المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انبياء حجوا الى البيت الحرام


حور العين
08-18-2018, 09:12 AM
من: الأخت/ غرام الغرام

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

انبياء حجوا الى البيت الحرام

اختلف العلماء في هذه المسألة ، فقيل : حج الأنبياء كلهم عليهم
الصلاة والسلام البيت ، من لدن آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم .
قال أبو المعالي الجويني رحمه الله في نهاية المطلب
قيل: أول من حج البيت آدم عليه السلام ،
وقيل : ما من نبي إلا وقد حج هذا البيت انتهى .
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في الفتاوى الفقهية
مَا مِنْ نَبِيٍّ إلَّا حَجَّ الْبَيْتَ ، خِلَافًا لِمَنْ اسْتَثْنَى هُودًا وَصَالِحًا
انتهى .
وقال ابن علان رحمه الله :
وقال ابن إسحاق: لم يبعث الله نبياً بعد إبراهيم إلا حج ، والذي
صرح به غيره أن ما من نبي إلا حج انتهى من دليل الفالحين .
وعَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ- أَوْ غَيْرِهِ - قَالَ:
حَجَّ آدَمُ فَلَقِيَتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا برَّ نُسُكُكَ يَا آدَمُ .
البداية والنهاية .
- وقيل : حج البيت كل الأنبياء إلا صالحا وهودا عليهما السلام .
فقال ابن إسحاق في السيرة
حدثني ثقة من أهل المدينة عن عروة بن الزبير أنه قال :
ما من نبي إلا وقد حج البيت، إلا ما كان من هود وصالح ، ولقد حجه نوح ،
فلما كان من الأرض ما كان من الغرق أصاب البيت ما أصاب الأرض ،
فكان البيت ربوة حمراء ، فبعث الله تعالى هوداً ، فتشاغل بأمر قومه ،
حتى قبضه الله عز وجل إليه ، فلم يحجه حتى مات ، ثم بعث الله تعالى صالحاً
فتشاغل بأمر قومه ، فلم يحجه حتى مات ، فلما بوأه الله عز وجل
لإبراهيم حجه ، ثم لم يبق نبي إلا حجه .
ورواه البيهقي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ مختصرا قَالَ:
مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ حَجَّ الْبَيْتَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ هُودٍ , وَصَالِحٍ .
قال ابن كثير رحمه الله :
وَقَدْ قَدَّمْنَا حَجَّهُمَا إِلَيْهِ ، وَالْمَقْصُودُ الْحَجُّ إِلَى مَحَلِّهِ وَبُقْعَتِهِ ،
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ بِنَاءٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ انتهى من البداية والنهاية .
- وقيل : حج البيت من الأنبياء خمسة وسبعون نبيا .
فعن مجاهد قال : حج خمسة وسبعون نبيا كلهم قد طاف بالبيت .
انتهى من أخبار أخبار مكة للأزرقي .
- وقيل : حج البيت كل نبي بعد خليل الله إبراهيم عليه السلام .
قال الأزرقي رحمه الله في أخبار مكة
ذكر حج إبراهيم عليه السلام وأذانه بالحج وحج الأنبياء بعده ،
وطوافه وطواف الأنبياء بعده
ثم ذكر عن ابن إسحاق قال :
كان إبراهيم عليه السلام يحجه كل سنة على البراق ،
قال : وحجت بعد ذلك الأنبياء والأمم .

وأمثل هذه الروايات من حيث الإسناد :
ما ورد أن البيت قد حجه سبعون نبيا :
روى الطبراني في المعجم الكبير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا ، مِنْهُمْ مُوسَى ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ
وَعَلَيْهِ عباءتانِ قَطْوانِيَّتانِ ، وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءةَ ،
مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ لَهُ ضَفْرَانِ ) .
وحسنه الألباني في صحيح الترغيب .
وَعَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم :
( لقد مر بِالرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبيا فيهم نَبِي الله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ،
حُفَاة عَلَيْهِم العباء ، يؤمُّونَ بَيت الله الْعَتِيق ) .
قال المنذري رحمه الله :
رَوَاهُ أَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ وَلَا بَأْس بِإِسْنَادِهِ فِي المتابعات ،
وَرَوَاهُ أَبُو يعلى أَيْضا من حَدِيث أنس بن مَالك انتهى من
الترغيب والترهيب .
وقال محمد بن إسحاق :
حدثني من لا أتهم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال:
لقد سلك فج الروحاء سبعون نبيًّا حجاجًا .
انتهى من أخبار مكة للأزرقي .
وروى أحمد في الزهد (ص34) عن مجاهد قال :
حج البيت سبعون نبيا منهم موسى بن عمران عليه السلام .

ولا يمنع صحة الرواية بهذا العدد ، أن يكون قد حج غيرهم ؛ كل ما في
الأمر أن ما فوق ذلك لم يرد في حديث صحيح مرفوع فيما علمنا ،
فنقتصر على ما جاءت به السنة الصحيحة ، وما عدا ذلك لا نثبته
ولا ننفيه ، وليس في العلم به كبير فائدة تُرجى ، وعلى المسلم إن
كان قد حج أن يحمد الله ، وإن لم يكن حج فليسع في حجه وليسأل
الله أن ييسره له .

ثانيا :
ثبت أن عيسى عليه السلام ينزل آخر الزمان ، وأنه يهل بالحج أو
العمرة أو بهما معا .
فروى مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ ، حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا،
أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا) .
ورواه ابن حبان وبوب له :
ذكر الإخبار بأن عيسى بن مَرْيَمَ يَحُجُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ بَعْدَ قَتْلِهِ الدَّجَّالَ .
ومعنى ( ليهلن ) : أي : ليلبين بالحج أو بالعمرة أو بهما معا ،
و( فج الروحاء ) : مكان بين مكة والمدينة .
قال النووي رحمه الله :

وَهَذَا يَكُون بَعْد نُزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ السَّمَاء فِي آخِر الزَّمَان
انتهى .
والله أعلم .