المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كن من الصفوة


حور العين
02-04-2018, 05:40 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

كن من الصفوة

عندما يقذف الله في قلبك الانتباه واليقظة من الغفلة،

تصبح بعدها صاحب هم وقضية،

من الذين وصفهم ابن الجوزي بقوله:

( إن من الصفوة أقواماً منذ استيقظوا ما ناموا ومنذ قاموا ما وقفوا،

فهم في صعود وترق، كلما قطعوا شوطاً نظروا، فرأوا قصور

ما كانوا فيه فاستغفروا)

قد تكون لحظة واحدة تجعل دين الله في بؤرة تركيزك.

فرق بين أن تظن نفسك مُلك نفسك وفي المقابل

أن تفهم جيدا أنك قد اشتُريت:

{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ }

فرق بين أن تحس أنك سيد يتفضل بالطاعة وقتما شاء،

وأن تحس بأنك في غير طاعتك عبد آبق من سيده.

فرق بين أن تـُحَجِّم الإسلام في كيانك وبين أن تخضع له...

بين أن تأخذ منه بقدر ما تريد، وبين أن تهبه نفسك بقدر ما يتطلب منك...

بين أن تسمح له بالتمدد في حياتك بقدر ما تشاء

وبين أن تكون زيتا يمد شعلته بالبقاء.

فرق بين أن تكون الحالة المبدئية لديك أنك لست مطالبا بشيء أكثر

من "الفروض" فما كان زيادة على ذلك فهو منة! وفي المقابل أن تكون

الحالة المبدئية أنك لله تعالى، فأيما وقت صرفته في غير مهمتك أحسست

أنك تختلسه وتسرقه لا حق لك فيه.

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }

فرق بين التعامل مع نصرة الدين على أنها القضية الكبرى في الحياة،

وبين التعامل معها ككمالية من الكماليات!

إنه الفرق الذي ستدركه عندما يقذف الله في قلبك اليقظة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( المؤمنون هينون لينون ؛ مثل الجمل الألف الذي

إن قيد انقاد وإن سيق انساق وإن أنخته على صخرة استناخ )

السلسلة الصحيحة للالباني المجلد الثاني :رقم الحديث(936).

قال ابن الجوزي رحمه الله:

... تَأَمَّلْتُ إقْدَامَ أَكْثَرِ الْخَلْقِ عَلَى الْمَعَاصِي فَإِذَا سَبَبُهُ:

حُبُّ الْعَاجِلِ

وَالطَّمَعِ فِي الْعَفْوِ

وَإِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ الصُّوفِيَّةِ إذَا مَاتَ لَهُمْ مَيِّتٌ كَيْفَ يَعْمَلُونَ دَعْوَةً

وَيَرْقُصُونَ وَيَقُولُونَ وَصَلَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أَفَأَمِنُوا أَنْ يَكُونَ وَقَعَ فِي عَذَابٍ؟!

فَهَؤُلَاءِ سَدُّوا بَابَ الْخَوْفِ وَعَمِلُوا عَلَى زَعْمِهِمْ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالشَّوْقِ

وَمَا كَانَ الْعُلَمَاءُ هَكَذَا...

[الآداب الشرعية لابن مفلح: ج: 1/ ص: 137/ دار ابن حزم/ ط:2