المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (71)


حور العين
08-24-2018, 07:04 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (71)




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
منهج الله عز وجل منهج تفصيلي يشمل كل حياة الإنسان ونشاطاته:

أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا،
آية اليوم:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) }

( سورة الحج)

أولاً الحقيقة الأولى أن كل أمر في القرآن الكريم، وكل أمر في السنة
الصحيحة يقتضيان الوجوب، فمنهج الله عز وجل ليس صلاة وصياماً
وحجاً وزكاة ليس غير، منهج الله عز وجل مجموعة الأوامر في القرآن والنواهي،
ومجموعة الأوامر في السنة والنواهي، هذا منهج تفصيلي
يشمل كل حياة الإنسان، وكل نشاطاته، لذلك هنا الأمر يا أيها الذين
آمنوا أدوا الصلاة، عبر الله عن الصلاة بأخطر معنيين من معانيها
بالركوع والسجود أنت حينما تقرأ الفاتحة تقول:

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }

من أراد أن يُحَدِّث ربه فليدعه و من أراد أن يُحدِّثه ربه فليقرأ القرآن:

ثم تقول قوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ (77) }

( سورة الحج)

أنت حينما قلت لله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم، جاء الجواب الآيات
التي سوف تتلوها بعد الفاتحة، لذلك قالوا، إذا أردت أن تحدث ربك فادعه،
وإن أردت أن يحدثك ربك فاقرأ القرآن، إذا قلت:

{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر
ِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) }
يقول الله عز وجل:

{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (53) }

( سورة الإسراء)

ألم تطلب من الله الصراط المستقيم ؟ الجواب فحوى الآيات التي
ستتلوها بعد الفاتحة، ما الركوع ؟ الركوع خضوع يا رب سمعاً وطاعة
لا في اعتراض، ولا في تحفظ، ولا في استثناء، ولا في تمني، ألا يكون
الأمر هكذا، خضوع كامل، لذلك قالوا: العبادة غاية الخضوع وغاية الحب.

الركوع خضوع لله والسجود طلب العون منه:

الركوع يعني يا رب أنا خاضع لك لكنني ضعيف السجود، يا رب أعني
على طاعتك، فالركوع خضوع والسجود طلب العون من الله، لذلك ورد
في بعض الأحاديث:
ألا أنبئكم بمعنى لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول عن معصيته إلا به،
ولا قوة على طاعته إلا به.

{ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }

( سورة يوسف )

{ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ }

( سورة إبراهيم )

{ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(40) }

( سورة إبراهيم )

غاية العبادة أن تخضع، وأن تستعين على طاعة الله بالله، إذاً الركوع
خضوع والسجود طلب العون من الله، الركوع والسجود يقابل إياك نعبد
وإياك نستعين، لذلك قيل جمع القرآن في الفاتحة، وجمعت الفاتحة في
إياك نعبد وإياك نستعين، لذلك الآية الكريمة عبرت عن الصلاة بأبرز
موقفين لك فيها:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا (77) }

( سورة الحج)