المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 101 ) من دين وحكمة


vip_vip
11-21-2011, 07:29 AM
( الحلقة المــائة و واحد )



{ الموضوع السابع الفقرة 52 }


( أحكــام الصــلاة )


أخى المسلم


تحدثنا فى الحلقة السابقة عنصلاة الكسوف و الخسوف

و سيكون حديثنا اليوم عن
صلاة الإستسقاء
فعلى بركة الله نبداء

صلاة الإستسقاء

ماهو الأستسقاء ؟؟

الإستسقاء فى اللغة هو طلب السقيا
و معناه عند الفقهاء
طلب السقيا من الله تبارك و تعالى
عند أنقطاع المطر و فقد الماء و جفاف الأرض
و ذلك بالصلاة فى الصحراء
أو بالدعاء فى المساجد

حُــكــمــه
و الإستسقاء سنو مؤكدة عند جمهور الفقهاء
فقد فعله النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
فى حياته أكثر من مرة
و فعله الصحابة و التابعون من بعده
بالصلاة تارةو بالدعاء فى المساجد تارة اخرى



كيفية الصلاة

كيفية الصلاة على ضوء ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم

فأنه على أمام المسلمين أن يخرج بالناس إلى الصحراء
و يصلى بهم ركعتين بفاتحتين و سورتين
يقرأ فيهما سراً أو جهراً
و يدعو الله فيهما أن يسقيهم ماء غدقا
و أن يرفع عنهم مقته و غضبه

و يستحب للأمام أن يحول رداءه
تفاؤلا بتغير الحال
فيجعل ما على اليمين على الشمال
و للناس أن يفعلوا مثله أن أرادوا

و يستحب أن يخطب فيهم خطبه بعد الصلاة أو قبلها
يعظم فيها و يذكرهم بآيات الله
و يحذرهم مقته و غضبه
و يأمرهم بالتوبة و الرجوع إلى الله
و رد المظالم و التخلى عن الكبر و الغرور
و أظهار التمسكن و التواضع لله الواحد القهار

قالت أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه / رضى الله عنها و عن أبيها
شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قحوط المطر
فأمر بمنبر
فوضع له فى المصلى
و وعد الناس يوما يخرجون فيه
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم
حين بداء حاجب الشمس
فقعد على المنبر
فكبر و حمد الله عز و جل
ثم قال
( أنكم شكوتم جدب دياركم و أستئخار المطر عن أبان زمانه عنكم
و قد أمركم الله عز و جل أن تدعوه و وعدكم ان يستجيب لكم
ثم قال :
الحمد لله رب العالمينالرحمن الرحيممالك يوم الدين
لا إلَه إلا الله يفعل ما يريد
اللهم لا إلَه إلا أنت ، أنت الغنى و نحن الفقراء
أنزل الغيث
و أجعل ما أنزلت علينا قوة و بلاغا إلى حين
ثم رفع يديه فلم يزل فى الرفع حتى بدا بياض أبطيه
ثم حول إلى الناس ظهره و قلب أو حول رداءه و هو رافع يديه
ثم أقبل على الناس و نزل فصلى ركعتين
فأنشأ الله سحابة فرعدت و برقت ثم أمطرت بأذن الله
فلم يأت مسجده حتى سالت السيول
فلما رأى سرعتهم إلى الكن
ضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم
حتى بدت نواجذه فقال
أشهد أن الله على كل شئ قدير و أنى عبد الله و رسوله )
أخرجه أبو داود و البهقى

حاجب الشمس : أى طرفها أو ناحية منها و هو أول ظهورها
أبان : أى وقت زمانه
الكن أى : المكان الذى يقيهم المطر
بدت نواجذه أى : ظهرت أسنانه

الإستسقاء بالدعاء
و يجوز للمسلمين أن يطلبوا من الله السقيا بالدعاء فى المساجد
و فى غيرها و فى الجمعة و فى غيرها
دون أن يخرجوا للصلاة فى الصحراء

