المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3905


حور العين
09-08-2017, 03:27 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

موسم التجارة الرابحة

يعيش المسلمون في هذه الأيام موسمًا عظيمًا، وأيامًا فاضلة، رفع الله

شأنها، وأعلى مكانها، وميّزها عن بقية أيام العام، وجعلها غُرّة في جبين

الدهر، ألا وهي أيام العشر، أعني العشر الأول من ذي الحجة، هذه الأيام

المباركة التي اختصها الله بمزيد من الشرف والكرامة، وجعلها ميدانًا

للمنافسة في الخيرات، والمسابقة بين المؤمنين في مجال الباقيات

الصالحات، وموسمًا عظيمًا للتجارة الرابحة مع الله.

وإن شرف هذه الأيام، أمر معلوم من دين الإسلام، وقد تواطأت نصوص

الكتاب والسنة على التنويه بفضلها، والإشادة بمكانتها ورِفعة قدرها،

والإعلان عن تعظيم الله لشأنها، فقد أقسم الله بها تشريفًا لها، وتنبيهًا

على فضلها فقال سبحانه:

{ والفجر* وليال عشر* والشفع والوتر }

والليالي العشر: هي عشر ذي الحجة، كما قاله ابن عباس وابن الزبير

ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. و"الوتر" قيل: هو يوم عرفة،

لكونه التاسع، والشفع، هو يوم النحر، لكونه العاشر. وهذان اليومان

داخلان في الأيام العشر، ولكن الله خصّهما بالقسم اهتمامًا بشأنهما،

وبيانًا لمزيد شرفهما، وأنهما أفضل أيام العشر،

التي هي أفضل أيام الدهر.

وهذه الأيام العشر، هي الأيام المعلومات التي قال الله - تعالى- عنها:


{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ }

[الحج:27-28].

وإنما قيل عنها معلومات: للحرص على عِلمها،

من أجل أن وقت الحج في آخرها.

أما السنة النبوية، فقد جاء فيها نصوص كثيرة تدل على فضل هذه الأيام،

وأنها أفضل أيام العام، وأن العمل فيها أعظم أجرًا، وأحب إلى الله، وأزكى

عنده، وأحظى لديه من العمل فيما سواها من الأيام،

يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:

( ما من أيام العمل الصالح فيهن، أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر،

قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله،

إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء )

رواه البخاري وغيره.

وروى الدارمي والبيهقي بإسناد حسن أن النبي –صلى الله عليه وسلم-

قال:

( ما من عمل أزكى عند الله –عز وجل- ولا أعظم أجرًا، من خير يعمله

في عشر الأضحى، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في

سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء )

قال القاسم بن أبي أيوب: وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر، اجتهد

اجتهاداً شديدًا، حتى ما يكاد يقدر عليه.

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على أن عشر

ذي الحجة، هي أفضل أيام السنة على الإطلاق، فإن قوله: "ما من أيام"

نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم، ثم إنها مؤكّدة بـ "من" البيانية،

وهي مزيدة لاستغراق النفي، فيكون المعنى: ما من أيام الدنيا أيام أفضل

عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. وقد صرح بذلك

النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر بقوله:

( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر،

فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )

رواه أحمد بسند صحيح.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين