المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (9)


حور العين
06-23-2018, 05:11 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (9)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

البشر عند الله صنفان لا ثالث لهما:

أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين
آمنوا وآية اليوم:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ
فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ(254) }

( سورة البقرة)

لابدّ من مقدمة، هؤلاء البشر الستة آلاف مليون، أو هؤلاء البشر من
آدم إلى يوم القيامة مصنفون في مقاييس البشر بمئات التصنيفات،
لكنهم جميعاً عند الله صنفان لا ثالث لهما، صنف عرف الله فانضبط
بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة، وصنف
غفل عن الله وتفلت من منهجه، وأساء إلى خلقه، فشقي وهلك في الدنيا
والآخرة، ولن تجد صنفاً ثالثاً، قد يقول أحدكم ما الدليل ؟ لولا الدليل
لقال من شاء ما شاء، الدليل قوله تعالى:

{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) }

( سورة الليل )

1 ـ صنف عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد
في الدنيا والآخرة:

متنوع مليون اتجاه لكنهم جميعاً يصبون في خانتين، دقق:

{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }

( سورة الليل )

بنى حياته على العطاء، بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء،
يعيش ليعطي من كل شيء، من علمه، من ماله، من جاهه، من وقته،
من خبرته، من عضلاته:

{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى }

( سورة الليل )

واتقى أن يعصي الله، يعني استقامة وعمل صالح:

{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }

( سورة الليل )

من بنى حياته على العطاء ساق الله له كل شيء لصالح دخوله الجنة:

الترتيب يبدو معكوساً هو صدق بالحسنى، صدق أنه مخلوق للجنة،
وأنه جاء إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة، الاستقامة سلبية والعمل الصالح إيجابي،
الاستقامة ما غششت، ما أكلت مالاً حراماً، ما اغتبت، ما أسأت،
ما كذبت، سلبية، أعطى من وقته، من ماله، من علمه، من خبرته،
من جاهه:

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) ْ}

( سورة الليل )

هذا أول صنف، هذا الصنف في جميع البلاد موجود، أعطى واتقى
وصدق بالحسنى، أي صدق بالحسنى فاتقى أن يعصي الله، فبنى حياته
على العطاء، يعني أعطى لأنه صدق بالحسنى، اتقى لأنه صدق بالحسنى، الرد الإلهي
لكل واحد منا:

{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) }

( سورة الليل )

سوف يسوق له ربنا كل شيء لصالحه، لصالح سعادته، لصالح سلامته، لصالح فوزه،
لصالح دخوله الجنة:

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) }

( سورة الليل )