المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمانة في الخشبة العجيبة


vip_vip
11-21-2011, 07:48 PM
من بدائع القصص النبوي الصحيح

الأمانة في الخشبة العجيبة

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه (يقرضه (http://www.ataaalkhayer.com/)) ألف دينار .


المقرض : ائتني بالشهداء أشهدهم .


المقترض : كفى بالله شهيداً .


المقرض : فائتني بالكفيل .


المقترض : كفى بالله كفيلا .


المقرض : صدقت .


(يدفع الرجل للمقترض الألف دينار إلى أجل مسمى ،
فيخرج بها في البحر ، فإذا قضى حاجته ،
التمس مركباً يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركباً ،
فيأخذ خشبة فينقرها ، فيدخل فيها ألف دينار !! وصحيفة منه إلى صاحبه ،
ثم يزجج موضعها (يسده) ثم يأتي بها إلى البحر) .


المقترض (آسفاً) : اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً (اقترضت منه (http://www.ataaalkhayer.com/)) ألف دينار ،
فسألني كفيلاً ، فقلت ، كفى بالله كفيلا ، فرضي بك ، وسألنا شهيداً ،
فقلت : كفى بالله شهيداً ، فرضي بك (http://www.ataaalkhayer.com/) ، وإني جهدت (بذلت جهدي)
أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له ، فلم أقدر ، وإني استودعكما ؟ (أضعها أمانة عندك) .


(يرمي المقترض بالخشبة في البحر حتى تلج فيها (تجري) ثم ينصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده ، فيخرج الرجع الذي كان أسلفه ينظر ، لعل مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشبة التي فيها المال !!


فيأخذها لأهله حطباً .. فلما نشرها وجد المال والصحيفة !!!
ثم يقدم الذي كان أسلفه فيأتي بالألف دينار من جديد .


المقترض : والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لأتيك بمالك ، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه .


المقرض : هل كنت بعثت إلى بشئ .


المقترض : أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه .


المقرض : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة .


فانصرف بالألف الدينار راشداً .

من فوائد القصة :

1- القرض الحسن (http://www.ataaalkhayer.com/)مشروع والمقرض له أجر عظيم .


2- مشروعية كتابة الدين ، ووقت أدائه ، والإشهاد عليه حفظاً للحقوق .


3- للمقرض أن يأخذ رهناً ، أو كفيلاً من المستقرض ليحفظ حقه من الضياع .


4- لصاحب الدين أن يرضى ممن عليه الدين بشهادة الله وكفالته ، إذا لم يجد شهداء ، أو كفيلاً .


5- على المسلم أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( أعقلها وتوكل) .


فالمقترض ينقر الخشبة ، ويضع الدنانير فيها ، ويسدها ، ثم يدعو الله متوكلاً عليه .


6- من رضي بالله شهيداً ، أو كفيلاً كفاه ، وحفظ لـه حقه فالمقترض حينما رضي بالله شهيداً وكفيلاً رد عليه ماله .


7- على المسلم العاقل ألا يكتفي بالأسباب الغيبية وحدها ، بل يأخذ بالأسباب الحسية ، فالمقترض لم يكتف بما أرسله للمقرض في الخشبة ، بل أتى بالدنانير من جديد حينما وجد سفينة تحمله إلى صاحب الدين ، ولكن المقرض أخبره بأن الله أدى عنه بما أرسله في الخشبة .


8- على المقترض أن يبذل جهده ويسلك كل السبل لوفاء دينه في وقته المحدد .


9- إذا أحسن المسلم النية وفقه الله لأداء دينه .


10- أداء الحقوق ، ووفاء الدين واجب ، لا يجوز تأخيره ،
إذا لم يوفه في الدنيا ، فسوف يدفعه يوم القيامة من حسناته ، وربما كان سبباً في دخوله النار .