المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد من كتاب الرقائق ( الجزء الاول


حور العين
10-04-2017, 10:37 PM
من الاخت/ الملكة نور


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

فوائد من كتاب الرقائق

( الجزء الاول)

عن مفضل بن يونس،

قال: قال عمر بن عبد العزيز: لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا

ما هم فيه من غضارة الدنيا وزهوتها، فبينا هم كذلك وعلى ذلك

أتاهم جاد من الموت فاخترمهم مما هم فيه، فالويل والحسرة هنا لك

لمن لم يحذر الموت، ويذكره في الرخاء فيقدم لنفسه خيراً يجده

بعدما فارق الدنيا وأهلها، قال: ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء فقام.

عن أبي الحسن المدائني،

قال: كتب عمر بن عبد العزيزإلى عمر بن عبيد الله بن عبد الله

بن عتبة يعزيه على ابنه: أما بعد، فإنا قوم من أهل الآخرة أسكنا الدنيا، أموات أبناء أموات،

والعجب لميت يكتب إلى ميت يعزيه عن ميت.

والسلام.

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار،

قال: قال عمر لرجل: أوصيك بتقوى الله فإنها ذخيرة الفائزين،

وحرز المؤمنين، وإياك والدنيا أن تفتنك فإنها قد فعلت ذلك بمن

كان قبلك، إنها تغر المطمئنين إليها، وتفجع الواثق بها، وتسلم

الحريص عليها، ولا تبقى لمن استبقاها، ولا يدفع التلف عنها

من حواها، لها مناظر بهجة.

ما قدمت منها أمامك لم يسبقك، وما أخرت منها خلفك لم يلحقك.

وعظ عمر بن عبد العزيز يوماً أصحابه فكان من كلامه أنه قال:

إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً، وادعهم إن كنت داعياً،

ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم ..

سل غنيهم ما بقي من غناه؟ ..

واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي

كانوا للذات بها ينظرون .. واسألهم عن الجلود الرقيقة،

والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟! .. أكلت الألسن،

وغفرت الوجوه، ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار،

وبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء فأين حجابهم وقبابهم؟

وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ أليسوا في منازل الخلوات؟

أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟

قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل.

عن يحيى بن معاذ قال:

من أكثر ذكر الموت لم يمت قبل أجله ويدخل عليه ثلاث خصال من الخير: أولها

المبادرة إلى التوبة،

والثانية

القناعة برزق يسير،

والثالثة

النشاط في العبادة.

ومن حرص على الدنيا فإنه لا يأكل فوق ما كتب الله له ويدخل

عليه من العيوب ثلاث خصال: أولها أن تراه أبداً غير شاكر

لعطية الله له، والثاني لا يواسي بشيء مما قد أعطى من الدنيا.

والثالث يشتغل ويتعب في طلب ما لم يرزقه الله حتى يفوته

عمل الدين .

سُئل ابن عياض عن ما بال الآدمي تُستنزع نفسه وهو ساكت

وهو يضطرب من القرصة قال:

لأن الملائكة توقفه يا بن آدم مثل تلك الصرعة قبل أن تذر كل غرة

فتتمنى الرجعة وتسأَل الكرة كَم من محتضر تمنَّى الصحة للعمل

هيهات حقر عليه بلوغ الأَمل أَو ما يكفي في الوعظ مصرعه أو ما

يشفي من البيان مضجعه أما فاته مقدوره بعد إِمكانه

أَما أنت عن قليل في مكانة أما اعتبرت بمن رحل أما وعظتك العبر

أما كان لك سمعٌ ولا بصر

عن ثابت البناني قال:

كان شاب له رهق، وكانت أمه تعظه، تقول: يابني، إن لك يوما،

فاذكر يومك، إن لك يوما فاذكر يومك. فلما نزل أمر الله،

انكبت عليه أمه فجعلت تقول: يابني، قد كنت أحذرك مصرعك

هذا وأقول لك: إن لك يوما فاذكر يومك.

قال: يا أمه، إن لي ربا كثير المعروف، وإني لأرجو أن لا يعدمني

اليوم بعض معروف ربي أن يغفر لي.

قال: يقول ثابت: فرحمه الله لحسن ظنه بربه في حاله تلك

قال القرطبي رحمه الله:

وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم،
ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك،

مستعداً لذلك

عرّف الماوردي المحاسبة فقال:

أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره فإن كان

محموداً أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموماً

استدركه إن أمكن وإن لم يمكن فيتبعها بالحسنات لتكفيرها وينتهي

عن مثلها في المستقبل.

قال الحسن:

المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب

يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق

الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة .