المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقلانــيِّـــون أصلا لا يعقلون -2 - ( تعريف العقل لغة واصطلاحاً )


vip_vip
08-15-2011, 02:42 AM
العقلانــيِّـــون أصلا لا يعقلون -2 - ( تعريف العقل لغة واصطلاحاً )
وحتى يتضح معنى الكلام عن العقل لا بد من أن نأصل البحث بالمادة العلمية في تعريف العقل في اللغة والاصطلاح :
أولاً: معناه في ( اللغة ) :
العقلُ: العينُ والقافُ والّلام أصلٌ واحدٌ مُطردٌ يوضح عُظم الشيء في حبسه فيه أو ما يقارب ذلك.
وهو مصدرُ ( عَقِلَ )، يَعقلُ عقلاً فهو معقولٌ وعاقلٌ.
وأصل معنى العقل: هو المنع، ويقال فيه أيضاً عَقِلَ الدواء (http://www.ataaalkhayer.com/)بطنه، أي أمسكَهُ.
وعَقِلَ البَعيرَ: إذا شُدَّ الساق إلى بقية الذراع بحبل واحد لمنعه من الهرب(1) .

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية:
(( العقلُ: مصدر ( عَقِلَ ، يَعقِلُ ، عَقلاً ) إذا ضَبطَ وأمسك ما يعلمُهُ)) (2) .
وقال أيضاً:
(( وسمي العقل عقلاً لأنه يعقِلُ صاحبه عمّا لا يَحسنُ،
وهو القوّة المتهيئة لِقبول العلم ويقالُ للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة))(3) .
ثانياً: معناه في (الاصطلاح (http://www.ataaalkhayer.com/)):
حكى شيخ الإسلام ابن تيمية اختلاف تعاريفه اصلاحاً
ولكن العقل يقع من حيث استعمالاته على أربعة معانٍ:
الأول: بمعنى الغريزة التي في الإنسان وبها يعلم يَعقِل وبه يميز عن سائر الحيوان .
الثاني: الضروريات من العلوم كالعلم بالممكنات والواجبات والممتنعات وهو تعريف الفلاسفة وأهل الكلام.
الثالث: اكتساب العلوم النظرية التي تحصل بالاستدلال ويتفاوت فيه الناس من حيث التفاضل وهو أمر جلي وبين .
الرابع: العمل بما يقتضيه العلم .
ولذلك قال الأصمعي:
العقل الإمساك عن القبيح، وقَصرُ النفس (http://www.ataaalkhayer.com/)وحبسُها على الحسن.
وقيل لرجل وصف - نصرانياً - بالعقل ( مه )
إنما العاقل من وحَّد الله وعملَ بطاعته وقال أصحاب النار
( لو كنا نسمعً أو نعقِلُ ما كنا في أصحاب السَّعير )
وعلى ذلك فليس كلُّ صاحب ( دماغ ) عاقلاً ولو ظنَّ نفسه - مفكراً
- أو وُصف بأنه - فيلسوف - أو - عقلاني - .
وفي جميع معان العقل لم يُوصف بأنه قائم بنفسه خلافاً للمتكلمين والفلاسفة ومن شايعهم،
بل العقل صفةٌ يقوم بالعاقل فتسلك به الطريق القويم من بين الطرق ولهذا صار لفظ العقل يطلق على العمل بالعلم .
أنواع العقل:
قال الإمام الحافظ أبو القاسم التيمي الأصبهاني:
(( العقَلُ نوعان: غريزي واكتسابي .
فالغريزي ما يكون موجوداً مع المولودِ، كعقله للإرتضاع،
وأكل الطعام، وضحكه ممّا يَسُرهُ، وبكاه مما لا يهواه،
وامتناعه مما يضره، كل هذا يعقله بالعقل الغريزي.
ثم يكتسبً الصبيُّ زيادةً في العقلِ على مُرور الأيام إلى أن يبلغ أربعين سنَةً،
فحينئذٍ يَكمُلُ عقلٌه قال تعالى
( حتَّى إذا بلغَ أشدَّه وبَلغَ أربَعين سنة)،
أي بَلغ كمالَ العقل، وبلغ أربعين سنة،
ثم بعد ذلك يأخذ عقلُه في النقصان إلى أن يَخرفَ.
وتلك الزيادةُ عقلٌ اكتسابيٌ، فإن العلم يكون كُلَّ يومٍ في زيادةِ،
ومنتهى تعلم العلمِ منتهى العُمُر،
فالإنسان لا يصير مستغنياً عن زيادة العلم ما دام به رَمقٌ،
وقد يستغني عن زيادة العقل إذا بلغ منتهاه .
وهذا يدل على أن العقل أضعف من العلم،
وأن الدّين لا يُدرَكُ به لضعفهِ وقلته، ويُدرَكُ بالعلم لقوتهِ كثرته.
ويدل على ذلك أن العاقل إذا جُنَّ ذهب عنه العقلُ الاكتسابيُّ،
ولم يَهتدِ إلى أمرِ الآخرة وما يتعلّق بالدِّين،
وبقي معه العَقلُ الغريزي يفعلُ ما يفعلهُ الصبي،
ولم يذهب عنه ما يتعلّق بالأمور الدنيوية، من الأكل والشربِ والإمساك عما يَضُرُّ به،
والإسراع إلى ما ينفعهُ، فدلَّ أن قليلَ العقلِ وكثيره لا مجال له في الدين ما تنضم إليه قرينةٌ)) (4) .
http://img104.herosh.com/2011/01/05/789763268.gif (http://www.ataaalkhayer.com/)http://ayyamgroup.net/wp-content/uploads/2011/06/rightAnimatedArrow1.gif
http://www.asso7ba.com/image/card/card211.gif