المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (70)


حور العين
08-23-2018, 06:37 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (70)



إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا:

لو دخلنا في التفاصيل أنت معلم هذا الطالب أمانة في عنقك هل
اعتنيت به ؟ هل علمته ؟ هل وجهته ؟ هل لاحظت نقاط ضعفه ؟
هل حاولت أن تُقوم أخلاقه ؟ هل حاولت أن تصلحه ؟ هو أمانة في
عنقك، أنت طبيب هذا المريض أمانة في عنقك هل حرصت على شفائه،
أم على ابتزاز ماله ؟ فرق كبير، فالطبيب مؤتمن على مرضاه،
والمحامي الموكل أمانة في عنقك هل صدقته ؟ هل نصحته ؟
قلت له هذه الدعوى لا تنجح، أم أوهمته أنها تنجح وأنك تماطل حتى
سحبت منه مبالغ طائلة، فالموكل أمانة في عنق المحامي، الطالب
أمانة في عنق المدرس، والمريض أمانة في عنق الطبيب.
الآن الأبنية، والمنشآت، والجسور، والطرقات، أمانة في عنق المهندس
الذي صممها، والمهندس الذي نفذها، والمهندس الذي تسلمها،
أحياناً يكون في خطأ بالتسلم ينهار البناء قبض مبلغاً فقبل البناء.
الصنعة والحرفة أمانة في عنق الصانع هل أتقنها ؟ هل حسنها ؟
هل طورها أم أهملها فكانت العيوب والنقائص وكان الخلل والفساد ؟
الشجرة والنبتة أمانة في عنق الزارع هل رشها بهرمونات فأصبحت
الفواكه مسرطنة ؟ هناك أسمدة تدخل في تركيب الفاكهة يسمونه سماد
بنائي مهما غسلتها المادة المسرطنة دخلت فيها يسمونها أسمدة جهازية،
بخ الهرمون خنت الأمانة، لم تصدق الموكل خنت الأمانة، لم تعلم
هذا الطالب خنت الأمانة، لم تهتم بهذا المريض خنت الأمانة، لم تهتم
بهذا الموكل خنت الأمانة:

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا(58) }

(سورة النساء)

المستهلك أمانة في عنق البائع هل نصحه ؟ هل غشه ؟ هل كذب عليه ؟
هل غشه في النوع أو في الكم أو في المنشأ أو في السعر ؟ البيوع أمانة،
الديون أمانة، المواريث أمانة، هل وزعت الإرث وفق شرع الله أم
حرمت البنات ؟ خنت الأمانة، والله أيها الأخوة متعلق برقبة الإنسان عشرات
ألوف الأمانات:

{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) }

( سورة الحجر)

7 ـ أمانة الأعراض:

هناك أمانة الأعراض هذه المرأة التي نوهت إلى أنها ليست مستقيمة
هل عندك دليل صحيح ؟ هل أنت متأكد أم كلمة سمعتها فرددتها ؟
قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة. هناك أمانة الأعراض، أمانة هذه الحواس:

{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) }

( سورة غافر)

8 ـ الأمانة العلمية:

هناك أمانة علمية هل هذا الكتاب من تأليفك أم ترجمته وعزوته إليك ؟
خيانة بالتأليف، في حقوق الابتكار أمانة أيضاً.

دين الإنسان ليس في المسجد إنما دينه يتجلى من خلال معاملته للآخرين:

أيها الأخوة:

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا(58) }

(سورة النساء)

لذلك المؤمن يعلم علم اليقين أن دينه ليس في المسجد، في المسجد
تتلقى التعليمات وتقبض الثمن، تتلقى التعليمات بدرس العلم وتقبض
الثمن أثناء الصلاة، أما الدين في بيتك، هذا البيت أقمت فيه الإسلام،
الدين في متجرك، يعني سامحوني لو ظننتم أني أقسو، لو أحد غشّ
المسلمين والله ألغى عباداته كلها، من أين جئت بهذا الكلام ؟
السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قولوا لفلان: إنه ألغى جهاده مع
رسول الله
يعني هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى ؛ لما أنت تضيف مادة مسرطنة
للصناعة الغذائية هذه المادة المسرطنة تجعل اللون فاتح والسعر يرتفع،
ضحيت بصحة الناس من أجل مبلغ يسير أنت ماذا رأيت ؟ رأيت هذا
المبلغ الذي حصّلته من هذا الغش، ومن إيذاء الناس بصحتهم أكبر
عندك من الله، ألغيت عباداتك، لما دواء ينتهي مفعوله وتحاول أن
تطمس مكان نهاية المفعول ثمنه ثمانمئة ليرة تبيعه، صلاتك وصومك
وحجك وزكاتك ما عاد لها معنى سقطت، أنا لا أقسو أنا أتكلم
ما أعتقده، الدين في محلك التجاري، الدين في عيادتك، الدين
بمكتبك، الدين بالحقل، الدين بالصف، الدين بالتعامل اليومي،
الدين بالبيع والشراء ، هذا هو الدين، تأتي إلى المسجد أهلاً وسهلاً
بك هذا بيت الله، بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوارها هم
عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته، ثم زارني، وحق
على المزور أن يكرم الزائر.
لما أنت تستقيم في بيتك، وفي عملك، وفي حرفتك، لا في كذب،
ولا إيهام، ولا في تدليس، ولا في تدجيل، ولا في غش، ولا في تقصير،
تقدم سلعة متقنة بسعر معتدل، الآن الخط مع الله ساخن،
خط ساخن، الله عز وجل ينتظرك عندئذ يتجلى على قلبك، عندئذ يوفقك.