المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شؤون المغتربين ومعاناتهم. (1)


حور العين
01-26-2018, 07:44 PM
من: الأخت/ غرام الغرام

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

شؤون المغتربين ومعاناتهم. (1)



لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي



بسم الله الرحمن الرحيم

نجري مقابلة على الهواء مباشرةً مع الدكتور العلامة راتب النابلسي

من دمشق وسيحاوره من هنا من سيدني فضيلة الشيخ يحيى صافي.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً

فيه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

وعلى كل من سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً،

وبعد أيها الإخوة المؤمنون نلتقي معاً اليوم بمشيئة الله تعالى

وتوفيقه لنتحادث مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي

حفظه الله تعالى لنلتقي معه ونأخذ من علمه لنستفيد معاً في حياتنا

ولينير لنا درباً عسى الله سبحانه وتعالى أن يفتح على بصيرته

حتى يدخل علمه إلى قلوبنا وينقلب عملاً في حياتنا،

والأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي هو من علماء دمشق

المعروفين الذين بلغوا مراتب علمية عظيمة بتوفيق الله سبحانه

وتعالى وهو من الناشطين في العمل الدعوي على صعيد البلاد

الإسلامية وعلى صعيد العالم كله.



فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي السلام عليكم

ورحمة الله وبركاته.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ يحيى.

بارك الله فيكم وشكراً لكم على وقتكم ونعلم أن وقتكم لا يكاد يتسع

لكي تتحادثون معنا فهذا إن دل على شيء فيدل على تضحياتكم العظيمة

في سبيل الدعوة إلى الله ندعو الله عز وجل أن يجعلكم من

المخلصين ويكتب لكم الأجر والثواب.

بارك الله بكم ونفع بكم وجزاكم الله كل خير.

فضيلة الدكتور بدايةً لابد لنا من أن نسمع منكم كلمةً توجهونها إلى

العالم الإسلامي أو إلى أمة الإسلام عسى أن تكون فيها نصيحة لما

يمر فيها العالم الإسلامي اليوم.

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام سيد المرسلين

وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذه الأمة الإسلامية ذكرها

الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فقال:



{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ

الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }

[ سورة آل عمران: الآية 110]



هذه الخيرية لها علة علتها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله،

لو أن الأمة تخلت عن هذا السبب الذي بموجبه جعلها الله أمةً

خيرة فقد خيريتها، بعض الأقوام قالوا:

{ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ }

[ سورة المائدة: الآية 18]



حينما يهون أمر الله على الأمة تهون على الله هذه حقيقة مرة

ينبغي أن تكون مقدمة على الوهم المريح، وعود الله في القرآن الكريم

لهذه الأمة كثيرة جداً من هذه الوعود:

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ

كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ

وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي }

[ سورة النور: الآية 55]



وعد الله هذه الأمة بالاستخلاف هل هناك استخلاف وعدها بالتمكين

هل هناك تمكين وعدها بالتطمين هل هناك تطمين ؟

أنا أعتقد الشيخ يحيى جزاكم الله خيراً أن زوال الكون أهون على الله

من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين، والله عز وجل:

{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (87) }

[ سورة النساء: الآية 87]



{ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ }

[ سورة التوبة: الآية 111]



فإن لم يكن هذا التمكين إن لم يكن هذا الاستخلاف إن لم يكن هذا

التطمين فهناك مشكلة فهناك خلل بعلاقتنا مع الله،

الله عز وجل يقول:

{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ

يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) }

[ سورة مريم: الآية 59]



أجمع العلماء على أن إضاعة الصلاة لا يعني تركها ولكن يعني تفريغها

من مضمونها فالإنسان حينما لا يستقيم على أمر الله ويصلي فرغ هذه

العبادة العظيمة من مضمونها لأن الله سبحانه وتعالى جعل العبادات

معللة بمصالح الخلق قال:

{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ }

[ سورة العنكبوت: الآية 45]

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا }

[ سورة التوبة: الآية 103]



{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ }

[ سورة مريم: الآية 59]



ورد في الأثر القدسي:

( ليس كل مصلٍ يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي

وكف شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصية، وأطعم الجائع،

وكسا العريان، ورحم المصاب، وأوى الغريب، كل ذلك لي، وعزتي

وجلالي إن نور وجهه أضوء عندي من نور الشمس، على أن

أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا، يدعوني فألبيه ويسألني

فأعطيه، يقسم علي فأبره، أكلأه بقربي وأستحفظه ملائكتي،

مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ولا يتغير حالها. )



{ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) }

[ سورة مريم: الآية 59]