المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 4490


حور العين
04-22-2019, 08:00 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم


( باب إِثْمِ الْغَادِرِ لِلْبَرِّ وَالْفَاجِرِ..2 )


حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ



( لَا هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا وَقَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ

إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ

إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً

مِنْ نَهَارٍ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ وَلَا يُنَفَّرُ

صَيْدُهُ وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا الْإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ قَالَ إِلَّا الْإِذْخِرَ )



الشرح‏:‏

حديث ابن عباس ‏"‏ لا هجرة بعد الفتح ساقه بتمامه، وقد تقدم شرحه

في أواخر الجهاد وباقيه في الحج، وفي تعلقه بالترجمة غموض،

قال ابن بطال‏:‏ وجهه أن محارم الله عهوده إلى عباده، فمن انتهك منها

شيئا كان غادرا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة أمن

الناس، ثم أخبر أن القتال بمكة حرام، فأشار إلى أنهم آمنون من أن يغدر

بهم أحد فيما حصل لهم من الأمان‏.‏



وقال ابن المنير‏:‏ وجهه أن النص على أن مكة اختصت بالحرمة

إلا في الساعة المستثناة لا يختص بالمؤمن البر فيها ‏"‏ إذ كل بقعة كذلك،

فدل على أنها اختصت بما هو أعم من ذلك‏.‏



وقال الكرماني‏:‏ يمكن أن يؤخذ من قوله ‏"‏ وإذا استنفرتم فانفروا ‏"

‏ إذ معناه لا تغدروا بالأئمة ولا تخالفوهم، لأن إيجاب الوفاء بالخروج

مستلزم لتحريم الغدر، أو أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغدر

باستحلال القتال بمكة، بل كان بإحلال الله له ساعة، ولولا ذلك لما جاز له‏.‏



قلت‏:‏ ويحتمل أن يكون أشار بذلك إلى ما وقع من سبب الفتح الذي ذكر

في الحديث وهو غدر قريش بخزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم

لما تحاربوا مع بني بكر حلفاء قريش، فأمدت قريش بني بكر وأعانوهم

على خزاعة وبيتوهم فقتلوا منهم جماعة؛ وفي ذلك يقول شاعرهم يخاطب

النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك

المؤكدا وسيأتي شرح ذلك في المغازي مفصلا، فكان عاقبة نقض قريش

العهد بما فعلوه أن غزاهم المسلمون حتى فتحوا مكة واضطروا إلى طلب

الأمان وصاروا بعد العز والقوة في غاية الوهن إلى أن دخلوا في الإسلام

وأكثرهم لذلك كاره، ولعله أشار بقوله في الترجمة ‏"‏ بالبر ‏"‏ إلى

المسلمين ‏"‏ وبالفاجر ‏"‏ إلى خزاعة لأن أكثرهم إذ ذاك لم يكن أسلم بعد،

والله أعلم‏.‏

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين