المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى أفارق صديقتي؟


حور العين
11-26-2018, 07:16 AM
من الإبنة/ إسراء المنياوى

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

متى أفارق صديقتي؟
أ. أروى الغلاييني

السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نَحن نلتقي بأُناسٍ كثيرينَ، ولِطبيعة الحياة نُفارقُهم، حتَّى ولو كانوا
أصدقاء ومقرَّبِين..

صَدِيقتي أخطأتْ فيَّ مِن دون سبب، وأخشى أن يكون ذلك بدايةَ الفراق؛
لأنها فعلت مثل ذلك مع صديقاتٍ لها ثم فارقتْهنَّ..

إلى أيِّ حدٍّ أعفو وأصفَح؟ وما السَّبَب الذي يُسوِّغ لي الفِراق؟
هِي من الممكن أن تُسِيء الظَّن بِي، وتعتَقد أنِّي أتآمَر عليها وأنقلُ كلامًا عنها للآخرين؛
فهي تعتقد ذلك في كثيرِين، ولم أعتقد أن الدور سيأتي عليَّ..!

كيف أتَّقِي اللهَ فِيها، وقد جرحتني؟

أريد حلاًّ بورِكتُم!!
الجواب
السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
أمةُ الرَّحْمَن.. اسمٌ جَميل اختَرتِه لنَفسِك، وفَّقَكِ الله لطاعته..!

أتَعْلَمِين، يا أمةَ الرحمن، أنني عَجِبت لعنوان استشارتِك متى
أفارق صديقتي ؟!

عجِبْتُ لأن الأصْل أن نَتَقارب ولا نفترق، نَتَعارف ولا نَختلف..
ربما لو سألت هل أفارق صديقتي لكان أفضَل، أما أنَّك تسألين متى أفارق صديقتي
هذا يعني أنك تنوين المفارقة لا محالة، ولكنَّك تسألين عن الوقت فقط!

ثم عندما قرأت تتمة الاستشارة فهمت منها أن صديقتك هي التي
تُخْطِئ وتفارق، كما فعلَت بأخْرَيات، أي: هي التي تقرِّر المفارَقَة،
وليس الطرف الآخر؛ فهل أنت تريدين أن تفارقِيها قبل أن تفعَل هِي؟!

أنتِ، عزيزتي أمةَ الرَّحْمَن، ذاتُ مَشَاعِر جيَّاشَة، وَنَفْسٍ تَمِيلُ للْحزن،
والحساسية مِمَّا يجري حولَها ومن الآخرين، لم تكتبي عُمرَك لأعرف
هل أنتِ على أبواب المراهقة، إن كان كذلك فَهَذا من سمات المراهقة،
والإقرار بذلك لا يعني أن نستسلم لذلك،
إنَّما نَتَعَرَّف علَيه لِنُعدِّلَه ونُهذِّبَه ولا نَرضَخ لَه.

أمَّا إن كنتِ تجاوزتِ سِنَّ المراهقة، وما زال لديك هذه المشاعر و(الحساسية)
فاعملي على جَبْر هذا النقص بالقراءة أو حضور دورات في
التنمية البشريَّة، وهي كثيرة - فيما يتعلَّق بهذا الموضوع.
هذا لك بشكل عام.. فربما اليوم صديقتك، وغدا رئيسَتُك بالعمل،
أو قريبتك، أو زوجك..

أمَّا مشكلتك الخاصة مع صديقتِك فالحل الناجع لها ولجميع مشاكل
سوء الاتصال هي أن تسألي عن (تفسيرٍ وليس تَبريرًا) لما فعلَته!

نَعَم؛ فالود الذي بينكما والصداقة تشفع لك أن تسأليها بأسلوب
المُحِب الحريص على الصَّداقة والعِشرة، وَحَذارِ أن تَفهَم مِنك أنَّكِ تُريدِين
تَصَيُّد أخطائِها أو أنَّك تُريدِين كشْف عُيوبِها، وأؤكد لَكِ ولكل مَن يَقرأ
هذه الاستشارة على: الأسلوب، ونبْرَة الصَّوت المنخفِضَة،
ولغَة الجسَد الهادئة غير الحادة.. وظنِّي بكِ أنَّ صَوتَك مُنخَفِض، وهادئة الحرَكة..

وفَّقكِ الله لما يحب ويَرضَى، وجَمَع بينَك وبين صديقَتِك بِخير..!