المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام البيهقي


vip_vip
12-09-2011, 10:57 AM
علماء الحديث

الإمام البيهقي (http://www.ataaalkhayer.com/)

المولد

هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخرساني . وُلِد الإمام البيهقي بخُسْرَ وْجِرد - وهي قرية من قرى بيهق بنيسابور - في شهر شعبان عام 384هـ ، فقد كانت نيسابور تزخر بحركة علمية واسعة ، وقد فتحت أيام الخليفة عثمان بن عفان .



طفولته

نشأ الإمام البيهقي نشأة علمية مبكرة في نيسابور، وقد ساهمت هذه النشأة العلمية المبكرة في تكوين البيهقي وإنضاجه ، وتزامن معها تلمذته على كبار رجال عصره من المحدثين والفقهاء ، الذين كانت تمتلئ بهم نيسابور .


رحلاته في طلب العلوم

اتخذ الإمام البيهقي مدينة بيهق منطلقًا لرحلاته العلمية الواسعة في المدن المتاخمة لها أولاً ، وهذه الرحلات هي التي ساهمت في تكوينه العلمي ، وأثرت حصيلته من المادة العلمية والفقهية ، وعلى رأسها المرويات الحديثية .


وهذه هي المدن والبلاد التي رحل إليها البيهقي (http://www.ataaalkhayer.com/)(رحمه الله) لطلب العلم :


1- نيسابور . 2- أستراباذ . 3- أسد آباد . 4- أسفرايين . 5-خراسان . 6- الدامغان . 7- الطابران . 8- طوس . 9- قرمين . 10- مهرجان . 11- نوقان . 12 - همدان . 13- بغداد . 14- الكوفة . 15- شط العرب. 16- الري . 17- مكة المكرمة . 18 - المدينة المنورة . 19- عودته إلى بلده بيهق .



آراء العلماء فيه

لقد تبوأ الإمام البيهقي قبل وفاته بعشرين عامًا مكانة علمية مرموقة، (http://www.ataaalkhayer.com/)فكان يعتبر إمام المحدثين ، ورأس الحفاظ في ذلك الوقت . وصفه الإمام الجويني قائلاً : " ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه مِنَّة إلا أبا بكر البيهقي ، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه " . و قد وصفه الإمام عبد الغافر الفارسي في تاريخه : " واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط " .


وقال الإمام السبكي : " فقد كان الإمام البيهقي (رحمه الله) عالمًا عاملاً، ذا سعة وإحاطة بالعلوم الشرعية؛ فإنه أنفق شطر عمره في جمعها وتحصيلها ، وأنفق الشطر الآخر منه في تنظيمها وتصنيفها ، فأخرج للناس هذه المصنفات الجليلة ، والتي بلغت الخمسين مصنفًا في فنون لم يسبق إليها ".



شيوخ البيهقي

لقد كان شيوخ البيهقي من الكثرة بمكان ، ويرجع ذلك إلى تبكير الإمام البيهقي في طلب العلم ، و قيامه بالتطواف على العلماء ، وهو في الخامسة عشرة من عمره ؛ وقد تحدث السبكي عن شيوخ البيهقي ، فقال : " أكثر من مائة شيخ " .


ومن شيوخ البيهقي:

1- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405هـ) .


2- أبو الفتح المروزي الشافعي .


3- عبد القاهر البغدادي .


4- أبو سعيد بن الفضل الصيرفي .


وهناك الكثير من الشيوخ الذين نهل منهم البيهقي ، وأخذ منهم ، واستفاد من صحبتهم .


تلاميذه

لا شك أن تكوين الرجال لا يقل أهمية عن تأليف التصانيف ، وتسويد الصحف ، وتلاميذ البيهقي امتداد لعلمه ومنهجه، وأثر بارز من آثاره العلمية ، والإمام البيهقي بما تبوأ من المكانة الجليلة في الحديث ، والفقه ، والأصول ، والعقائد صار قبلة للطلاب ، وهدفًا لرحلاتهم ، واهتماماتهم ؛ ليظفروا بالسماع منه، والتلقي عنه ، فإن البيهقي (رحمه الله) كان محدث زمانه ، وشيخ السنة في وقته ، وأوحد زمانه في الحفظ والإتقان . وقد عمَّر البيهقي طويلاً ، مما مكن عددًا كبيرًا من طلاب العلم (http://www.ataaalkhayer.com/)وأهله للاستفادة منه .



ومن تلاميذه:

1- الإمام أبو عبد الله الفراوي النيسابوري الشافعي (ت 530هـ) .


2- الإمام أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ثم النيسابوري.



صفات البيهقي

كان الإمام البيهقي على سيرة العلماء الربانيين، يتصف بالزهد و التقلل من الدنيا والقنوع باليسير، كثير العبادة والورع ، قانتًا لله . كما كان يتصف بما وصف به أهل نيسابور عمومًا من أنهم كانوا أهل رئاسة ، وسياسة ، وحسن ملكة ، ووضع الأشياء في مواضعها ؛ وهي صفات جليلة تتصل بنضج العقل ، وصفاء القريحة ، وقوة الفكر والتدبير .



مؤلفات البيهقي

1- (السنن الكبرى) : وهو من أعظم مؤلفات البيهقي ، والذي احتل مكانة مرموقة بين المصنفات في الحديث الشريف ، فقد أقبل العديد من العلماء الكبار على سماع هذا الكتاب وإسماعه لأهل العلم ، وقد أثنى العلماء عليه ، وقد جعله ابن الصلاح (ت 643هـ) سادس الكتب الستة في القيمة والأهمية بعد البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود ، وسنن النسائي ، وكتاب الترمذي . وقال الإمام السبكي (ت 771هـ) مشيدًا بسنن البيهقي : " أما السنن الكبير فما صنف في علم الحديث مثله تهذيبًا ، وترتيبًا ، وجودةً ".


أما باقي مؤلفات الإمام البيهقي فهي كثيرة وعظيمة المنافع ، منها :


1- أحكام القرآن . وقد جمع البيهقي فيه أقوال الشافعي في بيان آيات الأحكام .


2- أحاديث الشافعي .


3- الألف مسألة .


4- بيان خطأ من أخطأ على الشافعي .


5- تخريج أحاديث الأم (كتاب الأم للشافعي) .


6- معالم السنن .


7- معرفة السنن والآثار .


8 - العقائد .


9- إثبات عذاب القبر.


10- القراءة خلف الإمام .


11- فضائل الصحابة .


وغير ذلك من المؤلفات العديدة (http://www.ataaalkhayer.com/)، والكثيرة .


وفاة البيهقي

وبعد حياة حافلة بالتطواف والطلب في جمع العلم وتحصيله ، والهمة في بثِّه وتعليمه ، والاعتكاف على تدوينه وتصنيفه، أصاب البيهقي المرض في رحلته الأخيرة إلى نيسابور، وحضرته المنية ، فتُوفِّي في العاشر من جمادى الأولى سنة 458هـ ، وله من العمر أربع وسبعون سنة ، فغسلوه وكفنوه ، وعملوا له تابوتًا ، ثم نقلوه إلى مدينة بيهق . رحم الله البيهقي رحمة واسعة ، ورافق نبيه في أعالي الجنان .



المراجع

ابن كثير: البداية والنهاية - الصفدي: الوافي في الوفيات


- نجم عبد الرحمن: الإمام البيهقي - ياقوت الحموي: معجم البلدان .