المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4158


حور العين
05-19-2018, 11:10 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

لعلكم تتقون

التقوى.. ذلك الوصف المُحبب؛ الذي يجاهد لتحقيقه المؤمنون، ويتشرف
بالاتِّسام به الصالحون.. وينتحله المبطلون، وحتى يدَّعيه المنافقون!
فمن رام صدق الوصف فقد جاءت فرصة كريمة، تفضل الله الكريم بها
على خلقه.. لعلهم يتقون!

بل فرضها عليهم فرضًا لضرورة الدواء لمجموعة من الأدواء...
لعلهم يتقون! إنها فرصة الصيام، الذي يقول الله تعالى لنا عنه:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة:183].

والصيام يحقق التقوى بأمور عديدة وفي صورة كثيرة، منها:
أنه بالصيام تضيق مجاري الشيطان، فتثقل فورة الدم، فينخفض تسلط
الشيطان على الإنسان، فيكون أقرب إلى التقوى.

أنه بالصوم يترك غضبه ويذكر نفسه وغيره: "اللهم إني صائم" فيترك
الغضب وما تبعه فيسلم ويسلم الناس منه.. وذلك نوع من التقوى ومظهر
من مظاهرها.

أنه بالصيام يمس الإنسان خنق العطش وقَرص الجوع، فيصبر وهو
المختار لذلك، ولسويعات فقط، فيتذكر الفقراء الصُّوم وهم مفطرون طيلة
العام، فقرًا وخصاصة، فيشفق عليهم ويرقّ لحالهم فيصلهم بالصدقة
والرعاية، وذلك نوع من التقوى ومظهر من مظاهرها. وتمتد أعصاب
حسه إلى ملايين المسلمين الذي يعيشون تحت القهر والاستعباد،
يُصب من فوق رؤوسهم الموت بآلة الحرب الخبيثة، مع ما يتفجر
من تحت أقدامهك منها، مع ما ينهش بطونهم من جوع وعطش،
وما يفترس أجسادهم من مرض، وهم لا ماء ولا غذاء ولا دواء
ولا غطاء.. فيتداعى لها كما يتدعى الجسد بالسهر والحمى إذا اشتكى منه
عضوٌ واحد، فما بالك إذا كان المشتكي هو الجسد كله؛ ألا يحس به العضو
الحيّ؟! هكذا.. وإلا فتقوى ناقصة لصيام أجوف.

وهكذا يتبادل الصيام مع التقوى التأثير المتبادل حتى يتحقق أحسن صومه
وأتمه، وبه يصل إلى أعلى درجات التقوى وأسماها

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين