تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الترمذي


vip_vip
01-06-2012, 09:49 AM
علماء الحديث

الإمام الترمذي (http://www.ataaalkhayer.com/)

مولده و نشأته

محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك . و قيل : محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن . وقيل : محمد بن عيسى بن سورة بن شداد بن عيسى السلميُّ الترمذيُّ الضرير . وقد وُلِد مطلع القرن الثالث الهجري في ذي الحجة سنةَ تسعٍ ومائتين من الهجرة ، في قرية من قرى مدينة ترمذ تسمى (بُوغ) ، بينها و بين ترمذ ستة فراسخ .


كان جَدُّه سورة مروزيًّا (نسبة إلى مرو) ، ثم انتقل هذا الجد أيام الليث بن سيار إلى بوغ ، أما السلمي فهو نسبة إلى بني سليم ، قبيلة من غيلان .


وقد عاش الترمذي للحديث ، ورحل إليه حيثما كان ، فأخذ العلم وسمع من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين , وهو تلميذ إمام المحدثين الإمام البخاري , وتأثر به أشد التأثر، ولا سيما في فقه الحديث ، وناظره ، وناقشه .



شيوخه

عاش أبو عيسى لتحصيل الحديث ، وشد الرحال إليه أينما كان ، واشترك الترمذي مع أقرانه الخمسة أصحاب الكتب المعتمدة ، وهم الإمام البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه في تلقي العلم على يد تسعة شيوخ ، وهم : محمد بن بشار بن بندار، ومحمد بن المثنى ، وزياد بن يحيى الحساني ، وعباس بن عبد العظيم العنبري ، وأبو سعيد الأشح عبد الله بن سعيد الكندي ، وعمرو بن علي القلانسي ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ومحمد بن معمر القيسي ، ونصر بن علي الجهضمي .


ومن شيوخه أيضًا الذين أخذ عنهم العلم: الهيثم بن كليب الشاشي صاحب المسند ، ومحمد بن محبوب المحبوبي راوي الجامع عنه ، ومحمد بن المنذر بن شكر .



ملامح شخصيته وأخلاقه

1- كان الإمام الترمذي يحب العلم والارتحال إليه ، ومجالسة العلماء ،
فجاب البلاد يجلس إلى العلماء ، وينهل من علومهم المتنوعة .


2- قوة الحفظ . (http://www.ataaalkhayer.com/)



مؤلفاته



1- الجامع للسنن . (http://www.ataaalkhayer.com/)


2- العلل الصغرى . و هو من ضمن كتاب الجامع، فهو مدخل له وجزء منه، وبيان لمنهجه . وقد نهل العلماء والفقهاء من جامعه هذا ، وذاعت شهرته به . وقد قال الترمذي عنه : " صنَّفت هذا المسند الصحيح وعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به ، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به ، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبيٌّ ينطق " .


3- كتاب الشمائل المحمدية.


وهذه الكتب السابقة هي التي وصلت إلينا ، أما كتبه الأخرى فقد فُقدت ، وإنما ورد ذكرها في المراجع ، وهي :


1- الزهد .


2- كتاب العلل الكبرى .


3- كتاب التاريخ .


4- كتاب الأسماء والكنى .



الجامع و منهجه المتميز

تميز جامع الترمذي بأنه وضع فيه مصنفه قواعد التحديث ، وكانت في غاية الدقة ، وقد جعلها تحت عنوان (كتاب العلل) بحيث أدرجت ضمن أبواب الجامع ، وقد ذكر الترمذي في أول كتاب الجامع أن الذي حمله على تسطير هذا المنهج في الجامع من العناية بأقوال الفقهاء وقواعد التحديث وعلله ، أنه رأى الحاجة إلى ذلك شديدة ، ولأجل هذا الهدف أراد أن يسلك مسلك المتقدمين ، وذلك بأن يزيد ما لم يسبقه إليه غيره ابتغاءَ ثواب الله عز وجل .


و من مزايا الجامع وخصائصه الفريدة التي امتاز بها ، أنه يحكم على درجة الحديث بالصحة والحسن والغرابة والضعف على حسب حالة الحديث ؛ فيقول بعد إيراد الحديث : حسن صحيح ، أو حسن صحيح غريب. و قد يقول : هذا حديث حسن غريب من حديث فلان . وهذا يعني أن الغرابة في الإسناد، وإن كان للحديث روايات أخرى ليست غريبة ، فإذا لم ترد طرق أخرى يقول : غريب لا نعرفه من غير هذا الوجه . وإذا كان في الحديث علة بيَّنها ، فنراه يقول : هذا الحديث مرسل ؛ لأن فلانًا تابعي ، فهو لم يروِ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أن فلانًا لم يروِ عن فلان ، إذ لم يثبت له لُقِيًّا معه .



آراء العلماء فيه

قال أبو يعلى الخليل بن عبد الله في كتابه علوم الحديث : " محمد بن عيسى بن سورة بن شداد الحافظ متفق عليه ، له كتاب في السنن ، وكتاب في الجرح والتعديل ، روى عنه أبو محبوب والأَجِلاَّء ، وهو مشهور بالأمانة والإمامة والعلم ".


وقال ابن الأثير: " كان الترمذي إمامًا حافظًا ، له تصانيف حسنة ، منها الجامع الكبير، و هو أحسن الكتب " . و قال الإمام الذهبي : " الحافظ العالم ، صاحب الجامع ، ثقة ، مجمع عليه " . وقال عنه ابن العماد الحنبلي : " كان مُبرَّزًا على الأقران ، آية في الحفظ والإتقان ". و قال عنه الإمام السمعاني : " إمام عصره بلا مدافعة " .



وفاته

تُوُفِّي الإمام الترمذي (رحمه الله) ببلدته (بُوغ) في رجب سنةَ 279هـ ، بعد حياة حافلة بالعلم والعمل ، وقد أصبح الترمذي ضريرًا في آخر عمره ، بعد أن رحل وسمع وكتب وذاكر وناظر وصنَّف .



المراجع

- شذرات الذهب ، ابن العماد ، 2/ 174.


- البداية والنهاية ، ابن كثير، ج11، ص75 .


- الوافي في الوفيات ، الصفدي ، ج1، ص 555 .