المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (24)


حور العين
07-08-2018, 06:36 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (24)


العمل الصالح وسيلة:

{ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) }

(سورة فاطر)

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (35) }

( سورة المائدة )

صحبة الصالحين هي الوسيلة، الأصدقاء المؤمنون، الأعمال الصالحة،
إنفاق المال هذه كلها وسائل:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (35) }

( سورة المائدة )

الإيمان نصفه صبر:

لكن وطن نفسك على أن طريق الإيمان ليس طريقاً محفوفاً
بالورود والرياحين هناك أشواك:

( أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْآخرة حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ، و إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ )

[ ضعيف عن عبد الله بن عباس ]

حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات لذلك:

{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ (90) }

( سورة يوسف)

الإيمان نصفه صبر، هناك أشياء مغرية كثيرة، أشياء محببة للنفس،
المال يغري، المرأة تفتن، الدنيا خضرة نضرة سمها في دسمها فلذلك:

{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) }

( سورة يوسف)

التعامل مع الله عز وجل يُكفّر عن الإنسان سيئاته و يُعظم له الأجر:

ثم يقول الله عز وجل يحث الهمم:

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) }

( سورة التغابن)

ابذلوا كل الوقت وكل الجهد، إلا أن التعامل مع الله يتميز بشيء رائع،
أنت مع بني البشر إن لم تنجز لا تستحق الأجر، لكن مع الله حينما
تبدأ بخطوة نحوه ويأتي الموت يكتب لك كل الخير وكأنك وصلت إلى
نهاية الطريق، لذلك قال تعالى:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا(5) }

( سورة الطلاق)

تيسير أمور المؤمن بتوفيق الله عز وجل له:


هل هناك من شيء أحب إلينا جميعاً من التيسير:

{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى *
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْن * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى *
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى }

( سورة الليل )

لذلك:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4) }

( سورة الطلاق )

زواجه ميسر، يرزقه الله زوجة صالحة تسره إذا نظر إليها، تحفظه
إن غاب عنها، تطيعه إن أمرها، يرزقه الله أولاداً أبراراً، يرزقه الله
صحة، يرزقه سمعة:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }

( سورة الطلاق )

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4) }

( سورة الطلاق )

والله أيها الأخوة، ما من شيء أحب إلى الإنسان من التيسير،
أمر ميسر، سفر ميسر، دراسة ميسرة، زواج ميسر، ولادة ميسرة،
أحياناً لسبب تافه تموت المرأة عند الولادة، لذلك المؤمن من خصائصه
أن أموره ميسرة.

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً:

لكن الآية التي يكتب عنها مجلدات والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون
أهون على الله من ألا تحقق هذه الآية:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }

( سورة الطلاق )

حدثني أحد العلماء في الشام الأجلاء جاءه شاب قال له: أنا دخلي لا
يكفي نفقتي، وأنا في مقتبل العمر، ليس عندي بيت، وليس هناك أمل
في أن أتزوج ماذا أفعل ؟ هذا العالم الجليل قال له اتقِ الله، قال هذه
أين تصرف ؟
كأنه استهزأ به، هذا الشاب تأمل في كلام هذا العالم اتق الله هو
موظف في محل، ما معنى موظف مؤمن ؟ ضبط دوامه، عامل الزبائن
وكأن المحل له، وكأن الأرباح كلها له، بالغ في خدمة الزبائن، بالغ
في نصحهم، بالغ في دوامه، شيء يلفت النظر، هذا صاحب المحل
أضمر في نفسه شيئاً، أضمر أن يزوجه ابنته، وهو رجل ميسور
يحب أن يشتري له بيتاً ولئلا يعلمه عن ذلك قال له أنا أريد أن
تعينني في شراء بيت، هذا البيت لا يعجبني إلى أن قال هذا البيت
جيد فاشتراه له، ثم عرض عليه ابنته وكانت بنتاً رائعة، وتزوج
وجاء إلى هذا العالم الجليل قال له: والله يا سيدي سامحني لما قلت
لي اتقِ الله استهزأت بكلامك لكنني بعد حين أيقنت أن
هذا كلام الله:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }

( سورة الطلاق )

والذي حصل معي كذا وكذا، أنا عندي بيت، الآن متزوج، اتقى الله،
أقسم لكم بالله زوال الكون أهون على الله من أن تخلص في تقواك،
من أن تعامله، من أن تستقيم على أمره، من أن تخطب وده، من
أن تطيعه، ثم لا تجد النتائج الباهرة المدهشة:

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }

( سورة الطلاق )