المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عجائب الاستغفار (7)


حور العين
01-06-2019, 07:17 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

من عجائب الاستغفار (7)




فالإنسان ظالم جاهل،

وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبر الله تعالى في كتابه بتوبة

عباده الصالحين ومغفرته لهم، وثبت في الصحيح

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( لن يدخل الجنة أحد بعمله )

قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟! قال :

( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل )

... ومن ظن أن الذنوب لا تضر من أصر عليها فهو ضال مخالف

للكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة؛ بل

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}

[الزلزلة : 7، 8] .



وإنما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله تعالى :

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ

وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً

أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا

اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

[آل عمران : 133-135] .



وقال أيضًا : وإذا رأى أنه لا ينشرح صدره ولا يحصل له حلاوة الإيمان

ونور الهداية فليكثر التوبة والاستغفار وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان؛

فإن الله يقول :

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}

[العنكبوت : 69]

، وعليه بإقامة الفرائض ظاهرًا وباطنًا ولزوم الصراط المستقيم

مستعينًا بالله متبرئًا من الحول والقوة إلا به (مجموع الفتاوى) .



وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن قوله :

( ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم والليلة سبعين مرة ) :

هل المراد ذكر الاستغفار باللفظ أو أنه إذا استغفروا ينوي بالقلب أن

لا يعود إلى الذنب ؟ فأجاب : الحمد لله؛ بل المراد الاستغفار بالقلب مع اللسان؛

فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما في الحديث الآخر :

( لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار )؛

فإذا أصر على الصغيرة صارت كبيرة وإذا تاب منها غفرت قال تعالى :

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}

الآية (مجموع الفتاوى) .



وقال أيضًا : فإن الاستغفار هو طلب المغفرة، وهو من جنس الدعاء والسؤال،

وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمور به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو،

وقد يدعو ولا يتوب، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه عن

النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال :

( أذنب عبد ذنبًا فقال : اللهم اغفر لي ذنبي , فقال الله تبارك وتعالى :

أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ,

ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي , فقال تبارك وتعالى :

عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب , ثم عاد فأذنب،

فقال : أي رب اغفر لي ذنبي , فقال تعالى : أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له

ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي )

وفي رواية لمسلم : ( فليفعل ما شاء )،

والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة؛

فإن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، وأما التوبة

فإنه قال تعالى :

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

[الزمر : 53]،

وهذه لمن تاب، ولهذا قال :

{لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} :

لا تقنطوا من رحمة الله بل توبوا إليه، وقال بعدها :

{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}

[الزمر: 54]،

وأما الاستغفار بدون التوبة فهذا لا يستلزم المغفرة ؛

و لكن هو سبب من الأسباب (منهاج السنة النبوية) .