المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4364


حور العين
12-17-2018, 09:30 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
تعظيم الرب في الركوع



يهتمُّ كثير من المسلمين بالسجود لأنهم يطلبون فيه ما يُريدون

من الله عز وجل؛ بينما يغفلون عن الخشوع في الركوع، ولعلَّ بعضهم

لا يكاد يبقى في ركوعه ثواني معدودات! بينما كانت سُنَّة رسول الله

صلى الله عليه وسلم في الركوع أن يُعَظِّم الربَّ سبحانه، وكأنه يُمَهِّد

للسجود الذي سيسأله فيه؛ فقد روى مسلم

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:



( كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ

أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤْيَا

الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلاَ وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا

أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ

فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ" ).



ومن تعظيم الله عز وجل أن يستوي الظهر في الركوع ولا نبدو في هيئة

المتعجِّل الذي يُريد الرفع سريعًا، ومنه الإكثار من التسبيح بصيغة:

سبحان ربي العظيم، لما رواه مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه في وصفه

لصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ:



( سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ )



وهي تذكر صفة العظمة تحديدًا، ثم نذكر الله بصيغة أخرى وردت

في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، وفيها أَنَّ رَسُولَ اللهِ

صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:



( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ )



والسبُّوح هو المبرَّأ من النقائص والشريك، والقدوس هو المطهَّر

من كلِّ ما لا يليق بالخالق، والروح هو جبريل عليه السلام.



وورد كذلك في البخاري عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ:



( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:

"سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي").



وروى مسلم عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أنه قال

وهو يصف صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا رَكَعَ قَالَ:



("اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي،

وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي").



فهذه كلها وسائل يُعَظِّم بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ربَّه تعالى

في الركوع، وهي سُنَّة عظيمة ينبغي لنا أن نُطَبِّقَها.



أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين