المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأنـك اللـه (17)


حور العين
09-06-2017, 07:40 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

لأنـك اللـه (17)

-• رحلة إلى السماء السابعة •-

أ. *علي بن جابر الفيفي*

الدرس السابع عشر

🖱••.¸¸.• *الغفور* •.¸¸.••🖱

- الذنوب ستفسد عليك حياتك،



- ستقهر روحك، ستجعل الماء ذا نكهة غير مستساغة،



- والطعام غير هنيء، والليل وحشة، والنهار ملل..



-- *الغفور*

- إذا كنت قد تعبت من ذنوبك وخطاياك، وشعرت أن شؤمها قد نغص

عليك حياتك، وأن ظلامًا وقتامة قد أطفأت في عينيك بهجة أيامك ولياليك،

وأنك ما عدت تستلذ بصلاتك، ودعائك، وعبادتك، فاعلم أن الوقت قد حان

لتدلف إلى عالم الأنس والمغفرة، متلمسًا معاني الغفران والتجاوز

في اسم الله "الغفور"



- أنت الآن بحاجة إلى أن تفهم معنى المغفرة، وكيف أن ربك غفور

وغفار، ومدى حاجتك لهذه المغفرة في جميع أدوار حياتك..



-- *السجن*

- بلاء الروح بالذنب أعظم بكثير من بلاء الجسد بالمرض، روحك تأن

تحت وطأة العصيان، نعم قد يكون جسدك استلذ لحظة المعصية، ولكن

روحك تجأر إلى الله!



- تخيل أنك في سجن ضيق عرض كل جدار فيه متر واحد فقط،

ما مقدار الاختناق الذي ستشعر به؟



- الذنوب تجعل روحك في سجن شبيه بهذا السجن! إنها تحيط بك



{ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ }



وتجعل روحك تختنق.



- لو لم يكن هناك جنة ولا نار، الذنوب وحدها جحيم، وحميم،

وعذاب أليم!



- فإذا علمنا أن من أسمائه سبحانه الغفور والغفار والعفو، وأن من

صفاته أنه يغفر الذنوب، تبدأ جدران ذلك السجن الضيق تتصدع.



-- *هل تعلم*؟

•• بالله قل: أستغفر الله..



- هل هناك ما هو أجمل من هذه الكلمة التي إن قلتها من قلبك

تتناثر جميع الوساوس والهواجس والمخاوف؟



- هل تعلم أن كل مصيبة من مرض أو هم أو حزن

أو ألم هي بسبب معاصيك؟



-🖱- اقرأ:



{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }



- لقد أصابتنا الغيبة والكذب والغش والحسد والاحتقار والعقوق والنظر

إلى الحرام وتأخير الواجبات بقدر كبير من الآلام والهموم والأوجاع.



➿ نذهب لنسكب ماء وجوهنا بحثا عمن يقرضنا شيئًا من المال،

ولعل تلك الحاجة إلى المال سببها ذنب اقترفناه،



🔷•• ولو قلنا: أستغفر الله بانكسار، لما احتجنا أن ننكسر لدى خلق الله!



➿ نبحث عن راق لنخبره عن الضيقة التي نشعر بها، والخوف الذي

نغص حياتنا، والتغيرات النفسية التي نشعر بها، ولعل ما أصابنا كان

بسبب معصية ارتكبناها،



🔷•• ولو قلنا: أستغفر الله بقلب حيّ، بقلب تائب منيب ما احتجنا

إلى كل ذلك!



-- *وغدراتي*؟

- لم تظهر لي صفة المغفرة مائلة وبارزة كما ظهرت لي

وأنا أقلب أوراق السيرة النبوية:



🔷•• عمر بن الخطاب يفتن المسلمين عن دينهم، يمسك السوط بيده

القوية ويلهب به ظهر جاريته ثم لما يتعب ينزل السوط ويقول:

ما تركتك إلا ملالة!



- كان المسلمون يعتقدون أن إسلام حمار الخطاب أقرب إلى المعقول

من إسلام عمر! لشدة عداوته للإسلام، وكرهه لهذا الدين

، ثم يفتح له الغفور أبواب التوبة ليصبح: عمر الفاروق!



- والسياط التي كان يحرق بها ظهور عبيده وإمائه؟ أين ذهبت؟

لقد غفرها الله!



🔷•• خالد بن الوليد يصعد على جبل الرماة في غزوة أحد ويقتل بسببه

عبد الله بن جبير وصحبه الذين كانوا على جبل الرماة رضي الله عنهم ،

بل يكون السبب في أعظم هزيمة يمنى بها الجيش الإسلامي بقيادة النبي

صلى الله عليه وسلم ويكون السبب في أن يجرح نبي الله ويشج رأسه

وتكسر رباعيته وتدخل حلق المغفر في وجهه الشريف.



