المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح الدعاء من الكتاب و السنة (46)


حور العين
07-07-2019, 02:33 PM
من: الأخت/ الملكة نور

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642

شرح الدعاء من الكتاب و السنة (46)

شرح دعاء

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني

كله لا إله إلا أنت



اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي

كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .



المفردات:



لفظ الحديث : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى

نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ).



المكروب : أي المغموم والمحزون، والكَرْب بالفتح فسكون :

ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه و يغمَّه و يُحزنه .



والفرق بين الكرب والحزن : أن الكرب حزن مع شدة .



الشأن : الأمر والحال .



الشرح :



هذه الكلمات الواردة في الحديث كلمات إيمان، وتوحيد، وإخلاص للَّه

عز وجل وبعد عن الشرك كله، كبيره وصغيره، وفي هذا أوضح دلالةً

على أن أعظم علاج الكرب, هو تجديد الإيمان، وترديد كلمات التوحيد

( لا إله إلا أنت )؛ فإنه ما زالت شدَّة، ولا ارتفع همٌّ ولا كربٌ بمثل توحيد اللَّه،

وإخلاص الدين له، وتحقيق توحيد العبودية له عز وجل التي خُلق

الخلق من أجلها، فإن القلب عندما يُعمر بالتوحيد والإخلاص، ويُشغل

بهذا الأمر العظيم، الذي هو أعظم الأمور، وأجلها على الإطلاق،

تذهب عنه الكُربات، وتزول عنه الشدائد، والغموم خاصة إذا فُهِمَتِ المعاني،

وعُمل بالمقاصد، فإن يونس عليه السلام ما أزال اللَّه عنه الكربات إلا عند قوله:

{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } .

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بشيء: إذا نزل برجل منكم كرْبٌ،

أو بلاء من بلايا الدنيا، دعا به يُفرج عنه ؟ فقيل له: بلى ,

فقال: دعاء ذي النون ).



و قوله صلى الله عليه وسلم ((دعوات المكروب)) :

أي الدعوات النافعة المزيلة للمكروب المغموم .



((اللَّهم رحمتك أرجو)) : في تأخير الفعل ((أرجو)) دلالة على الاختصاص ،

أي نخصّك وحدك برجاء الرحمة منك ، فلا نرجوها من أحد سواك ،

و تخصيص السؤال بصفة الرحمة؛ لأنها وسعت كل شيء قال تعالى:

{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }

، فرحمته تعالى وسعت كل جزء وذرة في هذا الكون العظيم، ومنها عبيده .



قوله : ((فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) : فيه شدة الافتقار ،

و الاحتياج إلى مولاه وخالقه عز وجل وأنه لا غنى له عن

ربه طرفة عين في كل شأن من شؤونه ،



و قوله : ((طرفة عين)) خارج مخرج المبالغة . أي و لا لحظة واحدة .



قوله : (( و أصلح لي شأني كله )) : فيه سؤال اللَّه تعالى أن يصلح

كل أحواله وشؤونه و أموره في كل جزئيةٍ من جزئياته ، و كل جانب

من جوانبه في حياته ، و بعد مماته كما دلَّ قوله: ((كله)).



ثم ختم بأحسن وأعظم الكلم ((لا إله إلا أنت)) إقرار ، و إذعان ،

و إشهاد بالوحدانية الحقَّة [من الألوهية ، و الربوبية ، و الأسماء والصفات]

للَّه تعالى ، وفيه إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع المكروب, ويزيل همّه وكربه،

إذا كان مع حضور وشهود، ومن شهد للَّه تعالى بالتوحيد والجلال،

مع جمع الهمّة وحضور البال، فهو حريٌّ بزوال الكرب في الدنيا،

والرحمة، ورفع الدرجات في العقبى) .



و دلّ هذا الدعاء المبارك على أهمية التوسل بصفات اللَّه تعالى في كل

ما يرجوه العبد ويخافه، وخاصة صفة الرحمة ؛

فإن لها تأثيراً عظيماً في تفريج الهموم والغموم.



قوله : ((اللَّهم رحمتك أرجو)) ؛ فإن من مقتضيات رحمته تعالى ،

و ثمراتها الإحسان و الإنعام، و زوال الأوهام و الأحزان .