المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (51)


حور العين
08-04-2018, 07:01 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (51)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

عدم نجاح الدعوة إلى الله إلا إذا اتجهت إلى القلب والعقل معاً:

أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54) }

( سورة النساء )

أيها الأخوة، الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، وغذاء
العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وأية دعوة تتجه إلى العقل وحده لا
تنجح، وأية دعوة تتجه إلى القلب وحده لا تنجح، لا تنجح الدعوة إلا
إذا اتجهت إلى القلب والعقل معاً.

الدين شطره علم وشطره حب:

آية اليوم تتجه إلى القلب، إلى الحب، فالله سبحانه وتعالى شاءت
حكمته أن يجعل العلاقة بينه وبين المؤمنين علاقة حب:

{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (38) }

( سورة المائدة)

لذلك لم يرضَ أن يأتيه الإنسان مكرهاً، قال تعالى:

{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ }

( سورة البقرة الآية: 256 )

أراد الله عز وجل أن تأتيه طائعاً، أن تأتيه عن حب، أن تأتيه بمبادرة منك،
أن تأتيه وبإمكانك ألا تأتيه، أن تصلي وبإمكانك ألا تصلي، أن تضبط
حركتك في الحياة وبإمكانك أن تتفلت، لأنك مخير وآثرت طاعته
ومحبته والإقبال عليه إذاً أنت تحبه، هذا الدين شطره علم وشطره حب.

من لا يحب الله عز وجل ينبطح أمام القوي ويستعلي على المؤمن:

لكن يقول بعض العلماء: من أعجب العجب أن تعرفه ثم لا تحبه،
ومن أعجب العجب أن تحبه ثم لا تطيعه، فهذه الآية:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (54) }

( سورة النساء )

لذلك الذي يرتد عن دينه لا يحب الله، والدليل فسوف يأتي الله بقوم
لا يرتدون عن الدين:

{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ (54) }

( سورة النساء )

أما الذي لا يحب الله ينبطح أمام القوي ويستعلي على المؤمن،
أمام الأقوياء أذلة، أمام المؤمنين يقهرونهم، يستعلون عليهم،
انظر إلى هذه الصفة:

{ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (54) }

( سورة المائدة )

بأموالهم، بوقتهم، بخبرتهم، بعلمهم، بلسانهم، بدعوتهم، بعملهم

{ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ (54) }

( سورة المائدة )

لا تأخذهم في الله لومة لائم:

{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ (39) }

(سورة الأحزاب)