المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (76)


حور العين
08-29-2018, 08:17 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (76)



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

التركيز في هذه الآية على الذكر الكثير لله سبحانه و تعالى:

أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) }

( سورة الأحزاب)

أولاً أيها الأخوة قال بعض العلماء: الأمر في هذه الآية

{ اذْكُرُوا }

فعل أمر وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، إلا أن المعني بهذا
الأمر ليس الذكر فحسب بل الذكر الكثير، لأن الله عز وجل حينما وصف المنافقين قال:

{ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) }

( سورة النساء)

فالمنافق يذكر أما المؤمن يذكر ذكراً كثيراً، لذلك ورد:

( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق )

[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]

( برئ من الشح من أدى زكاة ماله )

[أخرجه الطبراني عن جابر بن عبد الله ]

وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده، فهنا الأمر ينصب لا على الذكر
بل ينصب على الذكر الكثير، وبوسائل الطباعة الحديثة أحياناً تسود
الكلمة يعني بخط عريض أسود، أو بلون أحمر، أو تحتها خط، التركيز
في هذه الآية على الذكر الكثير والنبي عليه الصلاة والسلام يؤكد هذا المعنى فيقول:

( ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم،
وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم
فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى )

[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]

فوائد الذكر:

1 ـ الذكر يطرد الشيطان ويرضي الرحمن و يزيل الهم والغم عن
القلب و يجلب له الفرح:

أيها الأخوة، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الذكر يطرد الشيطان ويقمعه،
ويرضي الرحمن ويدني منه، يزيل الهم والغم عن القلوب، يجلب له
الفرح والغبطة.

{ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }

( سورة الرعد الآية: 28 )

هذه الآية دقيقة جداً يعني السعادة كلها بذكر الله،
والمعيشة الضنك بالإعراض عن ذكر الله:

{ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }

( سورة الرعد الآية: 28 )

{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }

( سورة النحل الآية: 97 )

هذا كلام خالق الأكوان، المال وحده لا يسعد، والمرأة وحدها لا تسعد،
والمنصب وحده لا يسعد، والصحة وحدها لا تسعد، الله عز وجل يعطي الصحة،
والذكاء، والمال، والجمال، والقوة، للكثيرين من خَلقه، ولكنه
يعطي السكينة، هذه تطمئن القلوب، بقدر لأصفيائه المؤمنين،
قال الذكر يقوي القلب والبدن، معنوياته عالية جداً، وجسمه قوي، لأن الجسم
متعلق بالنفس، معظم أمراض الإنسان من شدة نفسية.