المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاختلاط. (2)


حور العين
02-26-2018, 05:58 PM
من: الأخت/ غرام الغرام


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الاختلاط. (2)

مهمة الشيطان تزيين الحرام للناس :

أولاً:

أيها الأخوة، كتقريب للموضوع، لو قلنا لطيار يقود طائرة وسلامة

خمسمئة راكب في رقبته: دعك من هذه الغرفة الضيقة واخرج، دع

هذه الغرفة، هنا مكان قيادته، وبقاؤه وراء مقود الطائرة، ومراقبته

لأجهزة الطائرة ضمان لسلامة الركاب، فالمرأة صُممِّت لتكون أمًّا،

بل إن الذي يلفت النظر أنَّ المرأة في الإسلام لها قُدسية،

بحيث لو مات زوجها مدافعاً عنها مات شهيداً، ولو مات أخوها دفاعاً

عنها مات شهيداً، ولو مات ابنها دفاعاً عنها مات شهيداً.

أيها الأخوة الكرام، أرأيتم إلى هذه المكانة العَلِيَّة؟ أنَّ الرجل زوجاً كان،

أو أباً، أو ابناً، أو أخاً، إذا قُتل وهو يدافع عن زوجته، أو أمه، أو أخته،

أو ابنته يموت في سبيل الله، فكيف أصبحت أعراض المسلمين كلأً

مشاعاً بين الناس؟ كيف أن المرأة خرجت مُتفلتة؟ كيف أن هذه

العلاقات وتلك المناسبات وهذه الحفلات كلها اختلاط؟

وكل عين رجل على امرأة، وكل عين امرأة على رجل، وكل امرأة

بحكم وسوسة الشيطان تستلطف غير زوجها، وكل زوج يستلطف

غير زوجته، مهمة الشيطان الأولى أن يُزَيِّن لك الحرام، أن يُبعدك

عن الحلال، يُبَغِّض لك زوجتك، وأن يُحبب لك نساء الآخرين،

هذه مهمة الشيطان.

أيها الأخوة الكرام، المرأة التي سمع الله شكواها من فوق سبع سموات،

قال تعالى:

{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ }

[ سورة المجادلة: 1 ]

جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله إن

زوجي تزوجني وأنا شابة، ذات أهل، ومال، وجمال، فلما كبرت سني،

ونثرت بطني، وتفرق أهلي، وذهب مالي، قال: أنت عليّ كظهر أمي،

ولي منه أولاد إن تركتهم إليه ضاعوا- أنا أُربِّيهم- وإن ضممتهم

إليّ جاعوا، هو ينفق عليهم.

أرأيتم إلى هذين الدورين المتكاملين؟ أنا أُرَبِّي، أنا أُخَرِّج أبطالاً،

أنا أصنع رجالاً، أنا أقدم للوطن عناصر مفيدة ومنضبطة وصادقة

وأمينة، وهو ينفق علينا، أما حينما تركت المرأة بيتها واختلطت مع

الرجال فقدت أنوثتها، وفقد الرجل رجولته، ومن علامات قيام الساعة

أن النخوة تُنزَع من رؤوس الرجال، وأن الحياء يذهب من وجوه

النساء، الله عز وجل يقول:

{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }

[ سورة النساء: 34 ]

أنت مُفَضَّل بخصائص هي لك مِيزات ولزوجتك نقائص، وهي مُفَضَّلة

عنك بخصائص هي لها ميزات ولك نقائص.

المهمة الخطيرة التي أُنيطت بها المرأة :

أيها الأخوة الكرام،

قال تعالى:

{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ

وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ

أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ

اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً }

[ سورة الأحزاب : 33-34]

ما معنى قوله تعالى: وقرن في بيوتكن، أي أنتن تقمن بأخطر

مهمة في الحياة، تربية الأولاد:

الأم مدرسة إذا أعددتـــها أعددت شعباً طيب الأعراق

الأم التي تُرَبي أولادها تُقدم أكبر خدمة للمجتمع، تُربيهم على الصدق

والأمانة والعفة والاستقامة، وترعى أجسامهم ومصالحهم وعقولهم ودراستهم وحاجاتهم.

يا أيها الأخوة،

هل من عمل في الإسلام أفضل من الجهاد؟ إنه ذروة سنام الإسلام،

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ )

[ مسلم عن أبي هريرة]

كيف يقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:

( انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن

تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله

- أي يعدل الجهاد في سبيل الله - )

[ ابن عساكر وأخرجه البيهقى في شعب الإيمان عن أسماء

بنت يزيد الأنصارية ]

أية امرأة تقرأ هذا الحديث فتُعظِّمه وتعمل به؟ ولو عملت نساء ا

لمسلمين بهذا الحديث لَكُنَّ بحال غير هذا الحال.

أيها الأخوة الكرام،

لا شك أنك إذا أمرت طالباً مجتهداً متفوقاً أن يجتهد، فلأن يكون هذا

الأمر موجَّهاً إلى مُقصِّر من باب أولى، فإذا أُمرت نساء النبي

وزوجاته وبناته أن يقررن في بيوتهن، وهنَّ على ما هُنَّ عليه من

رِفعة المقام، وعلو الشأن، وطهارة النفس، فلأن يكون هذا الأمر

مُوجَّهاً إلى عامة نساء المؤمنين من باب أولى، لكن في الآية

مُلْمحاً لطيفاً، وهو أنّ هذه المرأة حينما تَقَرُّ في بيتها، وتعتني

بأولادها وتربيهم، وترعى زوجها، قال:

{ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ }

[ سورة الأحزاب: 34 ]

أي حينما تشغل نفسها بالعلم الشرعي، بمعرفة الله وكتابه، بمعرفة

سُنَّة رسول الله، هذه المهمة الخطيرة التي أُنيطت بها تتناسب مع

هذه المعرفة، أما حينما تقبع في بيتها لتُطالع كل قصة سخيفة، أو

كل مشهد مؤثِّر لا يعني إلا التفلت من منهج الله، حينما تتغذى بما

يرسله إليها أعداء المسلمين من برامج ومن مسلسلات، طبعاً هذه

التغذية لا تسمح لها أن تقبع بالبيت، لأنها غُذِّيت أن تخرج من البيت،

وغُذِّيت أن تكون ندَّاً للرجل، وغُذِّيت أن تقتحم مجتمع الرجال،

وغُذِّيت أن تسترجل، وتكون بعيدة عن الأنوثة المُحببة،

دققوا أيها الأخوة في قوله تعالى في قصة سيدنا شعيب:

{ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ }

[ سورة القصص: 25 ]


ما الذي يلفت نظر الرجل للمرأة؟ حياؤها، وما الذي يلفت نظر

المرأة للرجل؟ قوته، قالت:

{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }

[ سورة القصص:26 ]

الذي يلفت نظر المرأة في الرجل قوته وأمانته، لا تخنُثه وتكَسُّر كلامه،

والذي يلفت نظر الرجل في المرأة حياؤها، لا وقاحتها، ولا استرجالها،

ولا بعدها عن أنوثتها.