المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4246


حور العين
08-21-2018, 07:28 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

صيام الجوارح

يظن بعض المسلمين أن رضا الله تعالى على العبد في متعلِّقٌ فقط
بامتناعه عن الطعام والشراب من وقت الفجر إلى المغرب؛ بينما الصواب
أن الصيام عبادة متكاملة، لها شروط وآداب، ولها صفة وشكل، فمَنْ لم
يكترث بتطبيق الشكل الذي أراده الله منا فلا يتوقعنَّ أن يرضى الله عنه؛
بل يكون قد عذَّب نفسه بالجوع والعطش، بينما لم يُحَصِّل شيئًا من الأجر،

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ،
وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ )[1].

فالله تعالى قد فرض علينا الصيام لتهذيب نفوسنا، وتحسين أخلاقنا،
وتنوير بصائرنا، أو قل إجمالًا: لتحقيق التقوى في حياتنا؛ فقد قال تعالى:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة: 183]؛

لهذا فلا معنى لصيام البطن عن الطعام بينما تقع كل جوارح الإنسان
في الحرام، فالواجب أن يُعَلِّمنا الصيامُ أن نحفظ ألسنتنا، وأعيننا، وآذاننا،
وكل جوارحنا عن الإثم والمعصية، وهذه هي سُنَّة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الصيام؛
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ،
فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )[2].

وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:

( قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،
وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ
أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ )[3].

فلْيحفظ كل واحد منا صومَه، ولْيُكْمِل نُسُكه، ولْيعلم أن أجره في الصيام
ليس مرتبطًا فقط بامتناعه عن الشراب والطعام؛
بل مرتبط كذلك بامتناع جوارحه عن الحرام!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] النسائي: كتاب الصيام، ما ينهى عنه الصائم من قول الزور والغيبة
(3249)، وابن ماجه (1690)، وأحمد (9683)، وقال شعيب الأرناءوط:
إسناده حسن. وقال البوصيري: حديث صحيح على شرط البخاري. انظر:
مصباح الزجاجة 2/69، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع 1/656.

[2] البخاري: كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور
والعمل به في الصوم، (1804).

[3] البخاري: كتاب الصوم، باب هل يقول: إني صائم إذا شتم، (1805)،
ومسلم: كتاب الصيام، باب فضل الصيام، (1151).



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين