المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين (133)


حور العين
10-25-2018, 06:55 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

نداءات المؤمنين (133)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق
الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة
والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

التناقض بين الأقوال والأفعال حالة يمقتها الله عز وجل:

أيها الأخوة الكرام، مع الدرس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا،
آية اليوم:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) }

( سورة الصف )

فالله سبحانه وتعالى يمقت الإنسان في حالات ويرضى عنه في حالات،
لو استعرضنا بعض الحالات التي يمقتها الله عز وجل، أحد أكبر هذه
الحالات أن يكون كلامك في واد وعملك في واد آخر، هذا التناقض بين
الأقوال والأفعال، هذا الكلام الذي يلقى للاستهلاك والواقع على خلافه،
هذا الموقف الازدواجي، هذه الصورة ذات الوجهين المتناقضين،
هذه الشخصية الازدواجية، هذه الشخصية الازدواجية تقترب من انفصام
الشخصية، له شيء يقوله، أقوال يقولها، أفعاله تناقض هذه الأقوال، والحقيقة العالم
اليوم أكبر نقص في سلوك البشر الآن أن الأقوال شيء والأفعال شيء،
الأقوال معسولة غالباً يعني كلمة حرية ديمقراطية يقابلها قصف، دمار،
قتل، نهب، تخريب، هذا الذي يقابلها.

الأنبياء العظام جاؤوا بالكلمة الصادقة التي انتشرت في الآفاق لصدقها:

لذلك الإنسان حينما رأى أن الأقوال في وادٍ والأفعال في وادٍ دققوا كفر
بالكلمة، الأنبياء جاؤوا بالكلمة، الأنبياء العظام الذين قلبوا وجه الأرض
بماذا جاؤوا ؟ لا جاؤوا بالطائرات، ولا بصواريخ، ولا بحواسيب،
جاؤوا بالكلمة الطيبة:

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ (25) }

(سورة إبراهيم)

لكن هذه الكلمة صادقة ولأنها صادقة انتشرت في الآفاق:

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ (25) }

(سورة إبراهيم)

الأنبياء جاؤوا بالكلمة، والذين كفروا وألحدوا جاؤوا بالكلمة لكنها خبيثة:

{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا
مِنْ قَرَارٍ (26) }

(سورة إبراهيم)

مصيبة المصائب في هذا العصر الازدواجية في المعايير وتناقض
الأقوال مع الأفعال:

حينما دعا الأنبياء إلى الله عز وجل جاؤوا بكلمة صادقة، والآن
لا يصلح العالم إلا الكلمة الصادقة، يعني الكذب متفشٍ عند الناس
الأصل أن الكلام كذب، الكلام خلاف الواقع، الكلام في واد والواقع في واد آخر،
وهذه الازدواجية الآن لها تعبير معاصر ازدواجية المعايير، يعني دولة تفكر
أن تطور مفاعلاً نووياً للشؤون السلمية تقوم الدنيا ولا تقعد، ودولة
في الشرق الأوسط عندها 200 رأس نووي لا أحد ينطق بكلمة، تأخذ
أسيراً تقوم الدنيا ولا تقعد، اثنا عشر ألف أسير لا أحد ينطق بكلمة،
الحقيقة الازدواجية في المعايير، والأقوال تناقض الأفعال، هذه مصيبة
المصائب، وهذه هي الطامة الكبرى، وهذا الذي يسقط قيمة الكلمة في
الحياة، الآن أقل كلام لمن يتبجح بأقوال لا يطبقها تقول له بلا فلسفة
احتقاراً له، من كثرة ما سمع الناس أقوالاً لا مثيل لها، بالواقع لا علاقة لها،
بالواقع كفروا بالكلمة، والإنسان الكاذب في هذا العصر هو الذي
أسهم في سقوط الكلمة، الأنبياء جاؤوا بالكلمة الصادقة:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) }

( سورة الصف )