تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليتني ... أكون ( جوال )


حور العين
04-26-2018, 04:40 AM
من:الابنة / أسماء المرسى


http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

ليتني ... أكون ( جوال ) !!

طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا
موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون .

وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ
فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء .

وصادف ذلك دخول زوجها البيت ، فسألها : ما الذي يبكيكِ ؟
فقالت : موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ .

فسألها : وماذا كتب؟
فقالت له: خذ إقرأ موضوعه بنفسك!
فأخذ يقرأ :
إلهي ، أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً جداً
وهو أن تجعلني جوال !!!
فأنا أريد أن أحل محله !

أريد أن أحتل مكاناً خاصاً في البيت !
وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة
أو توجيه أسئلة أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل !

أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل
حتى وهو مرهق وأريد من أمي
أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة ،
وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي .

أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي !

وأخيراً وليس آخراً، أريد منك يا إلهي
أن تقدّرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً .

يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي جوال .!!

انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال :
يا إلهي ، إنه فعلاً طفل مسكين ، ما أسوأ أبويه !!

فبكت المعلمة مرةً أُخْرَىْ وقالت : إنَّه الموضوع الذي كتبه ولدنا .....

تذكرت حينها قصة ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل
( النت) بيته ولما سُئِلَ عن السبب

قال : لأنه يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته ،
ويُنَغِّصُ عَلَيْنَا حَيَاتَنَا !!

قال ناصح :
التقنيات الحديثة .. بدأت ( تسرقنا ) من أهلنا ,أطفالنا ..
بل تسرق مشاعرنا وعواطفنا ..

واتس اب ... سناب شات ... تويتر... الخ !!

الأبناء .. هم رأس المال وامتداد العمر والاستثمار الرابح . . .
عيشوا معهم . .
ولا تعيشوا لأجلهم . .

فأفضل ما يصنع الشخصيّة ( السويّة ) في الطفل هو ( حسن القدوة )
والقرب العاطفي من الآباء سيما في مراحل عمرهم الأولى .. وقبل عمر
( المراهقة والتكليف)