حور العين
05-10-2019, 05:52 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
الحكمة من صيام رمضان
الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده ، نبيِّنا محمدٍ
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعد :
فإنّ ما شرعه الله تعالى لعبادة من العبادات إنما ذلك لحكمةٍ تامةٍ بالغةٍ ، فالله
الحكيم العليم في خلقة وشرعة وجزائه ، ومن تلك العبادات الصيام
فله حكمةٌ كبيرةٌ منها :
1- إن الصيام عبادةٌ لله تعالى ، فيتقرب العبد إلى ربه بترك محبوبات نفسه
ومشتهياتها من الطعام والشراب والنكاح ، ويظهر بذلك صدق إيمان العبد ،
وكمال عبوديته لربه ، ومحبته له ، ورجائه ثواب الله ؛ لان العبد لا يترك
ما يحبه إلّا لما هو أعظم عنده منه ، فكن - أيها المسلم - ممن صام راغباً
فيما عند الله ، مُتذللا له بهذه العبادة .
2- ومن حكم الصيام : أن يحقق العبد تقوى الله ،كما قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ البقرة : 183 ].
وهذا إنما هو الصيام الشرعي الذي حافظ صاحبه عليه من المفطِّرات ،
ومن قول الزور والعمل به ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
{ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ }
رواه البخاري .
اجتهد إن تصوم صوماً صحيحاً نقيّاً من الشوائب والشبهات .
3- ومن حكم الصيام : أنّ الصائم يتخلّى قلبه للفكر والذكر ، ولأنّ تناول
الشهوات يحصل به الغفلة ، وقد يحصل به قساوة القلب ، ولذا فقد أرشد
النبي صلى الله عليه وسلم إلى التخفيف من الطعام والشراب ، وقد قال
المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ
فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ )
رواه ابن ماجه (صحيح).
4- ومن حكم الصيام : أنّ الغني يعرف نعمة الله عليه بنعمٍ كثيرةٍ لم يحصل
عليها الفقير من المطاعم والمشارب والنكاح ، فيحمد الله ويشكره ، ويتذكر
أخاه الفقير المسلم فيتصدق عليه ، ويعطيه من مال الله الذي آتاه ،
فيا أيها الأغنياء : تصدَّقوا على الفقراء في هذا الشهر الكريم (رمضان) ،
وأعطوا عطاء من لا يخشى الفقر ، وجودوا بالمال والخير على إخوانكم
المحتاجين ، وكونوا شاكرين لنعم الها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا
أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم.
5- ومن حكم الصيام : أنّه يضيق مجاري الدم بسبب الجوع والعطش ،
فتضيق مجاري الشيطان في البدن ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ )
رواه البخاري .
كما أن الصيام يكسر قوة الشهوة ، ولذلك أيها الشباب ومن في حكمهم :
استمعوا لهذا الحديث ، واعملوا به ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ
وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )
رواه الشيخان . والله الموفق.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
الحكمة من صيام رمضان
الحمد لله وحده ، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده ، نبيِّنا محمدٍ
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين ، وبعد :
فإنّ ما شرعه الله تعالى لعبادة من العبادات إنما ذلك لحكمةٍ تامةٍ بالغةٍ ، فالله
الحكيم العليم في خلقة وشرعة وجزائه ، ومن تلك العبادات الصيام
فله حكمةٌ كبيرةٌ منها :
1- إن الصيام عبادةٌ لله تعالى ، فيتقرب العبد إلى ربه بترك محبوبات نفسه
ومشتهياتها من الطعام والشراب والنكاح ، ويظهر بذلك صدق إيمان العبد ،
وكمال عبوديته لربه ، ومحبته له ، ورجائه ثواب الله ؛ لان العبد لا يترك
ما يحبه إلّا لما هو أعظم عنده منه ، فكن - أيها المسلم - ممن صام راغباً
فيما عند الله ، مُتذللا له بهذه العبادة .
2- ومن حكم الصيام : أن يحقق العبد تقوى الله ،كما قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[ البقرة : 183 ].
وهذا إنما هو الصيام الشرعي الذي حافظ صاحبه عليه من المفطِّرات ،
ومن قول الزور والعمل به ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
{ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ }
رواه البخاري .
اجتهد إن تصوم صوماً صحيحاً نقيّاً من الشوائب والشبهات .
3- ومن حكم الصيام : أنّ الصائم يتخلّى قلبه للفكر والذكر ، ولأنّ تناول
الشهوات يحصل به الغفلة ، وقد يحصل به قساوة القلب ، ولذا فقد أرشد
النبي صلى الله عليه وسلم إلى التخفيف من الطعام والشراب ، وقد قال
المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ
فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ )
رواه ابن ماجه (صحيح).
4- ومن حكم الصيام : أنّ الغني يعرف نعمة الله عليه بنعمٍ كثيرةٍ لم يحصل
عليها الفقير من المطاعم والمشارب والنكاح ، فيحمد الله ويشكره ، ويتذكر
أخاه الفقير المسلم فيتصدق عليه ، ويعطيه من مال الله الذي آتاه ،
فيا أيها الأغنياء : تصدَّقوا على الفقراء في هذا الشهر الكريم (رمضان) ،
وأعطوا عطاء من لا يخشى الفقر ، وجودوا بالمال والخير على إخوانكم
المحتاجين ، وكونوا شاكرين لنعم الها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا
أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم.
5- ومن حكم الصيام : أنّه يضيق مجاري الدم بسبب الجوع والعطش ،
فتضيق مجاري الشيطان في البدن ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ )
رواه البخاري .
كما أن الصيام يكسر قوة الشهوة ، ولذلك أيها الشباب ومن في حكمهم :
استمعوا لهذا الحديث ، واعملوا به ، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ
وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )
رواه الشيخان . والله الموفق.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين