المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين 2


حور العين
09-29-2017, 03:55 PM
من الاخت/ الملكة نور


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

نداءات المؤمنين



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ الجزء الثاني و الأخير


الوفاء بالعهد و إنجاز الوعد من صفات المؤمن :

أيها الأخوة الكرام، الإنسان سقط من عين الله، يتعهد لا ينفذ،

يعد لا يفي:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1)}

( سورة المائدة)

أنا أقول مستحيل أن تنفذ وعداً ثم لا تكافأ من الله عليه،

لذلك الله عز وجل قال:

{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ

مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ

عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ

وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ (177) }


(سورة البقرة)

الشاهد:


{ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا (177) }



(سورة البقرة)



من صفات المؤمن أنه يفي بعهده وينجز وعده.

على كل إنسان أن يشتق من الله كمالاً يتقرب به إليه:

كما أن الله عز وجل يحدثنا عن ذاته:

{ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ

( سورة التوبة الآية: 111 )

يجب أن تشتق من الله كمالاً تتقرب به إليه، الله رحيم،

ارحم عباده يرحمك الله، الله وفي يفي بعهده، أوفِ بعهدك

يقربك الله عز وجل، إذاً الشاهد:

{ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ

وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) }

(سورة البقرة)

من عاهد بشيء عليه أن ينفذه و إلا عُدّ كاذباً :

الآن هناك آثار كثيرة قدسية :

ابن آدم كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد،

ولا تعلمني بما يصلحك.

(( عبدي خلقت لك السماوات والأرض ولم أعيَ بخلقهن،

أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين، لي عليك فريضة، ولك علي رزق،

فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك، وعزتي وجلالي إن لم

ترضَ بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش

في البرية، ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي،

وكنت عندي مذموماً، أنت تريد وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما

أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد

ثم لا يكون إلا ما أريد ))

[ورد في الأثر]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1) }

( سورة المائدة)

النبي عليه الصلاة والسلام كان في بيت أحد أصحابه أم الطفل

قالت له تعال هاك

(لأعطيك)، فقال عليه الصلاة والسلام: ماذا أردت أن تعطيه ؟

قالت: تمرة، فقال لها عليه الصلاة والسلام: أو إن لم تفعلي

ذلك لعادت عليك كذبة .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1) }

( سورة المائدة)

عقد، بيع، يجب أن ينفذ.

على كل إنسان أن يفي بعهده مع الله عز وجل:


الآن:

{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي(40) }

( سورة البقرة)

والله عز وجل يوجهنا في البيع والشراء:

{ وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ

أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ(85) }

( سورة هود)


{ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ }



. الوفاء واسع جداً، والحقيقة لو تعمقنا في هذه الآية يمكن لو أن

بينك وبين الله عقداً، عقد الإيمان، أنك عقدت هذا العقد مع الله في

عالم الأزل حينما قال الله عز وجل:

{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى (172) }


( سورة هود)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1) }

( سورة المائدة)

يبدأ هذا العقد مع الله في عالم الأزل، إذا جئت إلى الدنيا ينبغي أن

تفي بهذا العقد، وينتهي بعقد شراء، عقد بيع، دائماً المؤمن هناك

مثل باللغة الدارجة يقول لك ألف قلبة ولا غلبة، أما المؤمن ألف

غلبة ولا قلبة.

وصف المؤمنين و غير المؤمنين في كتاب الله تعالى :

الله عز وجل وصف المؤمنين فقال:

{ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ

مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)

وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ

سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِم

ْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ

فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) }

( سورة الرعد)

إذاً المؤمنون يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق وغير المؤمنين:

{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ

أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ

وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) }
( سورة الرعد)

بطولة الإنسان إذا عاهد أن يوفي بهذا العهد:

كنت مرة في الجزائر، هناك مدينة تأتي ثاني أكبر مدينة بعد الجزائر،

وجدت في المطار مكتوباً، مطار الخامسة والأربعين ألفاً اقتربت

فإذا لوحة فسيفسائية تصف ما معنى مطار الخامسة والأربعين ألفاً،

في أول الحرب العالمية الثانية صرّحت فرنسا للجزائريين

إنكم إن دخلتم معي في الحرب وانتصرنا تمنحون استقلالكم،

وعد وعهد من الدولة الفرنسية وبالنهاية فرنسا انتصرت مشت

مظاهرة في هذه المدينة تطالب فرنسا بتنفيذ الوعد،

قُصف المتظاهرون بالطيران، وقتل بيوم واحد خمسة وأربعون ألفاً،

هذا الغرب الذي نعجب به، لا تعجب به، ما لم تكفر بالكفر لن تؤمن بالله،

قصة مشهورة، قصة مألوفة، خمسة وأربعون ألفاً قتلوا في يوم واحد،

لأنهم طالبوا بعهد ووعد قطعته لهم فرنسا،

فلذلك أيها الأخوة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( تُمْلَأُ الْأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا

أَوْ تِسْعًا فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا ))

[ أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ]


{ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ

أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ

وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) }

( سورة الرعد)



من كان وفياً لعهده ارتقى عند الله وعند الناس:

قال تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ

نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ

فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) }

( سورة الفتح)



{ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) }

( سورة الفتح)

بطولتك أنك إذا عاهدت الله أن تفي بهذا العهد:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1) }

( سورة المائدة)

قبل أن تبرم العقد فكر، أما إذا أبرمت انتهى التفكير، انتهى خيارك،

بعت وانتهى الأمر، والإنسان حينما يكون وفياً لعهده يرقى عند الله

وعند الناس

والحمد لله رب العالمين