المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4244


حور العين
08-19-2018, 07:15 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

آثار الحج التربوية

من آثار الحج التربوية على الفرد والأمة ما يأتي:

1. تأصيل قضية التوحيد في النفوس وتأكيدها:

وبهذا يتحقق الإخلاص وهو شرط صحة العبادة الأول؛ فنية الحج خالصة
لله سبحانه

{ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ...
} الآية( البقرة: 196 )،

وقال سبحانه أثناء آيات الحج:

{ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ*
حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ...}
الآية ( الحج :30-31 ).

وفي التلبية وهي شعار الحج جاء إفراد الله بالنسك صريحاً
"لبيك اللهم لبيك ؛ لبيك لا شريك لك لبيك .... ".

2. توحيد المتابعة:
وهو شرط صحة وقبول العبادة الثاني؛ وتكون المتابعة للنبي
صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته وبذلك يتحقق للعبد
توحيد المتابعة وينجومن شرك الطاعة وشَرَك الابتداع وقيد العوائد وتغلُّب
الأهواء؛ إذ عن شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقط تؤخذ المناسك.

3. البراءة من المشركين ومخالفتهم:
وهذا مطلب شرعي حيث خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع
مختلفة من الحج مثل: الإهلال بالعمرة في أشهر الحج، والتلبية،
والوقوف بعرفة، والدفع من مزدلفة. فليتنا نأخذ درساً في العزة والبراءة
من تقليد المشركين التي ابتلي بها فئام من أبناء المسلمين فتراهم
مستهترين بالعدو الغازي مولعين بتقليد حثالة رجاله ونسائه في أمور
أقل ما يكون فيها انعدام الفائدة فكيف بخزايا الأعمال ومساوي الأخلاق؟

4. تعظيم شعائر الله:
وهي من أعظم غايات الحج حيث يتربى العبد على تعظيمها وإجلالها
ومحبتها وإكرام أهلها والتحرج من المساس بها أو هتك حرمتها،
ويزداد التعظيم والخضوع بترك تغطية الرأس؛ قال جل شانه في آيات الحج:

{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
( الحج: 32 ).

5. التربية على الأخلاق الحسنة والخلال الحميدة:

ومنها العفة وكظم الغيظ وترك الجدال كما في قوله عز وجل:

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ
وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}
الآية( البقرة: 197 ).

فالرفث هو الجماع ودواعيه من قول أو فعل؛ والجدال:
أن تجادل صاحبك حتى تغضبه ويغضبك.

ومنها اللين والرفق والسكينة كما قال عليه الصلاة والسلام حين سمع
جلبة وصخباً في الدفع لمزدلفة: "أيها الناس عليكم بالسكينة ، فإن البر
ليس بالإيضاع" والإيضاع هو الإسراع .

ومنها إنكار الذات وتجاوز أغلالها والاندماج في المجموع
في اللباس والهتاف وفي التنقل والعمل.

ومنها التربية على التواضع حين لا يمتاز أحد عن أحد وليس لحاج
خاصية أو ميزة عن غيره من الحجاج في الأمور الدينية فالأركان
والواجبات والمسنونات متماثلة في حق الجميع.

ومنها التربية على الصبر بأنواعه: صبر على مشقة الطاعة، وصبر
عن المعصية خاصة مع التزاحم وكثرة الناس؛ وصبر على قضاء الله
الذي يعرض للحاج.

ومنها التربية على البذل والسخاء فالحج عبادة بدنية مالية؛
وفي المشاعر تتسامى المشاعر فيبذل الموسر من ماله لسقيا الحجاج
أو تفريج كربهم وسد حاجتهم.

ومنها تحقيق معاني الأخوة وحصول المحبة والتآلف
والتضحية خاصة حين يكون الحج مع رفقة وصحبة.

6. التربية على تحمل تبعات الخطأ:
ويظهر ذلك جلياً في وجوب الفدية على من ارتكب محظوراً من محظورات
الإحرام أو ترك واجباً، ولاشك أن الشعور بالمسؤولية وتحملها علامة
نضج وكمال الإنسان وهي غاية من غايات التربية لا جرم.

7. التذكير باليوم الآخر:
في مواقف تحصل للحاج منها:
خروجه من بلده ومفارقته أهله: يذكر بالفراق حال الخروج من الدنيا.

التجرد من المخيط وترك الزينة: يذكر بالكفن
وخروج العباد من قبورهم حفاة عراة غرلا.

الترحال والتعب والازدحام مع العطش والعرق: يذكر بمواقف
عرصات القيامة وحشر العباد.

8. التربية على الاستسلام والخضوع لأمر الله تعالى والمجاهدة فيه:
ويكون هذا بإيثار محاب الله ومرضاته على رغبات النفوس وشهواتها؛
مما يقود إلى مرتبة أعلى ومنزلة أسمى حين لا يكون للعبد إيناس ولا
استئناس إلا بما يرضي الرب سبحانه؛ وحينها يبلغ إيمان المسلم درجة
عالية عزيزة بفضل الله وتوفيقه.

9. تعميق معاني الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية:
فالحج مؤتمر إسلامي عالمي كبير، تتحقق فيه الوحدة في مصدر التلقي
وفي قصد القلب وعمل الجوارح وفي الزمان والمكان واللباس والذكر
والمناسك، وتذوب فوارق اللغة واللون والإقليم بين المسلمين في حالة
هي الأصل المتخلف ولله وحده المشتكى.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين