المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 4633


حور العين
09-29-2019, 01:50 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
من عجائب المخلوقات (02)

وفي النمل آية
النملة عاقلةٌ؛ قال تعالى:

{ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ *
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ
لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا }
[النمل: 17 - 19].

فهذه نملةٌ جمعَتْ في قولها بين الأمر والتحذير والاعتذار.
روى الإمام أحمد وأبو داود - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله
عنهما:

(أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل أربعٍ مِن الدواب:
النمل، والنحل، والهدهد، والصُّرد)

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(نزل نبيٌّ من الأنبياء تحت شجرة، فقرصته نملةٌ، فأمر بجهازه فأُخرج،
وأمر بقرية النمل فأُحرِقتْ، فأوحى الله إليه: أن قرصَتْك نملةٌ
أحرقت أمةً من الأمم تُسبِّح! فهلَّا نملة واحدة)

النملة تدعو ربها:
روى الإمام أحمد في (الزُّهد) عن أبي هريرة مرفوعًا:
((خرج نبي مِن الأنبياء بالناس يستسقون، فإذا هم بنملة رافعة قوائمَها إلى
السماء تدعو، مُستلقيةً على ظهرها، فقال: ارجعوا، فقد كُفيتم،
أو سقيتُم بغيركم))!

وفي رواية أنها تقول:
((اللهم إنا خلقٌ مِن خلقك، ليس بنا غنًى عن سُقياك ورزقك،
فإما أن تسقينا وترزقنا، وإما أن تُهلِكنا)).

النمل يكره الكذب، ويعاقب الكذاب:
يذكر ابن القيم في (شفاء العليل) يقول: إن نملةً خرَجَت من بيتها، فصادفت
شق جرادةٍ، فحاولَتْ أن تحمله فلم تُطِقْ، فذهبتْ وجاءت معها بأعوانٍ يحملنَه
معها، قال: فرفعت ذلك مِن الأرض، فطافت في مكانه فلم تجِدْه،
فانصرفوا وتركوها.

قال: فوضعته، فعادت تحاول حملَه فلم تقدر، فذهبت وجاءت بهم، فرفعته،
فطافت فلم تجده، فانصرفوا وتركوها، قال: فعلت ذلك مرارًا، فلما كان في
المرة الأخرى استدار النملُ حلقةً واحدةً حول هذه النملة،
وقطَّعوها عضوًا عضوًا.

قال ابن القيم: فحكيت هذه الحكاية لشيخِنا، فقال:
هذا النملُ فطَره الله على قُبح الكذب، وعقوبة الكذاب...

من حيل النمل:
مِن عجيب أمر النملِ أن الرجل إذا خاف على طعام مِن النمل وضعه
في شيء، ووضع ذلك الشيء في إناء كبير به ماءٌ، فتجد النملة تتسلق
الحائط ثم تمشي على السقف إلى أن تحاذي ذلك الشيء، ثم تُلقي بنفسها
عليه، قال ابن القيم: (وقد جرَّبنا ذلك مرارًا)


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين