المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شؤون المغتربين ومعاناتهم. (2)


حور العين
01-29-2018, 03:29 PM
من: الأخت/ غرام الغرام

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

شؤون المغتربين ومعاناتهم. (2)



ومن أجمل ما ورد في التفاسير حول قوله تعالى:

{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) }

[ سورة الشعراء ]

القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله وسلم من

تصديق خبر يتناقض مع وحي الله وسلم من تحكيم غير شريعة الله

وسلم من عبادة غير الله، أساساً حينما يقول الله عز وجل:

{ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ }

[ سورة النور: الآية 55]



أي دين وعدهم بالتمكين ؟ الدين الذي يرتضيه فإن لم يمكنوا في

الأرض فمعنى ذلك أن دينهم الذي هم عليه بمظاهره بارتباطه بالعادات

والتقاليد ببعده عن الالتزام بالمظاهر التي يحرصون عليها دون أن

يكونوا عند الأمر والنهي هذا الدين الاستعراضي لا الدين الحقيقي

هذا الدين لم يرتضيه الله لنا لذلك لن نمكن في الأرض يجب أن نبحث

عن الخلل يجب أن نواجه الحقيقة بجرأة لا ينبغي أن نتوهم أننا أمة

محمد وأننا أمة خيرة وأننا أمة تفوق الأمم، العلماء اضطروا إلى أن

يقسموا أمة محمد إلى أمتين الأمة الأولى أمة الاستجابة

قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }

[ سورة الأنفال: الآية 24]



والأمة الثانية أمة التبليغ إن لم نستجب لأمر الله إن لم نقم الإسلام في

بيوتنا وفي أعمالنا وفي كسب أموالنا وفي إنفاق أموالنا وفي علاقاتنا

الاجتماعية إن لم يكن الإسلام موجوداً في حياتنا فنحن أمة التبليغ

وليس أمة الاستجابة أمة كأية أمة لا يمكن أن نمتاز عنها بشيء

القضية الدقيقة هو أن الله سبحانه وتعالى حينما قال:

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ

يَسْتَغْفِرُونَ (33) }

[ سورة الأنفال: الآية 33]



حار العلماء في هذه الآية هي في حياة النبي واضحة مادام النبي

بين ظهراني أمته هم في مأمن من عذاب الله لكن حينما ينتقل النبي

إلى الرفيق الأعلى ما معنى الآية ؟ قال علماء التفسير ما كان الله

ليعذب المسلمين وسنة النبي في حياتهم موجودة قائمة هم في

بحبوحتين بحبوحة تطبيق السنة وفي بحبوحة الاستغفار فإن كانوا

غارقين في الانحرافات وفي المعاصي والآثام في علاقاتهم في كسب

أموالهم في تربية أولادهم ثم هم لا يستغفرون بل هم معرضون

لما يجري وهذا الذي جرى يؤكد هذه الآيات ونرجو الله سبحانه

وتعالى أن نتخذ درساً بليغاً مما جرى لأنه من لم تكن له موعظة

بالمصيبة فمصيبته في نفسه أكبر هذه حقيقة مرة لا أحب أن

أجامل بها إطلاقاً كان من الممكن أن أثني على المسلمين وأن أثني

على انتمائهم الديني وعلى عقيدتهم وعلى أنهم أمة الوحيين لكن

هذا الآن لا يجدينا يجدينا الحقيقة المرة يجدينا أن نسأل لماذا تخلى

الله عنها فيما يبدو ؟

إذا كان أصحاب النبي وهم صفوة البشر وفيهم سيد البشر حينما لم

ينصاعوا لأمره في أحد خذلهم الله عز وجل وحينما اعتدوا في

أنفسهم وقعوا في الشرك الخفي في حنين أيضاً لم ينتصروا،

في أحد لم ينتصروا لأسباب سلوكية وفي حنين لم ينتصروا لأسباب

اعتقادية وهم نخبة البشر وفيهم سيد البشر فكيف بأمة فيها من

المخالفات والمعاصي والآثام ما لا سبيل لحصره ثم فيها من

الشبهات والضلالات والبدع ما لا سبيل إلى حصره فما لم نعد

إلى ديننا إلى قرآننا ما لم نهيء أنفسنا لتلقي النصر الإلهي فالأمر

يبدو شبه مستحيل ذلك أن النصر لا يأتي بين عشية وضحاها

من السذاجة وضيق الأفق وسوء النظر أن نظن أن تأتي معجزة

فننتصر، الانتصار يحتاج إلى إعداد قال تعالى:

{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) }

[ سورة الروم: الآية 47]



قال تعالى:

{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ }

[ سورة الأنفال: الآية 60]

شرطان كل منها شرط لازم غير كاف أن نؤمن الإيمان الذي يحملنا

على طاعة الله ثم أن نعد القوة المتاحة وأنا أقول المتاحة وهذا من

رحمة الله بالأمة لسنا مكلفين أن نعد القوة المكافئة بل أن نعد القوة

المتاحة إذا آمنا الإيمان الحق الذي يحملنا على طاعة الله.

من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة قيل وما حقها يا رسول الله ؟

قال أن تحجزه عن محارم الله.

والإيمان الذي يحملنا على طاعة الله أولاً ثم أن نعد القوة المتاحة

ثانياً نكون عندئذ قد أخذنا بأسباب النصر يجب أن نعتقد أن النصر

من عند الله وأن الله وحده هو الذي ينصر وأن الله سبحانه وتعالى

بيده مقاليد كل شيء وأن الله جل جلاله إليه يرجع الأمر كله فلنعبده

ولنتوكل عليه بل ما أمرنا أن نعبده إلا بعد أن طمأننا أن الأمر كله

عائد إليه هذه حقيقة لابد أن تكون واضحة عند المسلمين ذلك

أن الإسلام يتحرك وفق تصورات إن تصور أن النصر بيد زيد

أو عبيد فالنصر بعيد عنه بعد الأرض عن السماء أما إن تصور

أن النصر بيد الله وحده وأن لله شروطاً لهذا النصر من هذه

الشروط أن نؤمن وأن نستقيم قال تعالى:

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) }

[ سورة البقرة: الآية 186]



ثم لابد من أن نعد لأعدائنا القوة المتاحة، قال تعالى:

{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ

عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }

[ سورة الأنفال: الآية 60]

وجاءت القوة نكرةً كي تشير إلى كل أنواع القوى.

فضيلة الدكتور المقدمة الطيبة إظهار وضع هذه الأمة ووضع المشاكل

التي تعاني منها واختصارها وهو بالبعد عن منهج الله تعالى في الحياة

ننتقل معكم لنطرح عدة مشكلات اجتماعية تعاني منها أمتنا في العالم الإسلامي

وخصوصاً عندنا في الجالية الإسلامية بعضاً منها لنتحدث

معكم عن بعض هذه المشكلات وما يمكن أن تطرحوه معنا من حلول.

تفضلوا.

من هذه المشكلات الفساد قد انتشر ووسائل الإعلام لها دور كبير في انتشاره

ونحن في ناحيتين مهمتين أولاهما الإنترنت وثانياً الفضائيات

لهما الأثر الكبير على انحراف الأولاد وعلى انحراف الآباء والأمهات

وعلى امتداد المجتمع تقريباً بتفكيره وسلوكه من اتباع منهج الله تعالى

إلى اتباع منهج الكفر فما هي النصائح التي توجهونها إلى من تكون

عندهم هذه الوسائل وكيف هو السبيل، هل هو في ضبطها والحفاظ

على نظام معين معها أو بالابتعاد عنها مطلقاً ؟

الحقيقة أن الفساد قد انتشر فقد قال الله عز وجل:

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ }

[ سورة الروم: الآية 41]

إن هذا الفساد بسبب سعي الإنسان إلى اقتناص الشهوة المحرمة.