المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاختلاط. (3)


حور العين
02-27-2018, 05:40 PM
من: الأخت/ غرام الغرام


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

الاختلاط. (3)

الحجاب عبادة خاصة بالمرأة :



أيها الأخوة الكرام،

قال تعالى:



{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ

مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً }

[ سورة الأحزاب: 59]



أي حينما تتحجب المرأة تؤكد بحجابها أنها مسلمة وأنها مؤمنة وهذا

أدنى ما يُعَرِّف بها لا أقصى ما يُعَرِّف بها، أي حينما ترى طالباً يرتدي

زي الفتوة هذه الثياب تُشعر أنه طالب ثانوي، وقد يكون مطروداً

من كل المدارس، وقد يكون كسولاً، وقد نال درجات الصفر في كل

المواد، لكن هذه الثياب التي يرتديها مُشعِر بدائي، أقل ما يُشعر

أنه طالب علم، وهذا الحجاب الذي ترتديه المرأة هو أبسط ما يُشعر

أنها مؤمنة، بل إن بعض النساء يا أيها الأخوة الكرام يشتَكِين أن

الرجال لهم عبادات خاصة، لهم الجهاد، لهم حضور الجُمَع والجماعات،

وغاب عن المرأة أنّ لها عبادة مستقلة بذاتها، إن لها عبادة تُميزها

عن الرجل، ما هذه العبادة؟ إنها عبادة إعفاف الشباب بحجابها،

لأن الرجل قد يرتدي ثياباً خفيفة في الصيف، ويستعمل حريته في

ارتداء الثياب، لكنّ المرأة المسلمة وإن كان الحرُّ شديداً لا يُتيح لها

دينها أن تخفف من ثيابها، لذلك هي مأمورة أن ترتدي الثياب السابغة،

والثياب الثخينة لئلا تُشِفّ عن لون جلدها، ولا عن حجم أعضائها،

إنها بهذا تتخلى عن بعض حريتها في سبيل طاعة ربها،

إنها عبادة المرأة، عبادة خاصة بالمرأة.

أيها الأخوة الكرام،

إن الله عز وجل يقول:

{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ }
[ سورة النور: 30 ]



هذا الذي يقوله الله عز وجل أطهر لكم أيها المؤمنون حينما تغضوا

أبصاركم، وأطهر لكنّ أيتها المؤمنات حينما تغضضن أبصاركن.



تحريم الإسلام جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المُحرَّمة :



أيها الأخوة الكرام، الإسلام في حقيقته حرَّم جميع الوسائل والذرائع

الموصلة إلى الأمور المُحرَّمة، حرَّم على المرأة المسلمة الملتزمة أن

تخضع بالقول للرجال،

قال تعالى:

{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً }

[ سورة الأحزاب: 32 ]



كلام فيه تكسُّر، فيه مُلاينة، حينما تشتري المرأة من البائع قد تُلين

له القول، وقد تتكسر في حركتها، وقد تخضع بالقول فيطمع الذي

في قلبه مرض،

وقال:

{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ

فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً }

[ سورة الأحزاب: 32 ]



قال سيدنا موسى: ما خطبك؟ فأجابت:

{ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }

[ سورة القصص: 23 ]



حينما دعته إلى تناول الطعام عند أبيها ماذا قالت؟ لم تقل له:

إن أبي يدعوك وسكتت، لماذا؟ ما المناسبة؟ عندها سيصير هناك

حوار، وإنما قالت:

{ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }

[ سورة القصص: 25 ]



كلام لا يحتمل الرد ولا المناقشة ولا الحوار، ماذا قال سيدنا موسى لهما؟ قال:

{ مَا خَطْبُكُمَا }

[ سورة القصص: 23]

مع أنّ هناك كلاماً آخر يُقال فيه مُلاينة، فيه تطويل، فيه تشقيق:

{ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }

[ سورة القصص: 23 ]



هكذا تتحدث المرأة مع الرجال بكلام مقتضب، بكلام لا يحتمل التأويل،

بكلام لا يحتمل السؤال والجواب والحوار، بكلام موجز، بنبرة جادة،

لكن حينما ترقق له الكلام يرقق لها الكلام، حينما تُظهر مفاتنه يُثنون

على مفاتنها ومن هنا تبدأ المشكلة، لذلك أيها الأخوة هناك في الإسلام

توجيه رائع، أي أحياناً بعض المعاصي لها قوة جذب، فمثل هذه المعاصي

أنت لست مكلفاً أن تبتعد عنها، أنت مكلف أن تبتعد عن أسبابها،

وهذا معنى قوله تعالى:

{ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا }

[ سورة الإسراء: 32 ]

لو أنّ هناك تيار توتر عال، وأردت أن تُحذِّر الناس منه، ولهذا التيار

منطقة تزيد عن ثمانية أمتار لو دخله إنسان لجذبه التيار، هناك قوة

جذب، أنت إن أعلنت عن خطر هذا التيار تقول: على السادة المواطنين

ألا يمسوا هذا التيار أم ألا يقتربوا من هذا التيار؟

وهذا معنى قوله تعالى:

{ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا }

[ سورة البقرة: 187 ]

الفاحشة لها مقدمات، المسلمون منهيون عن مقدماتها، عن الاختلاط،

عن صحبة الأراذل، عن التنزه في الطرقات، عن الحديث عن النساء،

عن إطلاق النظر، عن قراءة الأدب المكشوف، عن متابعة المسلسلات الفاضحة،

هذا كله منهي عنه المؤمن، لذلك هو يبتعد عن أسباب الفاحشة،

وكأنه في حصن حصين، وقد قال بعض العلماء: إن الله سمى مكث

المرأة في بيتها قرارة،

قال تعالى:

{ وَقَرْنَ }

[ سورة الأحزاب : 33]

أي المرأة تستقر في بيتها، ترتاح نفسها، تسكن روحها، تطمئن،

أما إذا خرجت هناك من يُسمعها كلمة، هناك من تنظر إليه فتُعجب به،

هناك مشكلات فالأصل أن تَقرَّ في البيت، وتخرج عند الضرورة دون

أن تُظهر من مفاتنها شيئاً، لذلك نهى الإسلام عن الخضوع بالقول،

وأمر بغض البصر، ونهى عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق

إلا مع ذي مَحرم، ونهى عن السفر مع المرأة الأجنبية أيضاً:

قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( .... وَلَا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ .... )

[متفق عليه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]

كل هذا رداً لذريعة الفساد وإغلاقاً لباب الإثم، أساساً في الأمن الجنائي

عندهم قاعدة ذهبية: أن في كل جريمة فتش عن المرأة،

وأنا أُعدِّل هذه المقولة: وفي كل مشكلة في العالَم فتش عن المعصية.

ما من مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب خروج عن منهج الله :



ما من مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب خروج عن منهج الله، وما

من خروج عن منهج الله إلا بسبب الجهل، والجهل أعدى أعداء

الإنسان، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به،

صدقوني أيها الأخوة مع أنها قصة طريفة قبل سبعة وعشرين عاماً

في هذا المسجد في بدايات خُطَبي خرجت إلى صحن المسجد، فإذا رجل

يبكي قال لي: عندي مشكلة كبيرة، قلت له: ما هي؟

قال لي: زوجتي تخونني ولي منها خمسة أولاد، قلت: مع مَنْ؟

قال: مع جاري، قلت له: كيف عرفت جارك؟ قال لي: والله مرة

زارنا في البيت ليسهر عندي، وأردت لها ألا تجلس وحدها فقلت لها:

يا أم فلان تعالي اجلسي معنا هذا مثل أخيك، وكان هذا سبب الخيانة الزوجية،

والله هناك آلاف القصص، صدقوني إني سمعت قصصاً

في هذا العمر في الدعوة بالآلاف، كل هذه القصص والفجائع والطلاق

والتشريد نتيجة الاختلاط، شيء خطير جداً لأن الله ركَّب في الإنسان

حبَّ النساء

قال تعالى:

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ }

[ سورة آل عمران: 14 ]



هذا تزيين الله، الشيطان له تزيين آخر، الشيطان يُزيِّن امرأة الجار،

امرأة الصديق، يُزيِّن المرأة الأجنبية، يُريها للرجل ملكة جمال

ولا يُري زوجته له كذلك، لذلك حينما ينساق الإنسان مع وساوس الشيطان يقع

في شر عمله، ما اخترتُ هذا الموضوع والله عبثاً مع أنني ذكرته كثيراً،

الله عز وجل في القرآن الكريم ذكر بعض القصص سبع عشرة مرة،

لأنه موضوع خطير، كلما يأتيني اتصال هاتفي تُعرض فيه مشكلة

أعرف أن سببها الاختلاط إما من الزوجة الشاردة أو من الزوج الشارد،

والثمن الأطفال هم من يدفعون الثمن باهظاً، يجب أن تبقى عند حدود

الشرع، فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ )

[متفق عليه عَنْ أسامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]

ويقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى

اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( اتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاء )

[ متفق عليه عَنْ أسامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]