- يكون السبب في أن يدمى وجه النبي صلى الله عليه وسلم



🖱-وقد قال عليه الصلاة والسلام:



) اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله (



-🖱- ولكن الله ينزل:



{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }



- ويكون خالد ممن تاب عليهم وغفر لهم!! يسلم، فيغفر له الغفور، يمسح

سبحانه كل تلك الطوام.. ويتحول من السبب الأهم في هزيمة المسلمين

في غزوة أحد إلى: سيف الله المسلول!



- وتلك الدماء الزكية التي سفكها؟ وحلق المغفر؟

والدماء النبوية الطاهرة؟ كل ذلك غفره الله!



رجل يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قلبه مما اقترفه من

آثام، فيقول: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئًا

وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل له من توبة؟

قال رسول الرحمة: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فاشهد أن لا إله إلا الله

وحده لا شريك له، وأنك رسول الله. قال: نعم، تفعل الخيرات وتترك

السيئات، فيجعلهن الله لك خيران كلهن!



- قال: وغدراتي؟ وفجراتي؟ قال: وغدراتك وفجراتك !!



-- *هل نسيت*؟

- لماذا نعتقد أن ذنبك أعظم شيء في الوجود؟ هل نسيت

أنه الغفور الودود؟



- هل نسيت أنه يفرح بتوبتك؟

-🖱- رأي الصحابة امرأة مزعورة في السبي تبحث عن ولدها، فلما رأته

ضمته وقبلته حبًا وشوقًا وخوفًا، فتعجب الصحابة من هذا الحب وهذا

الفرح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الله أشد فرحًا بتوبة عبده

من هذه بولدها"!



- ما الذي تنتظره؟

•• قل أستغفر الله الآن..

- قلها بقلبك وروحك ولسانك، حتى ذنوبك التي تريد أن تقنعك أن المغفرة

مستحيلة عليها اجعلها تقول: أستغفر الله، رغمًا عنها، اصرخ بأستغفر

الله في وجدانك، وأقسم من خلال صرختك تلك أن الغفور سيغفر لك، ليس

لأنك صرخت، بل لأنه الغفور الودود.



- أبوسفيان بن حرب، صفوان بن أمية، عكرمة بن أبي جهل، عمرو بن العاص

وغيرهم كثير، كانت ذنوبهم: شركًا بالله، ومحاربة للدين، وقتلا للصحابة،

ثم يغمرهم الغفور الرحيم بمغفرته ليكونوا صحابة! أتدري ماذا تعني كلمة

(صحابة)؟



- الصحابة تعني أفضل البشر بعد الأنبياء!

- انظر ماذا فعلت المغفرة بعكرمة أو بصفوان أو بغيرهما؟

- لقد حولته من: قاتل للصحابة؟ إلى: صحابي جليل!

- الإحساس بالذنوب وهي تحيط بك بجعل روحك تأن، وأفكارك تميل

إلى اللون الأسود، وكلماتك متوترة جدًا، فإذا ما اقتربت منها:

أستغفر الله احترق الأنين والسواد والتوتر.



-- *طوبى*..

-🖱- يغفر سبحانه بـ:

أستغفر الله..

-🖱- ويغفر سبحانه بالتوبة:



{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }



-🖱- ويغفر سبحانه بالحسنات:



{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }



-🖱- ويغفر بالبلاء:

"ما يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وولده وماله

حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة"



- أتعلم ما الذي ينبغي أن تكثر منه في هذه الحياة؟ ألا تمل من ترداده؟

إنه الاستغفار!!



-🖱- قال نبيك عليه الصلاة والسلام:



( طوبى لمن وجد في كتابه استغفارًا كثيرًا )



- ستفرح فرحًا خالدًا بالأعداد الكبيرة لأستغفر الله في صحيفتك..



- ستصرخ بأعلى صوت



{ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }



- ستجد في عرصات يوم القيامة أصدقاءك فتفتح لهم كتابك المليء

بالاستغفار وتقول: انظروا، لقد استجاب الله لهذه الاستغفارات

الكثيرة فغفر لي!



- لذلك فقد شرع الاستغفار ليس بعد الذنب فقط! بل وبعد الطاعة!!



- ألست تقول بعد الصلاة: أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله ؟

حتى طاعاتك مليئة بالنقص الذي لا يرتقه إلا الاستغفار.



🔷 يتـبع 🔷

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزى الله كل من ساعد على نشر هذه الدروس كل خير،