المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسارع الزمان


حور العين
07-01-2019, 12:26 PM
من :الأخت /هند أدهم

تسارع الزمان

أيام وسنون تنقضي تنقضي , ساعة تلو ساعة في مشهد لا يتوقف أبدا إلى قيام الساعة !

إنه تسارع الزمن الذي نبهنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان , من خلال حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ

وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ ) صحيح البخاري

وفي رواية أخرى في سنن الترمذي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار)

والمقصود بضرمة النار : أي كزمان إيقاد الضرمة وهي ما يوقد به النار أولا كالقصب والكبريت قال الترمذي :

هذا الحديث غريب من هذا الوجه وقريب منه في صحيح ابن حبان برقم 257 .

إن بعض العلماء الفيزيائيين المعاصرين أكدوا تقارب الزمان وتسارعه حقيقة كما جاء في الحديث , وذلك نتيجة قرب الأرض من الشمس , الأمر الذي يزيد من سرعتها حول الشمس , ومن المعلوم أن السرعة إذا زادت قل الزمن , فيصبح الشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم كما جاء في الحديث .



وقد أكد عالم الجيولوجيا الدكتور زغلول النجار أن الأرض سيأتي عليها وقت تجبر فيه على تغيير اتجاه دورانها بعد فترة من الاضطراب ,

وأنه بدلا من دورانها - منذ خلقها الله تعالى وإلى الآن - من الغرب إلى الشرق وتبدو الشمس طالعة من الشرق وتغرب في الغرب ,

فإنها هذا سينعكس في آخر الزمان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم , لتطلع الشمس من مغربها .



فإذا كان الشعور والإحساس يؤكد تقارب الزمان وتسارعه , وإذا كان العلم الحديث يدعمه ويؤيده كما رأينا ,

ناهيك عن التحذير النبوي من اقتران ذلك التقارب بقرب قيام الساعة , فإن الوقوف عند هذه القضية يصبح أمرا لازما على كل مسلم ,

وخاصة في مثل هذا اليوم الذي يمثل نهاية عام وبداية عام جديد .



إنها وقفة مع النفس يتدارك فيها كل واحد منا ما فات من التفريط في جنب الله تعالى , فيتوب من ساعته عن كل ما بدر منه من الذنوب والمعاصي في الأعوام الخالية ,

ويعزم من اليوم على تعويض ما مضى من التقصير في اغتنام عمره بما يفيد في الدنيا والآخرة , جاعلا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

شعاره في مستقبل أيامه القادمة : (اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك و صحتك قبل سقمك و فراغك قبل شغلك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك )

رواه الحاكم عن ابن عباس وصححه الألباني