المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (67)


حور العين
08-20-2018, 09:53 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (67)



من اتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه:

لكن هناك ملمح بالآية دقيق جداً:

{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ }

( سورة القصص الآية: 50 )

أي ليس على وجه الأرض إنسان أضل ممن اتبع هواه، المعنى المخالف
أن الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه، أنا أقول لكم
بكل صراحة يمكن أن نتبع جميعاً أهواءنا وفق منهج الله لا شيء
علينا، الله عز وجل أودع في كل إنسان حب المرأة، اشتهى المرأة
فتزوج لا يوجد مشكلة
إطلاقاً، بالعكس قد يقارب زوجته في الليل، ويصلي قيام الليل، ويبكي
في الصلاة وفق المنهج، اشتهيت المال اشتغل بعمل شريف، اكسب المال وأنفقه
على أهلك، لا يوجد حرمان بالإسلام أبداً، ما من شهوة أودعها
الله في الإنسان إلا جعل قناة نظيفة تسري خلالها:

{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ }

( سورة القصص الآية: 50 )

المعنى المخالف أن الذي يتبع هواه وفق هدى الله لا شيء عليه،
بالعكس الله يحبه، قال النبي عليه الصلاة والسلام :

( أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ،
وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )

[ البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

الدين ضمان لسلامة الإنسان و ليس قيداً لحريته:

لا تتصور الدين قيود، الدين حدود، والفرق كبير بين أن تفهم أوامر
الدين قيوداً وبين أن تفهمها حدوداً، قيود تحد من حريتك أما الحدود
تضمن سلامتك، كلوحة حقل ألغام هل تحقد على من وضعها ؟ هل
تعدها قيداً لحريتك أم ضماناً لسلامتك ؟ ضمان لسلامتك لكن الأمر
ليس مفتوحاً:

{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ (43) }

( سورة الروم )

من منا يضمن أن يعيش بعد ساعة ؟ فالإنسان قد يأتيه أجله وهو
على غير ما ينبغي، لذلك:

{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ (43) }

( سورة الروم )

خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت لا خيار قبول أو رفض:

ويقول الله عز وجل:

{ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ
وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32) }

( سورة الروم )

الإنسان إذا ما استجاب لابد من أن يُقهر بالموت، سبحان من قهر
عباده بالموت، لا يستجيب أساساً، أخطر فكرة خيارك مع مليون قضية
خيار قبول أو رفض إلا مع الإيمان خيار وقت، إما أن تؤمن بالوقت
المناسب أو لابدّ من أن تؤمن بعد فوات الأوان كفرعون تماماً:

{ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) }

( سورة النازعات)

وقال:

{ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي (38) }

(سورة القصص)

حينما أدركه الغرق ماذا قال ؟

{ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ (90) }

( سورة يونس)

أي الإيمان حاصل يقيناً بمئة بالمئة ولكن بعد فوات الأوان، خيارك
مع الإيمان خيار وقت ما خيار قبول أو رفض.

والحمد لله رب العالمين