المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (69)


حور العين
08-22-2018, 09:53 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (69)



3 ـ أمانة التبليغ للأنبياء:



العلماء يبينون، الأنبياء يبلغون:



{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ

رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (67) }



( سورة المائدة الآية: 67 )



هذه أمانة الأنبياء، أمانة العلماء أن يبينوا، أن يوضحوا، أن يبينوا

دون أن تأخذهم في الله لومة لائم:



{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ (39) }



( سورة الأحزاب )



هذه أمانة التبيين.



4 ـ أمانة الولاية للحكام:



هناك أمانة الولاية، هذه الأمانة توضحها فاطمة بنت عبد الملك

زوجة الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، تروي فاطمة بنت عبد الملك أنها

دخلت على عمر زوجها يوماً في مصلاه، فوجدته واضعاً يده على خده

ودموعه تسيل، فقالت له ؟ ما بالك وفيما بكاؤك ؟ قال: ويحك يا فاطمة

إني قد وُليتُ هذا الأمر، ففكرت في الفقيرِ الجائع، والمريضِ الضائع،

والعاريْ المجهول، واليتيمِ المكسور، والمظلومِ المقهـور، والغريب،

والأسير، والشيخِ الكبير، والأرملةِ الوحيدة، وذي العيالِ الكثير

والــرزقِ القليل، وأشباهِهم في أطرافِ البلاد، فعلمتُ أن الله سيسألني

عنهم جميعاً يومَ القيامة، وأن خصميْ دونهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم،

فخشيت ألا تَثْبُت حجتي، فلهذا أبكي.

سلمك الله مقاليد البشر، هذه أمانة الولاية، لذلك أحد أصحاب النبي

الكريم قال يا رسول الله أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ؟ ـ أي في وظيفة أو منصب ـ

قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ:



( يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ

إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا )



[ مسلم عن أبي ذر]



الأولى أمانة الولاية.



5 ـ أمانة التولية لتعيين الموظفين:



الآن أمانة التولية، سيدنا عمر يتحمل أمانة الولاية، الآن سوف يولي

عاملاً أي محافظاً، ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟

قال: أقطع يده، قال: إذاً فإن جاءني من رعيتك من هو جائع أو

عاطل فسأقطع يدك، إن الله قد استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم،

ونستر عورتهم، ونوفر لهم حرفتهم، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها،

إن هذه الأيدي خلقت لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست

في المعصية أعمالاً، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.

هذه أمانة التولية، الآن دخلنا في أمانة الواجب، أمانة التكليف، أمانة

التبليغ للأنبياء، أمانة التبيين للعلماء، أمانة الولاية للحكام، أمانة

التولية لتعيين الموظفين، أي من ولى واحداً على عشرة، وفي الناس

من هو أرضى منه لله عز وجل فقد خان الله ورسوله، ودائماً البلاد

المتخلفة تبني علاقاتها على أساء انتمائي، بينما الدول المتقدمة

تبني مقاييسها على أساس موضوعي، والفرق كبير بين أن تكون

المقاييس انتمائية أو أن تكون المقاييس موضوعية.



6 ـ أمانة الواجب:



أمانة الواجب ملخصة في هذا الحديث:



( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،

وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ

زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ،

وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )



[ متفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا]



هذا حديث شامل يجمع أنواع أمانة الواجب.