فقد روى البخارى و مسلم عن شريك رضى الله عنه
عن أنس رضى الله عنه
أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة
و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب
فقال يارسول الله
هلكت الأموالو أنقطعت السبلفأدع الله يغيثنا
فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه
ثم قال
( اللهم أغثنا اللهم أغثنا )
قال أنس
لا و الله ما نرى فى السماء من سحاب و لا قزحة
و ما بيننا و بين سلع من بيت و لا دار
فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس
فلما توسطت السماء
أنتشرت و أمطرت
فلا والله إنا رأينا الشمس سبتا
ثم دخل رجل من ذلك الباب فى الجمعة المقبلة
و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب
فأستقبله قائمافقال
يا رسول الله
هلكت الأموالو أنقطعت السبلفأدع الله يمسكها عنا
فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه
ثم قال

( اللهم حوالينا و لا علينااللهم على الآكام و الظراب

و بطون الأودية و منابت الشجر )

فأقلعت
و خرجنا نمشى فى الشمس
قزعة أى : سحاب متفرق
سلع أى : أسم جبل
الترس أى : مستديرة
سبتا أى : أسبوعا
الآكام أى : الأماكن المرتفعة
الظراب أى : المرتفعات
فأقلعت أى : أمسكت عن المطر

و روى أبن ماجه و أبو عوانه أن أبن عباس رضى الله عنهما قال
جاء أعرابى إلى النبى صلى الله عليه و سلم
فقال يارسول الله
لقد جئتك من عند قوم لا يتزود لهم راع و لا يخطر لهم فحل
فصعد النبى صلى الله عليه و سلم المنبر
فحمد الله
ثم قال
( اللهم أسقنا غيثا مغيثا مريئا مربعا طبقا غدقا وعاجلا غير رائث
ثم نزل
فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قالوا قد أحيينا )

لا يتزود لا يجد ما يأكله من شدة القحط
فحل أى لا يحركذنبه لما لحقه من الضعف لقلة المراعى
غيثا مغيثا الغيث المطر و المغيث المنقذ من الشدة
مريثا أى : المحمود العاقبة
المربع أى : الذى يأتى بالخصب و الزيادة
طبقا أى : المطر العام الذى ينزل على كل أرض و فى كل واد
غدقا أى : الكثير
الرائث أى : المبطئ الذى لا ينزل على عجل
وجه أى : هو الجهة أى لا يأتى قوم من جهة إلا قالوا أحيينا بالمطر




أخى المسلم

أن الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
فى الأستسقاء كثيرة
و قد ذكرنا ما فيه الكفاية
و نكتفى بما تحدثنا عنه فى هذه الحلقة
و أنتظرونا الحلقة القادمه إن شاء الله تعالى
مع موضوع جديد مندينوحكمة
و أحكام الصلاة
و لا تنسونا من صالح الدعوات
http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f2899%5fAO0Nw0MAAEpZTslzzQgYPzKWNG 0&pid=6&fid=Inbox&inline=1
حــكــمــة الــيــوم
أخى فى الله
أعلم أن باب الرزق طاعة الرازق
فكيف يطلب منه بمعصيتهأم كيف يستمر فضله بمخالفته
و قد قال عليه الصلاة و السلام
( لا ينال ما عند الله بسخطه )
أى لا يطلب رزقه إلا برضاه
و قال سبحانه و تعالى

{ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ

وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ


وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً *


وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ


إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }


الطلاق2 ، 3

و أحذر أخى المسلم من التدبير مع الله
فمثال المدبر مع الله
كعبد أرسله السيد إلى بلدة ليصنع له ثيابا
فدخل العبد تلك البلدة فقال أين أسكن و من أتزوج
فأشتغل بذلك و صرف همته لما هنالك و عطل ما أمره السيد به
حتى دعاه إليه فجزاؤه من السيد إن جازاه القطيعة
و وجودالحجبة لإشتغاله بأمر نفسه عن حق سيده
كذلك أنت أيها المؤمن
أخرجك الحق إلى هذه الدار
و أمرك فيها بخدمته
و قام لك بوجود التدبير منة منه لك
فان أشتغلت فيها بتدبير نفسك عن حق سيدك
فقد عدلت عن سبيل الهدى
و سلكت مسالك الردى


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f2899%5fAO0Nw0MAAEpZTslzzQgYPzKWNG 0&pid=7&fid=Inbox&inline=1


و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته


هشام عباس محمود