المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد فسخ الخطبة ازداد تعلقه بها


حور العين
07-07-2018, 07:46 AM
من الإبنة / إسراء المنياوى

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

بعد فسخ الخطبة ازداد تعلقه بها

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال

♦ الملخص:
شابٌّ خطب فتاةً، لكنه كان معترضًا على لباسها الضيقِ، وعندما ناقَشَها
في لباسها رفَضَتْهُ وفسخت الخطبة، وهو ما زال يَتَأَلَّم على فراقها.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطبتُ فتاةً منذ شهرين بعد أن أُعجِبْتُ بجمالِها وقوامها، لكنها منذ
الجلسة الأولى اشترطتْ عليَّ ألا أتدخَّل في ملابسها؛ فهي محجبةٌ؛
لكنها لا ترتدي اللباسَ الشرعيَّ! فوافقتُ، وقلتُ في نفسي:
لعلي أُغَيِّرها مع الوقت!

بعد فترةٍ مِن الخِطبة عَرَضْتُ عليها موضوعَ تحسين لباسها فرَفَضَتْ،
وحدثت مشكلات كثيرة بيني وبينها، وفي النهاية وافقتْ على لبس
ملابس واسعة، وَوَعَدَتْ باللباس الشرعيِّ عندما تقتنع به بعد الزواج، فوافقتُ
لأني أحبها، إلا أن المشكلات كثرتْ ولم تنتهِ، فقامتْ بفسخ الخطوبة.

بعد الخطبة حاولتُ الإصلاح فرفضتْ، ولا أدري ماذا أفعل؟ فقد مرّ
َ شهران على فسخ الخطبة، لكني لم أنسَها.
مِن داخلي أتألم كثيرًا عليها، مع أنني على يقينٍ بأني على خطأ،
وأعلم أنه كان ينبغي أن أختارَ صاحبة الدين والخُلُق مِن البداية،
وأعلم أن تفكيري خطأ، لكن كل ظني أني سأصلحها بعد الزواج.
للأسف ما زلتُ أحبها، وكلما تذكرتُها أتَقَطَّع ألمًا عليها!
أريد نصيحتكم، ماذا أفعل؟
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه
ومَن والاه، أما بعدُ:
فجزاك الله خيرًا أيها الأخُ الكريمُ لصِدْقك الشديد مع نفسك، وخشيتِك
على دينِك، أسألُ اللهَ أن يَشْرَحَ صدرَك، ويُيَسِّرَ أمرَك، وأن يُعيذَكَ مِن
شر سَمْعِك، ومِن شرِّ بصرِك، ومِن شرِّ قلبك.

لا يخفَى عليك أخي الكريم أن تعلُّق القلبِ بحبِّ امرأةٍ لا سبيل إلى
الزواجِ منها، يُؤثِّر على القلبِ تأثيرًا سيِّئًا، ولعل هذا هو السبب في
انزعاجك ومحاولاتك الصادقة لأَخْذِ نفسِك بالحزم، غير أني لا أُوافِقُ على إحساسك
أنك لو تزوجتَ ستظل تُحب تلك الفتاة؛ لأمرٍ يسيرٍ، وهو: أنَّ الله تعالى
قد وَعَد بالعونِ والهدايةِ وتيسير أسباب الهداية لكلِّ مَن جَدَّ واجتهد وجاهَد
نفسَه في ذات الله تعالى، وأراد الهدايةَ، وسعَى لها سعيَها، وبَذَل وُسْعَهُ
، فإنَّ الله تعالى لا يَحْرِمُه منها، ويَحْصُل له من الهداية والمعونة على
تحصيلِ مَطْلُوبِه أمورٌ إلهيةٌ خارجةٌ عن مُدرَك اجتهاده؛
قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
[العنكبوت: 69]،
فهذه الآية الشريفةُ تُطمئنُّ كلَّ مَن اتَّجَه إلى هدى الله أنه سيُمْنَحُ
ذلك الخيرَ الكثير.

كما أنَّ كلَّ مَن يَعمُر قلبه بِحُبِّ الله تعالى الذي يُوجِبُ عبادتَه، وبِحبِّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يَقتَضِي طاعته واتِّباعه طريقَه
المستقيم - كلُّ مَن حرَص على ذلك يَنْصَرِفُ قلبُه عن كل حبٍّ يُخالِفُ
حبَّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ حتى ينقلبَ حبُّ تلك الفتاة
بُغضًا في الله؛ لما هي عليه مِن معاصٍ، هداها الله.

هذا؛ وسأُلَخِّص لك بعض الأمور التي تستعين بها على نسيانها:
• الأولى:
قراءة القرآن بتدبُّر، والمحافَظة على الأذكار والأدعية الواردة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• الثانية:
تكلَّفْ نسيانَها حتى تصيرَ ملَكةً عندك، ولا يكون ذلك إلا بقَطْع
أيَّة خاطرةٍ تُذَكِّرك بها، والبُعدِ عن كلِّ ذكرى معها.
• الثالثة:
البحث عن زوجةٍ صالحة.
• الرابعة:
شَغْل النفس بما يَعودُ عليك نفعُه، فالفراغُ وعاءٌ للتفكير، فاملأْ
وقتَك بعملٍ نافعٍ دينيٍّ أو مباحٍ، ولا تدَعْ للشيطان ووسوستِه سبيلًا عليك.
• الخامس:
كثرة الدعاء أن يكشفَ الله عنك السوءَ، ويُصْلِح بالَك.
هذا؛ وراجِعْ على شبكة الألوكة تلك الاستشارات: أوهامَ الحب تحرمني
من الزواج!
فأقلُّ البيوت التي تُبْنَى على الحُبِّ، والمفاضلة بين الزواج عن حب
والزواج التقليدي، ما معنى كلام ابن القيم عن العشق؟
ونسأل الله أن يُلْهِمَك رشدك، وأنْ يُعيذَك مِن شر نفسك