المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (52)


حور العين
08-05-2018, 06:33 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (52)


من عرف الله عز وجل وأحبه حقق الهدف من وجوده:

ألا لا إيمان لمن لا محبة له، شطر هذا الدين أن تعرفه، وشطره الآخر
أن تحبه، فإذا عرفته وأحببته حققت الهدف من وجودك، لذلك العبادة:
طاعة طوعية، ليست قسرية ليس فيها إكراه، أنت مخير فيما كلفت،
بإمكانك أن تأتي المسجد وبإمكانك أن تذهب إلى الملهى، بإمكانك أن
تتزوج وهناك من يزني، بإمكانك أن تأكل المال الحلال وهناك من يأكل
المال الحرام، بإمكانك أن تكون محسناً وبإمكانك أن تكون مسيئاً، أنت
مخير لذلك يثمن عملك بأنك مخير أتيته طائعاً، لكن أهل الدنيا الإنسان
يحب، الحب جزء، حتى إن هناك عيداً للحب إلا أن البطولة أن تعرف
من تحب، قد تحب مخلوقاً فانياً تتركه أو يتركك، لو أحب إنسان
امرأة ولتكن زوجته لابد أن تفارقه أو لابد أن يفارقها:

( عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل
ما شئت فإنك مجزي به )

[ أخرجه الشيرازي عن سهل بن سعد و البيهقي عن جابر ]

الحب في الله عين التوحيد والحب مع الله عين الشرك:

إذاً الله عز وجل أراد أن تكون العلاقة بيننا وبينه علاقة حب
والدليل هذه الآية:

{ ُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (38) }

( سورة المائدة)

علامة إيمانك أنك تحب الله، وأن قلبك يضطرب إذا ذكرت الله،
أيها الأخوة، أما عامة الناس:

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ }

( سورة البقرة الآية: 165 )

إن لم تحب الله لابدّ من أن تحب شيئاً آخر، لأن الإنسان الذي لا يحب
ليس من بني البشر، أي إنسان يحب، المؤمن يحب الله ومحبة الله أصل،
ويحب رسوله فرع، يحب صحابته جميعاً فرع، يحب المؤمنين فرع،
يحب المساجد فرع، يحب القرآن الكريم فرع، يحب العمل الصالح فرع،
لذلك هناك حب في الله وهناك حب مع الله، الحب في الله عين
التوحيد والحب مع الله عين الشرك، قال تعالى:

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ }

( سورة البقرة الآية: 165 )

الشهوات التي أودعها الله بالإنسان لها جانبان:
جانب مسموح و جانب محرم:

صيامك محبة لله، ما الذي يمنعك وأنت في بيتك وحدك أن تأكل ما
تشتهي في نهار رمضان أو أن تشرب الماء العذب الفرات ؟
ما الذي يمنعك ؟ محبة الله، فهذا الشهر يؤكد فيه الإنسان أنه يحب
الله عز وجل، إلا أن الله
عز وجل من أجل أن نصل إليه وأن نرتقي إليه أودع فينا الشهوات،
أعطانا مجالاً مسموحاً به من هذه الشهوات وحرم علينا مجالاً آخر،
أودع فيك حب المال، سمح لك بالزواج الشرعي وإنجاب الأولاد وحرم
عليك الزنا، أودع فيك حب المال سمح لك بالكسب المشروع وحرم
عليك الكسب غير المشروع، أودع فيك حب العلو في الأرض،
سمح لك أن تعلو في الأرض بطاعة الله، وبطلب العلم، وبخدمة الخلق،
وحرم عليك أن تعلو في الأرض بسبب قوتك وقهرك للناس، فجميع
الشهوات التي أودعها الله فينا فيها جانب مسموح به هو ما قاله الله
عز وجل:

{بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (86) }


( سورة هود)

وفيها جانب محرم لذلك قال تعالى:

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }

( سورة آل عمران الآية: 14 )

هذه الشهوات ما أودعها الله فينا إلا لنرقى بها إلى رب الأرض والسماوات.