياء!



- أين تلك العقد، وأين آثار تلك الأمراض؟ لقد جبرت، لقد أذهبتها

ضمادات الرحمة، لقد قدّر الجبار أن تختفي..

-- *واجبرني*



شرع لنا أن نقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني

وعافني وارزقني واجبرني"





🔷••(واجبرني) !

وكأننا نتكسر في اليوم كثيرًا فنحتاج أن يجبرنا الله كثيرًا !



- قبل حوالي ثماني عشرة سنة ماتت ابنة أختي الوحيدة بين يديها،

صرخت صرخة اختناق سمعتها من الغرفة المجاورة، كانت الصرخة

الأخيرة ! فدخلت على أمها قبيل الفجر وفي قلبها من الحزن والانكسار

ما نمت عيناها وتنهداتها به، فأرشدتها إلى الدعاء الوارد "اللهم أجرني

في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها" فقالت ذلك الدعاء وصوتها يتهدج

من وقع المصيبة، فارتفعت كلماتها المنكسرة إلى من يجبر قلوب عباده

فعوضها عن ابنتها اليوم ببنين وبنات رزقها الله برهم وأفضل عليها

وعلينا من عطاءاته.



إذا التهبت نفسك، إذا احترقت أحلامك

، إذا تصدع بنيان روحك فقل: يا لله..



-- *واحلل عقدة من لساني*

- في العام الفائت التقيت طالبًا لديه عقدة في لسانه، لا يكاد ينطق بكلمة

دون أن يعيدها عدة مرات! أمسكته ونصحته ألا يسجد سجدة لله

إلا ويدعو: واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..



التقيته هذه السنة فإذا به كأفصح ما يكون، سألته –وقد نسيت نصيحتي-

عن السبب، فقال: دعاء واحلل عقدة من لساني!



- لقد حل الجبار تلك العقدة..



إنه الجبار، ما من أسى إلا وهو رافعه، وما من مرض إلا وهو شافيه،

وما من بلاء إلا وهو كاشفه..



- تتزاحم الآلام في قلب العبد حتى ما يظن أن لها كاشفة، فإذا بالجبار

يجبر ذلك القلب، وبعد أشهر ينسى العبد كل آلامه وأوجاعه لأن الله

لم يذهبها فحسب، بل جبر المكان الذي حطمته، فعاد كأن

لم يتهشم بالأمس!



يجبر القلوب والعظام والنفوس ويقدر أن تتداوى الجراح،

وتكفكف الدموع سبحانه



•• إذا رضتك الهموم، وغشيتك الكروب... فلا تطل البكاء، سجادة

توجهها إلى القبلة، تقضي على تلك الهموم والكروب في لحظات

بإذن الله!



-- *يحبك مبتسمًا *

- جلس بانكسار بعد صلاة المغرب يستغفر الله، جيبه خاوٍ إلا من ريالات

لا تصنع أمام احتياجات الحياة شيئًا، يكاد الناظر إليه من بعيد يدرك مدى

الفاقة، وكمية الخدوش المتناثرة في نفسه، ولكن الجبار كان ينظر إليه

من أعلى سماواته، فما كتب عليه تلك الليلة أن ينام إلا وقد سد فاقته

بما لم يكن يتوقعه أو يتخيله!



يحبك سبحانه مبتسمًا، فيصنع من جميل أقداره ما يعين ثغرك على

الافترار، ويجعل الابتسامة تطرد ملامح الكرب عن وجهك.



- إذا رأيت منكسرًا فاجبر كسره، كن أنت الذي يستخدمك الله لجبر

الكسور، لا تنم وجارك جائع، لا تضحك وأخوك يبكي، لا تنعم بدفء بيتك

وهناك من هدهدت رياح الشتاء أبدانهم الضعيفة.



🔷 يتبع ..

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير،