المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 34)


حور العين
03-26-2019, 07:34 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 34)

وفي ختام هذه الآية من آيات الدعاء

نكون قد ختمنا شرح آيات الدعاء في هذا الكتاب الطيب الذي أحسن المؤلف

وفقه اللَّه في اختيار أفضل الأدعية القرآنية الجامعة لكل خيرات الدنيا والآخرة.



هذا آخر ما ذكر المؤلف وفّقه اللَّه تعالى من الأدعية القرآنية، ثم بدأ بعد

ذلك بالأدعية النبوية.



ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه اللَّه تعالى جوامع الكلم،

كما قال صلى الله عليه وسلم عن نفسه:

( بُعِثْتُ بِجَوامِعِ الْكَلِمِ )

وقد فسّر ابن مسعود رضى الله عنه بعض معاني ولوازم جوامع الكلم،

حيث قال: ( عُلِّمَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَجَوَامِعَهُ أَوْ جَوَامِعَ الْخَيْرِ وَفَوَاتِحَهُ ).



وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فقال لها :

( يا عائشة عليك بالجوامع الكوامل )،

وفي لفظ:

( عليك بجمل الدعاء وجوامعه )

ومعنى جوامع الكلم ما قاله الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه اللَّه:

( وبلغني أن جوامع الكلم: أن اللَّه عز وجل يجمع الأمور الكثيرة، التي

كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد، والأمرين، أو نحو ذلك )

( وحاصله أنه صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلام الموجز القليل اللفظ

الكثير المعنى ) .



فإذا كان الأمر كذلك فينبغي لكل داع أن يعتني بأدعية المصطفى صلى

الله عليه وسلم العناية الفائقة، فإن فيها جماع الخير كله وتمامه وشموله،

وكل أنواعه، من جليل المقاصد الرفيعة، وأشرف المطالب العالية،

من خيري الدنيا والآخرة، وغير ذلك؛ فإن فيها السلامة من الخطأ،

والزلل، وذلك أن الدعاء فيه

( مناجاة العبد لسيد السادات الذي ليس له مثيل، ولا نظير،

ولو تقدم بعض خدم ملوك الدنيا إلى صاحبه، ورئيسه في حاجة لرفعها

إليه، أو معونة يطلبها منه، ليتخير له محاسن الكلام، ولتَتَخلَّص إليه

بأجود ما يقدر عليه من البيان، ولئن لم يستعمل هذا المذهب في مخاطبته إياه،

ولم يسلك هذه الطريقة فيها معه ، أوشك أن ينبو سمعه عن كلامه،

وألاَّ يحظَى بطائل من حاجته عنده ، فما ظنّك برب العزة سبحانه

( وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى ) ، وبمقام عبده الذليل بين يديه، ومن عسى أن

يبلغ بجهد بيانه كنه الثناء عليه ...) .



قال القاضي عياض رحمه اللَّه:

( أذن اللَّه تعالى في دعائه، وعَلَّم الدعاء في كتابه لخليقته ، وعلَّم

النبي صلى الله عليه و سلم الدعاء لأمته ،

واجتمعت فيه ثلاثة أشياء :



1- العلم بالتوحيد .



2- والعلم باللغة .



والنصيحة للأمة، فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه

صلى الله عليه وسلم