تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 41)


حور العين
04-02-2019, 07:36 AM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 41)

شرح دعاء

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، و أصلح لي دنياي التي

فيها معاشي ، و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، و اجعل الحياة

زيادة لي في كل خير ، و اجعل الموت راحة في من كل شر .



( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي

فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ

زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ) .



المفردات :



عصمة أمري : أي ما يعتصم ويستمسك به ، أمري : الأمر : الشأن و الحال .

معاشي : أي عَيشي .



الشرح :



قوله : ( اللَّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ) :

دعا بإصلاح الدين أولاً ؛ لأنه أعظم المقاصد ، وأهم المطالب ؛ لأن من

فسد دينه فقد خاب وخسر الدنيا و الآخرة ، و سؤال اللَّه إصلاح الدين

هو أن يوفق إلى التمسك بالكتاب و السنة وفق هدي السلف الصالح

من الصحابة و التابعين في كل الأمور ، و ذلك يقوم على ركنين عظيمين :



1 – الإخلاص للَّه وحده في كل عبادة .



2 – و المتابعة للرسول صلى الله عليه و سلم بأن يكون ( خالصاً صواباً ) .



فإن التمسك بهذين الأصلين عصمة للعبد من الشرور كلها ، أسبابها ،

و نتائجها ونهاياتها ، و من مضلات الفتن ، و المحن , و الضلالات

التي تضيع الدين و الدنيا .



فنسأل اللَّه أن يصلح لنا ديننا الذي يحفظ لنا جميع أمورنا .



قوله : (و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي): أي أصلح لي عيشي في

هذه الدار الفانية القصيرة، بأن أُعْطَى الكفاف والصلاح، فيما أحتاج إليه،

وأن يكون حلالاً مُعيناً على طاعتك، وعبادتك على الوجه الذي ترضاه عني،

وأسألك صلاح الأهل، من الزوجة الصالحة، والذرية والمسكن الهنيء،

والحياة الآمنة الطيبة ، قال جلّ شأنه :

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.



قوله : { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }: أي في الدنيا بالقناعة ، وراحة البال،

والرزق الحلال والتوفيق لصالح الأعمال،

( فالحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت ) .



قوله : ( و أصلح لي آخرتي التي فيها معادي ) : أي وفّقني للعمل

الصالح الذي يرضيك عني، وملازمة طاعتك، والتوفيق إلى حسن

الخاتمة حتى رجوعي إليك يوم القيامة، فأفوز بالجنان، قال اللَّه تعالى:

{ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَــلٍ مَعْدُودٍ }،

لم يقل تعالى ممدود، بل قال: ﴿مَعْدُودٍ﴾ أي يُعدّ عدّاً إلى هذا

اليوم العظيم، فينبغي لنا أن نعدّ العُدّة إلى هذا اليوم .



قوله : ( و اجعل الحياة زيادة لي في كل خير ) : أي اجعل يا اللَّه

الحياة سبباً في زيادة كل خير يرضيك عني من العبادة والطاعة .



و يُفهم من ذلك أن طول عمر المسلم زيادة في الأعمال الصالحة الرافعة

للدرجات العالية في الدار الآخرة ، كما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم

مَن خير الناس ؟ فقال : ( مَنْ طَالَ عُمْرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ ) .



قوله : ( واجعل الموت راحة لي من كل شر ): أي اجعل الموت راحة لي

من كل هموم الدنيا وغمومها من الفتن والمحن، والابتلاءات بالمعصية

والغفلة, ويُفهم من ذلك أن المؤمن يستريح غاية الراحة ،

ويسلم السلامة الكاملة عند خروجه من هذه الدار، كما جاء في الصحيحين:

أن رسول اللَّهِ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : ( مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ) ،

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ:

( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ،

وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلَادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَاب )



( قال الحرالي : قد جمع في هذه الثلاثة: صلاح الدنيا ، والدين،

والمعاد، وهي أصول مكارم الأخلاق الذي بُعث لإتمامها، فاستقى

من هذا اللفظ الوجيز صلاح هذه الجوامع الثلاث

التي حلت في الأولين بداياتها، وتمت غاياتها )